الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشغولات اليدوية فنون تُحبَك بأنامل رشيقة

المشغولات اليدوية فنون تُحبَك بأنامل رشيقة
25 فبراير 2011 18:58
نسرين درزي (أبوظبي) - ليس أجمل من أن تستغل الزوجة أوقات فراغها بتطريز المنسوجات لأسرتها، أو بتجهيز مفارش المائدة بالورود وتزيين المناشف بالشرائط. وليس أهم من أن تعلم الأم ابنتها كيف تكون سيدة بيت تفكر بابتكار المشغولات اليدوية حينا وإعداد أنواع الشراب والمربيات والحلويات حينا آخر. وحتى تشعر زوجة المستقبل أنها ملكة بيتها الذي تتدبر شؤونه من الألف إلى الياء، لا بد أن تجد لنفسها زاوية تثبت فيها شغفها بتقديم الهدايا النموذجية التي تصنعها بنفسها. هوايات قديمة أمور صغيرة كشفتها المعروضات التي عاد ريعها للأعمال الإنسانية، توضح ضرورة ألا تغفل المجتمعات هذا النوع من الفن الإنساني الذي لا بد من أن تتوارثه الأجيال. ومما كان يدور في أوساط الحاضرين من الجمهور والأسر المنتجة، أن عصر التكنولوجيا والانترنت والألعاب الالكترونية تساهم سنة بعد أخرى بإنتاج جيل كسول واتكالي. وكثيرون من هذا الجيل لا يفكرون ويبدعون بقدر ما ينتظرون أن تأتي إليهم الأمور جاهزة. ومن هنا يقام مثل هذا النوع من المعارض التي تضم منتجات مصنوعة باليد تذكر بالهوايات القديمة التي مضى عليها الزمن. ومع أن فنونا مثل التطريز والرسم على القماش والتلوين على الزجاج، لم تعد تظهر إلا باستحياء، غير أنها من صميم الموروث الحضاري لمجتمعاتنا العربية. ومن الظلم تركها تندثر من دون تدخل سريع لإعادة إحيائها. تجربة بيتية بالعودة إلى زمن الجدات، كانت البياضات المنزلية التي تستخدم كمفارش للأسرة والطاولات وأدوات الضيافة، تخاط يدويا. ولا يكفي أن تقوم العروس أو سيدة البيت بتفصيلها بنفسها، وإنما تجلس لأسابيع طويلة تحضر للرسوم التي سوف تشكل مادة لمطرزاتها. من الطيور والزهور، إلى الفراشات وأوراق الشجر، كلها أفكار بسيطة لكنها تغني أي قطعة تتزين بها كتوقيع للتميز. وهي رسوم مازالت تتناقلها حتى الماكينات الصناعية، بالرغم من غزارة الإنتاج الذي يمكن أن تحققه. والعبرة ليست بالشكل وحده، وإنما بالفكرة ومعنى الرسالة التي تحملها تلك المشغولات المصممة أساسا من عمق التجربة البيتية الغارقة في الإحساس. سلال مغلفة بالقماش المطرز، وفوط للمطبخ موشحة بباقة من ألوان الطبيعة، ومجموعة من ديكورات المنزل وزينة الجدران تروي قصصا في تفاني الكثير من الأسر المنتجة. أسر تصر في أيامنا الحالية التي يتوفر فيها كل شئ جاهز وسريع، على مواصلة المشوار وبذل أقصى جهد ممكن لإنتاج الأكثر تميزا. وكم جميل أن تجتمع نساء البيت الواحد من الجدة إلى الأم والبنات، على تحضير شراب الورد الجوري، وماء الزهر وماء الورد. وكم لذيذ أن تتذوق العائلة من خيراتها، كأنواع المربيات المصنوعة من الفاكهة الموسمية، والمخللات وحتى أصناف الحلوى. المسألة كلها تتوقف على الإرادة والصبر والقابلية لتعلم هوايات جديدة، قد تكتشف المرأة أو الفتاة التي تمارسها أنها تعبر منها إلى طريق مختلفة تحارب فيها الملل. وتثبت لنفسها ولمن حولها أن الصناعة اليدوية من أكثر الأمور التي تفرح منتجها وقد تضعه على العتبة الأولى نحو مستقبل قد تلوح منه بوادر تجارة ما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©