الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان بن طحنون: «ركيزة أبوظبي» في البندقية ترسم صورة الإمارات كما تخيلها زايد

سلطان بن طحنون: «ركيزة أبوظبي» في البندقية ترسم صورة الإمارات كما تخيلها زايد
5 يونيو 2009 01:56
شهدت ركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في بينالي البندقية 2009 إقبالاً واسعاً من قبل مختلف الجهات الثقافية العالمية المشاركة والزوار والفنانين الذين تجمهروا حول ما قدمته الهيئة من فنون بصرية مختلفة. وقال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والفنون إن مشاركة إمارة أبوظبي في بينالي البندقية تعد حجر الأساس في تنفيذ الخطط الاستراتيجية وتحقيق الأهداف المرجوة من المشروع الثقافي المتنامي للإمارة، حيث يعتبر بينالي البندقية أقدم وأشهر تظاهرة ثقافية عالمية. وأضاف معاليه إن الهيئة تحرص من خلال إطلاقها لبرنامج ركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للفنون البصرية إلى إتاحة الفرصة للفنانين والمفكرين في المنطقة للمساهمة في هذا التفاعل الحضاري الثقافي وذلك من خلال إنشاء مركز أبحاث لدراسة وحفظ وتسجيل ونشر التراث الثقافي للفن العربي المعاصر وتطوير الآليات التي تدعم الفنانين فيما يتعلق بالجهدين التعليمي والتمويلي. وأوضح معالي الشيخ سلطان إنه من خلال تلك الركيزة سنرسم صورة دولة الإمارات العربية المتحدة كما تخيلها مؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» دولة ثقافية متطورة نفخر بتراثها الفني وأن يجعل من عاصمتها أبوظبي قلباً نابضاً بالحيوية والتجدد ومثالاً يحتذى به للازدهار والتسامح وتعايش الأديان. و تعد الإمارات أول دولة خليجية تشارك في فعاليات بينالي البندقية، كما أن هذه المشاركة الأولى لها في هذه التظاهرة الثقافية العالمية. وتبلغ مساحة ركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث 1600 متر مربع بمشاركة 7 فنانين من الإمارات و13 مشاركاً من غير المواطنين الإماراتيين التي تدعم الهيئة أعمالهم الفنية، وسيتم لاحقاً نقل الركيزة من بينالي البندقية ليتم عرضها في أبوظبي لباقي الفنانين الذين لم يستطيعوا حضور فعاليات البينالي في البندقية. ويقول محمد كاظم فنان ومدرس والذي يعتبر من الرواد في مجال استخدام الفيديو والتكنولوجيا الحديثة في أعماله إن مشاركة الدولة في بينالي البندقية يعتبر إنجازاً حضارياً يضاف إلى رصيد الدولة الثقافي وتعطي تلك المشاركة دفعة أمل للفنانين وتطلعاتهم من أجل الاعتراف بوجودهم وتوثيق أعمالهم، إضافة إلى دورهم المهم في المجتمع وتحقيق التواصل الحضاري بين الثقافات المختلفة والشعوب، ونقل الأفكار والرؤى بين مختلف فناني العالم. من جانبه، يقول الفنان سامي التركي إن الفنان الخليجي يشعر بالفخر والاعتزاز من خلال المشاركة الإماراتية الأولى في المعرض، بحيث يتسنى لمعظم المبدعين الفرص الكافية للظهور والمشاركة وتحقيق النجاح العالمي وعرض الأعمال على مستوى العالم. وأضاف أن المشاركة تعد بحد ذاتها نجاحاً من خلال النظر إلى العيون الغربية وإعجابها المستمر بالأعمال التي تعرضها ركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وتعطي المشاركة الإماراتية الطابع الحضاري والثقافي المهم الذي تقدمه إمارة أبوظبي بشكل خاص للعالم، ويلقى إقبالاً واستحساناً من قبل تلك الثقافات المختلفة. ويشدد التركي على أهمية تنافس المبدعين وتحقيق النجاح المستمر الذي ينعكس بالتأكيد على الجوانب الاقتصادية والسياسية للشرق بشكل عام. وتزخر أبوظبي بالكثير من المقومات التي تجعل منها واحة إقليمية وعالمية للمعرفة والثقافة، مما يضعها في صدارة المشاركين في الفعاليات ذات التصنيف الثقافي على مستوى العالم. ويرى عدد من الفنانين أن مشاركة الهيئة في بينالي البندقية فرصة لتحديد مستقبل الفن في إطار التطوير الثقافي الشامل الذي تشهده إمارة أبوظبي باعتبارها جزءاً من العالم المتأثر بعملية العولمة التي جعلت العالم قرية صغيرة. ويقول الفنان الإماراتي علي العبدان الذي أصدر كتاب «القرن الجديد» الذي تناول فيه الاتجاهات الفنية في الإمارة بعد عام 2000، إنه يرى عدم وجود حركة نقدية موازية للتطوير المختلف الذي يحصل حالياً في الإمارات، والتي تساعد القارئ الحصول على أجوبة لمختلف الأسئلة المطروحة مع كل عمل فني. ويضيف العبدان أن أبوظبي من أوائل الجهات الرسمية التي قدمت الفن ما بعد الحديث ويخدم بذلك الحركة الثقافية ومسار الحركة الفنية واتجاهاتها. من جهتها، تقول الفنانة التشكيلية