الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم مع الذات (1)

25 فبراير 2011 19:07
من منا فكّر في إجازة ولو ليوم واحد يعيش فيه مع نفسه ووجدانه تاركاً المصادفة وحدها هي من تقوده وتحدد مسار وجدول إجازته القصيرة، كم من الإجازات أخذها الشخص منا بدأت وانتهت دون أن يلتقط أنفاسه فيها ودون أن يتمتع ويستجم فيها ويقول بعدها لقد قمت بإجازة عن حق! لا أبالغ عندما أقول إن أغلب الناس لا يستمتعون بإجازاتهم بل تزيد عليهم المشقة والتعب، ذلك أنه لا يوجد تخطيط مسبق لهذه الإجازة برغم من طول الأيام التي يمكن للشخص أن يأخذها. لقد تغيرت مدة الإجازات في زمننا الحالي من حيث تقيلصها مدة الإجازة. حتى يقول المرء منا إنه استمتع بإجازة هل المطلوب منه أن يأخذ كل رصيده من الإجازات دفعة واحدة، أم بالإمكان أن يستفيد منها خلال السنة كاملة من خلال تقطيعها على شكل أيام في السنة طالما أن النظام يسمح بذلك؟ وهناك بعض الوظائف تصعب فيها الإجازات الطويلة بل تصعب فيها الإجازات الأسبوعية بسبب طبيعة العمل التي يقوم بها كل من ينتمي لهذه الوظائف منها على سبيل المثال مهنة البحث عن المتاعب وهم العاملون في بلاط صاحبة الجلالة. فالصحفي الحقيقي دائم ما تراه مسكوناً بمهنته ودائم التفكير في الخبر والموضوع أو المقالة التي سوف يكتبها لتخرج إلى الناس، وهو في هم الكتابة بشكل دائم ولهذا فإن الإجازات الطويلة ضررها أكثر من نفعها عنده وهو يحتاج إلى إجازة ليوم أو يومين فقط حتي يعود أكثر حيوية ورغبة في الكتابة. لقد قمت بتجربة وأنا في إجازة فقررت أن آخذ «إجازة في إجازة»، وانطلقت بسيارتي إلى أي مكان جاعلاً المصادفة هي من تقودني، لا صوت أسمعه سوى صوتي أدندن ببعض الأغاني القديمة وغالباً أغنية «عيون القلب» للفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة تارة، وينتابني صمت غريب فاصمت صمت الجبال تارة أخرى. الخيارات في دانة الدنيا «دبي» كثيرة من فنادق ومراكز تجارية كبيرة يتوافر فيها كل ما يلزم السائح والراغب في قضاء يوم راحة بعيداً عن القلق وحالات التوتر التي تسببها الحياة الروتينية الذي يعيشها أغلب الناس في الوقت الحاضر أو الهروب من ضغوط العمل، أغلقت الهاتف ودخلت أحد أكبر المولات الحديثة في دبي وما أكثرها في إمارة سعت منذ البداية نحو التميز والتفوق على مستوى العالم وليس فقط على الشرق الأوسط فكانت واجهة مشرفة لدولتنا الحبيبة، في المركز التجاري شرد عقلي لبعض الوقت واسترجعت سنوات مضت كنت أمشي في الشارع فأشعر بأنني لم أخرج بعد من فريجنا في رأس الخيمة كل من في الشارع سواء من المواطنين أو المقيمين أعرفهم جيداً لكن الآن أشعر بالغربة طالما خرجت من رأس الخيمة والحديث موصول الأسبوع القادم إن شاء الله إبراهيم العسم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©