بحث جديد حول العلاقة بين «الموبايل» وصحة الدماغ

عدنان عضيمة (أبوظبي)- اكتشف باحثون من «المعهد الوطني للصحة» في الولايات المتحدة أن استخدام الهاتف المحمول «الموبايل» يمكن أن يؤدي إلى تسريع نشاط الدماغ في المنطقة الأقرب إلى هوائي الجهاز. ويأتي هذا الاكتشاف ليجدد المخاوف المتعلقة بالتأثير السلبي للمستويات المتدنّية من الإشعاعات اللاسلكية التي تنبعث عن أجهزة «الموبايل» على الصحّة العامة لمستخدميها. وأطلق فريق من الباحثين تقوده الدكتورة نورا فولكوف مديرة قسم إدمان المخدرات في «المعهد الوطني للصحة»، تحذيراً من التسرّع في الحكم النهائي على نتائج هذا الاكتشاف، وذلك لأن من غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت التغيّرات في النشاط التي تم اكتشافها بإجراء عمليات المسح الإشعاعي للدماغ أثناء استخدام الموبايل، ذات تأثير ضار على الصحة العامة لمستخدمه. إلا أن نتائج الدراسة التي ظهرت الأربعاء الماضي في النشرة الدورية التي تصدر عن الرابطة الطبية الأميركية، تحمل في طيّاتها أول تأكيد لا يرقى إليه الشك من أن الإشارات اللاسلكية ذات التواتر المنخفض التي يبثّها الموبايل تؤثر بالفعل على نشاط الدماغ. وقالت فولكوف: «تكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تؤكد أن الدماغ البشري حسّاس للإشعاعات الكهرومغناطيسية التي يصدرها الموبايل. كما توحي بالأهمية الكبيرة لإطلاق دراسات جادة يمكنها أن تجيب عن السؤال المتعلق بما إذا كانت هناك عواقب ضارة للتعرّض لهذه الإشعاعات خلال السنوات الخمس أو العشر أو الخمس عشرة الماضية». ولا شك في أن هذا الاكتشاف الجديد سوف يعيد الجدل المتعلق بأضرار استخدام «الموبايل» إلى الطاولة. ويذكر أن دراسات سابقة افترضت (ولم تؤكد) وجود علاقة بين استخدام الهاتف الخليوي والأورام السرطانية للدماغ. ونظراً لأن هذه الظاهرة الخطيرة لم تواكب في مدى انتشارها الزيادة الهائلة في عدد مستخدمي جهاز الموبايل في العالم، فإن بعض الخبراء اعتبروا ذلك دليلاً كافياً لتبرئته من هذه التهمة. وذهب الأمر ببعض أشهر المراكز البحثية الطبّية العالمية إلى حدّ التأكيد بأن الهاتف الخليوي جهاز آمن ولا يحمل أي أضرار على الصحّة. إلا أن بعض مشاهير الأطباء، بمن فيهم المدير السابق لمركز السرطان في جامعة بيتسبورج والذي يُعد واحداً من كبار جرّاحي الأعصاب، نصحوا باستخدام سماعات الأذنين عند التحادث بجهاز الموبايل على سبيل الوقاية من الخطر المحتمل. وقالت فولكوف إن البحث الجديد ما زال في مراحله الأولى، ونحن نتحفظ حتى الآن على الإشارة إلى الإصابة بمرض السرطان أو غيره من الأمراض الخطيرة كنتيجة محتملة لاستخدام الموبايل، إلا أن هذه النتائج الأوليّة صعّدت من حدّة المطالب بتوجيه البحوث على حقول معيّنة يمكنها أن تقود إلى فهم العواقب الصحّية الموافقة لتزايد نشاط الدماغ عند استخدام الموبايل».