الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما انفكّوا وما برحوا

ما انفكّوا وما برحوا
25 فبراير 2011 19:00
(1) نحن شعب تتحكم فيه القافية والسجوع بأنواعها والبيان والبديع والجناس والطباق والتوريات وماشابهها، ونغير احكامنا بشكل يتناسب مع القافية والعكس ليس صحيحا . يقولون (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق)....وأقول إن قطع الأعناق لا يشابه ولا يقارب قطع الأرزاق مطلقا ، لأنه يلغي فرصتك في الحياة تماما. السجوع تنفع للشعارات والمظاهرات والاعتصامات والأغاني والنواح ، لكنها لا تصلح أبداً من أجل تكوين ثقافة الشعوب. (2) كانوا وما زالوا وما انفكوا وما برحوا يحشون رؤوس التلاميذ بحجج سخيفة للدفاع عن قضايا عادلة، هي ليست بحاجة الى هذه الحجج والتبريرات أصلا ، مثل قصة: (من لا يملك الى من لا يستحق) التي كانوا يضعونها ضمن 16 بنداً ل(تفنيد وعد بلفور) التي كنا ندرسها في كل صف دراسي من الرابع الإبتدائي حتى التوجيهي .. وما كنا في الواقع بحاجة لها ، ففلسطين قضيتنا، والصهيونية هي استعمار بكل ما في الكلمة من معنى، وليس ثمة من داع للتعامل مع الأمر بعقلانية سمجة لنضع بنودا لتبرير رفضنا للوعد المشؤوم. هذا ليس موضوعنا بالأساس ..... موضوعنا هو قصة الاستعمار الأوروبي للعالم العربي الذي بدأ في القرن الحادي عشر واستمر حتى الرابع عشر، والمصطلح على تسميته بالحروب الصليبية .... إذ كنا ندرس في (تفنيد) حق الأوروبيين في احتلالنا ، القول بأنهم كانوا يتحججون بأنهم يريدون جعل طريق الحج المسيحي الى بيت المقدس آمنة ، وكنا نقرأ في جميع الصفوف الدراسية عن قول لمستشرق أو مؤلف ما بأنه ذهب في تلك الفترة من اقصى الشرق الى اقصى الغرب ثم من الشمال الى الجنوب مرورا وعودة من بيت المقدس ، دون ان يتعرض له احد أو يحاول أن يسلبه أحد. ولما كبرنا وأهتم بعضنا بالتاريخ ، اكتشفنا بأن هذه العبارت مضللة ومظللة ، وبأن تلك المنطقة كانت ساحة كبرى للصراع بين الخلافة العباسية ومن يمثلها من سلاطين وسلاجقة وبين الفاطميين ومن يمثلهم ومن تلاهم ، وفي الوسط القبائل العربية المتصارعة من جهة والمتحاربة مع إحدى الخلافتين أو مع كليهما. وكانت شعوب تلك المنطقة تعيش حالة مؤلمة من عدم الأمان بعد حرق الزروع والبيوت وكل شيء. الحقيقة الوحيدة هي أن الصهيونية استعمار وأن وعد بلفور هو شرارة استعمارية ولا حاجة لتفنيدها ، وأن الحروب الصليبية هي استعمار بكل ما في الكلمة من معنى بشع ، ولا حاجة الى ترديد الأكاذيب من أجل منح انفسنا الحق في مقاومته ، فمقاومة الاستعمار حق طبيعي لجميع الشعوب الحية، ولا حاجة للاستعانة بالأكاذيب التي لا تمر سوى علينا. (3) صحيح أن للزعامات خطاياها ، لكن جزءا يسيرا منها –على الأقل- يندرج تحت قائمة وقاعدة: من يعمل يخطئ، ومن لا يعمل من أين يأتيه الخطأ، فهم أولا يعملون ويخطئون. ولأنهم يدركون ضرورة عدم الوقوع في الخطأ مرارا وتكرارا ، فقد حرصوا على رفع نسب البطالة في بلدانهم، حتى يقل عدد الخطائين ..وخير الخطائين التوابون، الذين يتركون أعمالهم وينظمون لقائمة العاطلين عن العمل خوفاً من مغبة الوقوع في الخطأ والخطل والزلل ( لا سمح الله). يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©