عشاق كرة القدم العالمية على موعد مع واحدة من كبرى البطولات من 14 إلى 28 يونيو الحالي، وذلك حينما تستضيف جنوب أفريقيا النسخة الثامنة من كأس العالم للقارات، وهي البطولة التي تعود جذورها إلى فكرة أطلقها الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود بتنظيم بطولة عالمية تجمع المنتخبات الفائزة ببطولاتها القارية.
وانطلقت النسخة الأولى لهذه البطولة العربية المنشأ في 1992 بتنظيم سعودي، واستمرت حتى قرار «الفيفا» إدراجها كبطولة رسمية في 1997، وعلى المستوى النظري فالبطولة هي الثانية للمنتخبات بعد كأس العالم، ومن فوائدها أن «الفيفا» اعتمدها أيضاً كنوع من اختبار الجاهزية التنظيمة للبلد الذي يتصدى لتنظيم كأس العالم في نفس عام اقامة بطولة القارات. ومن الملاحظ أن أوجه التشابه بين كأس العالم للقارات وكأس العالم للأندية كثير للغاية، فالبداية في كلتيهما كانت شرفية بلا صبغة رسمية، وبمرور الوقت ونجاحهما في جذب الأنظار وانتزاع الاهتمام العالمي، والحصول على جهات راعية وتحقيق مكاسب مالية اتخذتا الشكل الرسمي لتنضما إلى الأجندة الرسمية لبطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ومن أوجه التشابه الأخرى أن بطولة كأس العالم للأندية هي تطوير لمباراة بطل أوروبا وبطل أميركا الجنوبية، وكذلك الأمر بالنسبة لكأس العالم للقارات التي انتقلت من مجرد مواجهة بين المنتخب الحائز على أمم أووربا والمنتخب الحائز على كوبا أميركا. كما يتشابها في البلد المستضيف الذي ظل يتبنى البطولة لعدة سنوات ثم إنطلقت تنظيميًا الى بلدان أخرى، حيث استضافت اليابان بطولة كأس العالم للأندية على مدار السنوات الماضية قبل أن يقع الإختيار على الإمارات لتنظيم البطولة في نسختها القادمة 2009 والنسخة التالية لها في 2010. كان تنظيم كأس العالم للقارات سعوديًا خالصًا على مدار 3 بطولات لتنطلق بعد ذلك تنظيميًا إلى كل من المكسيك وكوريا واليابان (تنظيم مشترك)، ثم فرنسا وألمانيا، وأخيرًا تم إسناد تنظيمها واستضافتها إلى جنوب أفريقيا، وفق سياسة اختبار التجهيزات والاستعدادات التنظيمية للبلد الذي يستضيف كأس العالم، حيث تنطلق البطولة قبل عام تقريبًا من استضافة نفس البلد لكأس العالم 2010.
البطولة الأولى «التانجو» يخطف اللقب
انطلقت النسخة الأولى من كأس العالم للقارات باستضافة المملكة العربية السعودية، وقد تمكن المنتخب الأرجنتيني من الفوز باللقب بتغلبه على السعودية في المباراة النهائية بثلاثية مقابل هدف، وحصلت الولايات المتحدة على المركز الثالث بعد أن تغلبت على ممثل القارة السمراء منتخب كوت ديفوار بخماسية مقابل هدفين. وأقيمت البطولة تحت مسمى كأس الملك فهد وانطلقت مبارياتها في شهر أكتوبر من 1992، وشهدت تسجيل 18 هدفًا بمعدل 4.5 في كل مباراة، وتقاسم النجم الأرجنتيني جابريل باتيستوتا واللاعب الأميركي بروس موراي لقب الهداف وأحرز كل منهما هدفين.
