اكتشاف مقابر في البيرو يعيد كتابة التاريخ

ليما (أ ف ب) - كشف علماء آثار في البيرو عن قبور من حضارة الواري تعود إلى ما بين العامين 600 و1200، وهو اكتشاف “مفاجئ” نظراً إلى موقعه جنوب شرق الأمارون، ما يجبر العلماء على إعادة النظر في التاريخ السابق لحضارة الأنكا. واكتشف مجمع القبور هذا بين تموز وأواخر عام 2010 في الموقع الأثري اسبيريتو بامبا في قطاع فيلكابامبا، على بعد 1100 كم من ليما. وهو يتضمن بشكل خاص قبر أحد كبار شخصيات حضارة الواري الذي كان مزيناً بالحلي والأساور والقلادات الذهبية والفضية. وبنى الواري امبراطورية سابقة لحضارة الأنكا عرفت ذروتها بين العامين 600 و1200، وبسطت سيطرتها على السواحل ومنطقة الأنديز في البيرو الحالية. وبدأت تشهد انحطاطاً قبيل ذروة حضارة الأنكا (1400-1530) ولم يكن العلماء يعلمون بوجودها في فيلكابامبا. فهذا القطاع كان معروفاً بشكل خاص بأنه آخر ملاذ للأنكا عندما هربوا من الإسبان وجعلوا منها مقرهم ومركز مقاومتهم في السنوات الأخيرة من امبراطوريتهم حتى سقوط توباك امارو الذي أعدم عام 1572. ووجود مقابر الواري في فيلكابامبا “يظهر أن الواري كانوا يعرفون المنطقة منذ فترة أطول”، حسبما يشرح عالم الآثار لويس لومبريراس، المدير السابق للمعهد الوطني للثقافة، واصفاً الاكتشاف بأنه “مذهل ومفاجئ فعلاً”. وهذا الاكتشاف “يفتح فصلاً جديداً في مجال الأبحاث الأثرية ويجبر العلماء على إعادة كتابة التاريخ”، حسبما يقول المدير الإقليمي للثقافة خوان جارسيا. وبرأيه، فإن “هذا الاكتشاف هو أحد أهم الاكتشافات، ويضاهي بأهميته ماتشو بيتشو” مدينة الأنكا التي أصبحت أهم المعالم السياحية في البيرو، “أو سيد سيبان” (القرن الثالث)، وهو اكتشاف حضارة موشيكا في شمال البيرو في عام 1987.