الإماراتية نور السويدي التي درست في أميركا وأوروبا، إن الإمارات تقدمت عالمياً في مختلف المجالات، خصوصاً في الجانب الثقافي الإماراتي الذي بدأ يحتل مكانة متميزة في الخريطة الثقافية في العالم، مما يسهم في التعريف الأمثل عن الحضارة الإماراتية والتطور المختلف في الإمارات. أما الفنان مطر بن لاحج صاحب مرسم مطر، فيقول إن تأسيس جيل جديد من الرسامين فخر وواجب حتى يستطيع الإماراتي نقل أفكارهم وفنهم إلى مختلف بلدان العالم، معتبراً أن المشاركة فرصة للاحتكاك بين فناني العالم. نبذة عن بينالي و يقع بينالي البندقية في مدينة البندقية الإيطالية، وهو واحد من أهم المؤسسات الثقافية في العالم، حيث يقوم بالترويج للتوجهات الفنية الحديثة، إضافة إلى تنظيم الفعاليات الدولية في مجال الفنون المعاصرة، ويمارس البينالي هذه المهام منذ أكثر من قرن من الزمن. ويتميز بينالي البندقية أو «بينالي فينيسيا» بنطاق واسع من الممارسات الفنية، بدءاً من فن العمارة والموسيقى. ومن أهم الفعاليات التي يشهدها البينالي، المعرض الدولي للفنون، والذي يعقد كل عامين منذ بدايته في العام 1895، وهو يعتبر معرضاً مهماً للفنون المعاصرة. خلال دوراته الأولى، كان البينالي يركز على فنون الديكور، غير أن عالميته أخذت تتوسع خلال العقود الأولى من القرن العشرين، ومنذ العام 1907 شرعت دول عدة في المشاركة بأجنحة خاصة مع اختيار أهم من الفنانين المعاصرين لعرض أعمالهم. يقع المقر الرسمي للبينالي في متنزه يسمى جيارديني ويضم 30 جناحاً، كما يضم صالة عرض ضخمة تضم معرضاً لعرض الأعمال حسب محاور محددة تحظى برعاية مدير البينالي. وفي هذه الدورة تم تعيين دانيل بيرنباون السويدي الجنسية مديراً للفنون، وبموازاة هذه الأجنحة الوطنية، يتم تنظيم برنامج رسمي للبينالي يسمح بمشاركة عدد كبير من الفنانين غير الحاضرين في الأجنحة الدائمة، ويتم اقتراح هذه الفعاليات المصاحبة من قبل المؤسسات والهيئات الدولية والمعارض، حيث تقام المعارض في كامل أنحاء مدينة البندقية لتجاوز مساحة كل من الجبارديني والأرسنال. ومدينة البندقية عبارة عن مجموعة من الجزر التي يصل عددها أكثر من 120 جزيرة مرتبطة ببعضها عبر 460 جسراً. «أبوظبي للثقافة» تعرض لتاريخ التخطيط العمراني في أبوظبي البندقية (وام) - نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مساء أول من أمس مؤتمراً صحفياً لإلقاء الضوء على أقسام ركيزة الهيئة للفنون البصرية، التي تشارك في برنامج واسع ومبتكر في فعاليات بينالي البندقية الثالث والخمسين الذي يقام كل عامين ويستمر حتى أكتوبر المقبل بمشاركة حوالي 70 دولة من مختلف أنحاء العالم. وقدمت الدكتورة كاثرين المؤرخة الفرنسية مشرفة جناح الهيئة في البينالي خلال المؤتمر عرضاً موسعاً لأقسام الركيزة الثلاثة، حيث يضم القسم الأول مجموعة من الصور الوثائقية القديمة والحديثة لمدينتي أبوظبي ودبي ومراحل تطورهما مصحوبة بالصور المتحركة، إضافة إلى صور أخرى للوحات الإعلانية التي تعكس التطور الذي شهدته وتشهده مدينة أبوظبي. وتناولت الدكتورة كاثرين المقابلة التلفزيونية للدكتور عبدالرحمن مخلوف مدير عام بلدية أبوظبي العام 1976 التي قدم خلالها تصورات وطموحات البلدية لتكون مدينة أبوظبي مثالاً يحتذى به في التخطيط الناجح. فيما عرضت شاشة تلفزيونية ما سجلته حول تاريخ التخطيط العمراني لمدينة أبوظبي والتطور المتسارع الذي تشهده الإمارة، إضافة إلى عرض مجموعة من الأفلام التسجيلية وصور ثابتة ومتحركة تحاكي نماذج عمرانية مختلفة، تمثل إمارة أبوظبي. وألقت الضوء على موضوع التنوع الثقافي والحضاري في دولة الإمارات، خصوصاً أبوظبي التي يعيش على أرضها ملايين الأفراد يمثلون 200 من الجنسيات والأعراق المختلفة يمارسون حياتهم اليومية، فيما عكست صوراً تم عرضها أنماطاً لحياتهم في الدولة. وأكدت أن جناح الهيئة في بينالي البندقية يعتبر ردهة ثقافية ومكاناً يلتقي فيه الفنان وجمهوره للحديث عن قرب عن أعماله، لافتة إلى أهمية مشاركة الهيئة في البينالي للمرة الأولى لتبادل الأفكار والثقافة والفنون. يذكر أن ركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للفنون البصرية تم إنشاؤها مؤخراً في أبوظبي، بهدف تطوير شبكة ترتكز على أفكار الناس من خلال مشاريع ملموسة مثل إنشاء مركز لأبحاث التراث الثقافي للفنون العربية المعاصرة والحفاظ عليه وتوثيقه ونشره وتطوير برامج تدعم الفنانين والمشاريع ذات الصلة.
المصدر: البندقية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©