البطولة الثانية الدنمارك تنتزع اللقب
انطلقت النسخة الثانية من كأس العالم للقارات بتنظيم سعودي أيضًا، وتحت مسمى كأس الملك فهد للمرة الأخيرة، وأقيمت المباريات في شهر يناير بعد أن تم تقسيم المنتخبات المشاركة الى مجموعتين تضم كل منها 3 منتخبات. تصدرت الدنمارك المجموعة الأولى تلتها المسكيك، ثم السعودية في المركز الثالث، وفي المجموعة الثانية كانت الصدارة للأرجنتين على حساب نيجيريا الثانية واليابان التي حلت ثالثة، وانتزعت المكسيك المركز الثالث بالفوز على نيجيريا بركلات الترجيح (5/4) بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق. وظفر بلقب البطولة المنتخب الدنماركي بتغلبه على بطل النسخة الأولى المنتخب الأرجنتيني في نهائي البطولة بهدفين دون مقابل، وشهدت البطولة تسجيل 19 هدفًا بمعدل 2.38 هدف في المباراة، وذهب لقب الهداف للمكسيكي لويس جارسيا بثلاثة أهداف.
البطولة الثالثة البرازيل يعاقب أستراليا
حملت النسخة الثالثة من البطولة المسمي الرسمي لها (كأس العالم للقارات) ونالت اعتراف «الفيفا» رسميًا، وشاركت فيها 8 منتخبات وفق النظام الذي يقضي بمشاركة 6 منتخبات فائزة ببطولاتها القارية، والمنتخب الفائز بكأس العالم، والبلد المستضيف، وهو الشكل التنظيمي المعمول به منذ 1997 وحتى الآن. تم تقسيم المنتخبات المشاركة الى مجموعتين، حيث صعد من المجموعة الأولى البرازيل وأستراليا على حساب المكسيك والسعودية، ومن المجموعة الثانية صعدت الاوروجواي بتصدرها ترتيب المجموعة ورافقتها جمهورية التشيك على حساب كل من الإمارات وجنوب أفريقيا. وفي الدور قبل النهائي، تفوقت البرازيل على جمهورية التشيك بثنائية نظيفة، واستراليا على الاوروغواي بهدف دون مقابل، ثم تلقت الأخيرة هزيمة على يد المنتخب التشيكي في مبارة تحديد المركز الثالث بهدف نظيف، وشهد النهائي مذبحة كروية بتغلب البرازيل على المنتخب الأسترالي بسداسية نظيفة، وكأنه أراد أن يعاقبه على تجرأه وصعوده للنهائي، وشهدت البطولة تسجيل 51 هدفا بمعدل 3.19 هدف في المباراة، وانتزع النجم البرازيلي روماريو لقب الهداف بعدد قياسي من الأهداف لم يسجله لاعب آخر في تاريخ البطولة وهو 7 أهداف.
البطولة الرابعة المكسيك تقهر البرازيل
في الفترة من 25 يوليو حتى 4 أغسطس 1999 انطلقت في المكسيك، النسخة الرابعة من كأس العالم للقارات بمشاركة منتخبات المكسيك والبرازيل وألمانيا ومصر ونيوزيلندا والسعودية وبوليفيا والولايات المتحدة، وقد تصدرت المكسيك المجموعة الأولى تلتها السعودية على حساب بوليفيا الثالثة ومصر التي تذيلت ترتيب المجموعة، فيما دانت الصدارة للبرازيل في المجموعة الثانية وجاءت الولايات المتحدة في وصافة المجموعة، وحلت ألمانيا ثالثة ونيوزيلندا رابعة. وتغلبت المكسيك على الولايات المتحدة في قبل النهائي بهدف دون مقابل، كما فاز في الدور نفسه البرازيل على السعودية بنتيجة ثقيلة قوامها 8 أهداف مقابل هدفين، ثم خسرت السعودية المركز الثالث لحساب الولايات المتحدة التي تفوقت عليها بهدفين نظيفين. وفي نهائي تاريخي تمكن المكسيكيون من تقديم مباراة كبيرة وتغلبوا على البرازيل برباعية مقابل ثلاثة أهداف ليتوجوا باللقب العالمي الكبير للمرة الأولى على حساب البطل السابق للبطولة منتخب البرازيل. وشهدت البطولة إحراز 55 هدفا بمعدل 3.44 هدف في كل مباراة، وتقاسم صدارة الهدافين برصيد 6 أهداف كل من السعودي مرزوق العتيبي والبرازيلي رونالدينيو والمكسيكي بلانكو.
