الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آباء وأبناء على «طاولة القراء»

آباء وأبناء على «طاولة القراء»
9 مايو 2016 08:42
أحمد السعداوي (أبوظبي) القراءة غذاء الروح ووعاء المعرفة؛ لذا يجب أن تأتي ترسيخ أهمية القراءة لدى الأجيال الجديدة في مقدمة أولويات أي أسرة، مثل ما وضعتها الدولة ضمن أولوياتها وجعلت 2016 عام للقراءة، وبدء الإجراءات التشريعية لإعداد قانون للقراءة في الدولة تحت اسم «قانون القراءة»، حتى يتشكل أبنائنا بالطريقة الصحيحة وتنبني حياتهم على أسس من المعرفة والعلم، وبالتالي تصبح لديهم فرصة أكبر للنجاح في مسيرة الحياة، اعتماداً على مخزونهم الثقافي والمعارفي. تهذيب النفوس ويقول فواز المحرمي، موظف بإحدى شركات البترول، وأب لثلاثة أبناء حيان 12 سنة، فلاح 8 سنوات، سعود 6 سنوات، إنه كمسؤول عن تربية أبنائه بشكل صحيح، يدرك جيداً قيمة القراءة في تهذيب النفوس وتنوير العقول، لذلك يحرص منذ سنوات عمرهم المبكرة، على تعويدهم على القراءة، واختيار ما يجول بخاطرهم من مجلات أو كتب يحبونها، سواء كانت كتباً عادية أو قصصاً مصورة، وعبر كثرة التعامل مع هذه الأدوات يتعودون على القراءة تدريجياً. ومن الأفكار التي يطبقها المحرمي مع أبنائه أنه يرتب جلسات قراءة في البيت كل فترة، ويترك لأبناءه المجال لاختيار ما يروقهم من كتب موضوعة في مكتبته الصغيرة الموجودة بالمنزل، وبعد اختيار الكتب يخصص لهم ساعة للقراءة ربما تكون مرة أسبوعياً، ويناقشهم فيما يقرأون، ويشرح لهم ما قد يصعب فهمه، ويؤكد لهم خلال كل ذلك قيمة القراءة في الحياة والدين، ويكفي أن أول كلمة في قرآننا الكريم كانت «أقرأ» في بداية سورة العلق لتحث المسلمين في كل زمان ومكان على القراءة لأن مجد أي أمة لا يبنى على جهل، وإنما على علم وجهد. مكتبة المدرسة وتذكر خولة الريامي، أن من أهم أساليب ترغيب الأبناء في القراءة، اصطحابهم لمعارض الكتب ومعايشة الأجواء الجميلة التي يلمسها أهل القراءة والعلم والثقافة خلال هذه المعارض، وكذا مطالعة أنواع عديدة ومختلفة من الكتب العادية والإلكترونية والمجلات والمطبوعات، خاصة التي تتميز بألوان وصور مبهجة تستطيع جذب الأطفال ذوي الأعمار الصغيرة، وبالتالي يترسخ فيهم حب الكتب شكلاً وموضوعاً. وقالت: من المفيد هنا أن نترك الأطفال يختارون الكتب التي تعجبهم، مع الاقتصار فقط على توجيههم لضرورة الانتباه للمحتوى، وتدريجياً، ومع مرور الوقت ونمو حبهم للقراءة تتحسن قدرتهم على اختيار الكتب والقصص الجيدة التي تزيد من معارفهم وثقافتهم، وبالتالي تسهم في تكوين شخصيتهم بشكل إيجابي، وهي الغاية التي يتمناها كل أب وأم، ما يجعلنا نشدد على أهمية تحبيب أبنائنا في القراءة لأنها ستكون مساعداً كبيراً لنا، أولياء الأمور، خلال مراحل التربية المختلفة لأننا في هذه الحالة سنتعامل مع شخص مثقف وعلى قدر من الوعي يتناسب مع مرحلته العمرية