البطولة الخامسة «الديوك» يحقق الانتصار
أقيمت البطولة بتنظيم مشترك بين كوريا الجنوبية واليابان في بروفة عملية للتأكد من جاهزيتهما لاستضافة الحدث الأكبر فيما بعد وهو كأس العالم 2002، وتمت أقامة مباريات البطولة في 6 مدن وعلى ملاعب مختلفة بمشاركة فرنسا وأستراليا وكوريا الجنوبية والمكسيك في المجموعة الأولى، واليابان والبرازيل والكاميرون وكندا في المجموعة الثانية. كان الصعود للدور قبل النهائي بحسب الترتيب المذكور في كل مجموعة، حيث تصدرت فرنسا تلتها أستراليا في المجموعة الأولى، فيما كانت صدارة الثانية لليابان وفي المركز الثاني البرازيل، وواصلت اليابان تفوقها لتفوز في الدور قبل النهائي على أستراليا بهدف مقابل لا شيئ، وفي المقابل فازت فرنسا على البرازيل بهدفين لهدف، وفي مباراة تحديد المركز الثالث تغلبت أستراليا على البرازيل بهدف نظيف في مفاجأة كبيرة، وفي المباراة النهائية تمكن منتخب الديوك الفرنسي من إيقاف طموحات اليابان لتنتزع فرنسا اللقب بفضل الهدف الذي سجله فييرا في الشباك اليابانية. شهدت البطولة تسجيل أقل معدل من الأهداف في تاريخ البطولة، حيث لم يتجاوز عدد الأهداف 31 هدفا وبمعدل 1.94 هدف في كل مباراة، وانعكس الفقر التهديفي على لائحة الهدافين، حيث أحرز أكثر من لاعب هدفين أبرزهم سوزوكي الياباني وفييرا وبيرس وسيلفان ويلتورد .
البطولة السادسة الفرنسيون يواصلون الفوز
أقيمت النسخة السادسة من البطولة في فرنسا 2003 التي لم تكتفي بشرف الاستضافة وأضافت اليه شرف انتزاع اللقب والذي جاء على حساب المنتخب الكاميروني الجريح الذي تذوق مرارة موت أحد نجومه على أرض الملعب أثناء مباريات البطولة وهو النجم الراحل مارك فيفيان فويه. وشاركت في البطولة 8 منتخبات تم تقسيمها على مجموعتين كما جرت العادة، وانتزعت فرنسا ترتيب المجموعة الأولى تلتها كولومبيا، على حساب اليابان ونيوزيلندا، وفي المجموعة الثانية كانت الصدارة للكاميرون وحلت تركيا ثانية، فيما خرجت البرازيل في مفاجأة كبيرة من الدور الأول بعد حلولها ثالثة لتخرج برفقة الولايات المتحدة. وفي الدور قبل النهائي تفوقت الكاميرون على كولومبيا وفرنسا على تركيا، لتتفوق الأخيرة فيما بعد كولومبيا وتفوز بالمركز الثالث، ويذهب لقب البطولة هذه المرة لفرنسا على حساب الكاميرون، ووصل معدل التهديف في البطولة إلى 2.31 هدف في كل مباراة، حيث شهدت تسجيل 37 هدفا، وحصل تيري هنري على لقب الهداف برصيد 4 أهداف.
البطولة السابعة البرازيل تنتزع اللقب
تميزت النسخة الأخيرة من كأس العالم للقارات في ألمانيا 2005، بالمستويات القوية وأخذت البطولة بجدية غير مسبوقة، وفي نهاية المطاف ذهب اللقب للبرازيل التي واجهت صعوبات كبيرة ومنافسة كبيرة من الجميع، حيث صعدت للدور قبل النهائي بفارق الأهداف عن المنتخب الياباني صاحب المركز الثالث وجاءت اليونان رابعة، وتصدرت المكسيك هذه المجموعة، وفي المجموعة الأولى رافقت ألمانيا الأرجنتين للدور قبل النهائي على حساب كل من تونس وأستراليا. وفي الدور قبل النهائي تغلبت البرازيل على المستضيفة ألمانيا بثلاثية مقابل هدفين، كما فازت الأرجنتين على المكسيك بركلات الترجيح، وفي مباراة المركز الثالث تفوق الألمان على المكسيكيين، وذهب لقب البطولة إلى البرازيل التي فازت في النهائي على الأرجنتين برباعية مقابل هدف في مباراة تاريخية بين المنتخبين الكبيرين، وذهب لقب الهداف للبرازيلي أدريانو برصيد 5 أهداف.
عدد اليوم