قياساً إلى غيره من أقرانه البعيد عن عالم القراءة، وبطبيعة الحال سيكونون أقل قدرة على التعامل بمرونة ونجاح مع العالم المحيط بهم والتخطيط للوصول إلى أهدافهم من النجاح في الدراسة العادية أو الجامعية مستقبلاً. توجيه الأبناء وشددت سميحة محمد العمودي، أم لثلاثة أبناء هزاع 11 سنة، فاطمة 8 سنوات، نور 4 سنوات، على أهمية توجيه الأبناء للكتب التي تكرس فيهم الهوية والمواطنة وحب البلاد ومعرفة الخير الكثير الذي ننعم فيه، ويجب أيضاً على الآباء تشجيع أبنائهم على مصاحبة زملائهم ممن يحبون القراءة؛ لأن الصاحب ساحب كما يقولون، والأبناء في هذه الأعمار الصغيرة لهم تأثيرات كبيرة على بعضهم سواء بدافع الغيرة المحمودة أو التقليد، ومن الجميل أن يكون هناك غيرة وتسابق، بينهم في القراءة وتحصيل المعارف والثقافة من مصادر موثوق فيها، ألا وهي الكتب والقصص بصفتها أكثر أدوات الثقافة مصداقية حتى الآن. ولفتت إلى أنها تتبع مع أبنائها أسلوب التشويق، فتخبره عن بداية القصة، ما يجعل لدى الابن شغف لمتابعة أحداثها للوصول إلى النهاية، كما أنها تخصص يوماً أسبوعياً للقراءة، ويكون ذلك في فترة ما قبل النوم، بحيث تكون جلسة مسائية تجلس فيها مع أبنائها يقرأون فيها قصة، ويتناقشون فيما تحمله من معانٍ وأفكار، وربما تكون القصة عن الأخلاق والهوية أو كيف يكونوا ناجحين ونافعين، مع الاهتمام الدائم بنوعية الكتب والصور كون هذه الأعمار الصغيرة تركز كثيراً على الصور وجمالياتها، وتعتبرها من أكثر عناصر الجذب والارتباط بعالم القراءة. سها الرفاعي، مدرسة رياض أطفال، وأم لطفلين، تتحدث عن أسلوب علمي مفيد في تكريس حب القراءة لدى الأطفال، وهو ما يعرف بالقراءة التصويرية، بأن نقوم بعرض بطاقات تعليمية بها صور وكلمات على الأطفال، وتدريجياً يتعلق عقل الطفل بهذه الأشياء المصورة والمكتوبة، ويسعى للتعرف إليها أكثر فيبدأ بشغفه للقراءة، خاصة أن الطفل في سنوات عمره الأولى لديه قدرة عالية على تخزين المعلومات والمعارف. أسلوب حياة تنصح نسرين سميرات، الأمهات بضرورة جعل القراءة أسلوب حياة، وأن يتم تخصيص وقت يومي قبل النوم لقراءة قصة بسيطة ومشوقة للأطفال تقربهم أكثر من دنيا القراءة، والطفل في هذه المرحلة من حياته مرتبط جداً بوالديه، ومن ثم يجب على الأبوين الاهتمام بأن يكونا خير قدوة له في مسالة القراءة حتى يشب الابن مقلداً لهم في شيء إيجابي، ويكون نافعاً له حالياً ومستقبلاً. وعلى الوالدين أيضاً اصطحاب أبنائهم إلى معارض الكتب المختلفة، وجعلهم يستمتعون بالفعاليات المتوافرة فيها، وتشجيعهم على اختيار وشراء كتب تناسبهم. وتشدد على ضرورة توافر مكتبات صغيرة في كل بيت؛ لأن الرؤية المستمرة للكتب في البيت، ستشجع الجميع على القراءة، والأمر لا يقتصر فقط على الأطفال، بل سيمتد إلى الوالدين والأبناء من كل الأعمار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©