قرر جيمس البالغ من العمر 80 سنة المشاركة في ماراثون (تيري فوكس أبوظبي الثامن عشر)، « ماراثون الأمل» الذي نظم أمس الأول على كورنيش أبوظبي، والذي شارك فيه ما يزيد على 18 ألف مشارك، حيث إن جيمس عانى من إصابته بمرض السرطان، ويؤمن بضرورة دعم الأبحاث في هذا المجال، ويقول هذه القضية لم تعد قضية شخصية، بل أصبحت تهم كل البشرية. كما عرف الحدث مشاركة أصغر طفل وهو آدم مصطفى وعمره سنتان ونصف، والذي قطع المسار المخصص للماراثون ذهابا وإيابا على قدمية مرتديا القميص الذي يحمل شعار الماراثون وصورة تيري فوكس المكتوبة بكلمات تشجيعية وتحفيزية لدعم مسيرته واستكمالها لدعم مرض السرطان وتمويل أبحاثه.
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - عرف الماراثون مشاركة الآلاف، وتميز بحضور العوائل، والرضع، والأصدقاء وطلاب المدارس إلى جانب نخبة من الشخصيات المؤثرة في المجتمع، كما حضره أكثر من 300 متطوع من بينهم 40 متطوعاً من برنامج «تكاتف»، بالإضافة لمجموعة من المتطوعين في منظمة تيري فوكس الخيرية، والمؤسسات والأفراد وتم جمع 337,533 درهماً من تبرعات قدمتها شركات وأطياف مختلفة من المجتمع المحلي في دولة الإمارات، وتمثل ذلك في مبيعات التي شيرتات، والتبرعات المباشرة في صناديق خصصت لهذا الغرض، بالإضافة لتبرع فاعل خير بـ 100 ألف درهم، وفق نفيسة طه رئيسة اللجنة التنظيمية التطوعية، التي أكدت أنها فخورة بهذا الإنجاز الذي وصفته بالممتاز.
شقيقة تيري فوكس
وأضافت نفيسة طه: «يعرف الحدث تطورا من سنة لأخرى، كما حدث بالنسبة لزيارة جوديت أخت تيري فوكس للمدارس وتعريفها بـ«بماراثون الأمل» والغرض منه، وأجابت على تساؤلاتهم وكان وجودها داعما قويا للحدث، وبذلك شكلت مشاركة الطلبة تزايدا عن السنوات الماضية، بحيث زارت جوديت فعليا 10 مدارس وجامعتين، لكن عرفت المشاركة في الماراثون أكثر من 20 مدرسة بما يعادل 8000 شخص من الجامعات والمدارس، بالإضافة لذلك كان هناك متطوعون من المدارس شاركوا في بيع التي شيرتات في المارينا مول والتي وصلت في مجموعها إلى 10 آلاف قميص، إلى جانب مجموعة أخرى من باقي القطاعات المشاركة والتي تمثلت في أكثر من 45 قطاعا. موضحة أن ريع هذا الحدث الذي تم جمعه في الماراثونات السنوية من التبرعات وبيع القمصان سيذهب لتمويل سبعة مشاريع بحثية للسرطان في مدينة العين على مدى 3 سنوات، كما سيتم بعد ذلك تقييم هذه المشاريع العالمية الممولة محليا في سويسرا وكندا من قبل فريق عالمي من الخبراء في علم الأورام، وبإضافة هذه المشاريع الجديدة، يكون ماراثون تيري فوكس في دولة الإمارات قد مول
ما مجموعه 42 مشروعا مهما بقيمة إجمالية بلغت 10.1 مليون درهم، ويتم إجراء هذه البحوث من قبل باحثين وعلماء في الدولة حيث تركز على حاجات المواطنين والمقيمين في الدولة.
متطوعو «تكاتف»
من جهته، أبدى أنيس منصور قائد فريق برنامج تكاتف المشارك في «ماراثون الأمل»، أنه فخور بتطوعه الذي يخوله المساهمة في التنظيم في مثل هذه القضايا الإنسانية، وأضاف «نشارك اليوم في التنظيم وتسجيل المشاركين وتوزيع المرطبات، بمجموعة من 40 شخصاً يمثل العنصر النسائي فيها العدد الأكبر بـ25 متطوعة،
وكما تلاحظون فإن المتطوعين موزعون في كل نقاط التجمع، وكذا على خط مضمار الماراثون لإرشاد الناس وتوجيههم. وأوضح أن تكاتف تشارك للسنة الرابعة على التوالي في تيري فوكس أبوظبي، منوها إلى أن المجموعة سعيدة بمشاركتها في مثل هذه الأحداث والقضايا الإنسانية.
وأضاف منصور، الذي يحوز على 800 ساعة تطوع في برنامج تكاتف وشارك في العديد من الفعاليات في أبوظبي كالفورمولا 1 وكأس العالم للأندية وغيرها من الأحداث، قائلاً «من منطلق واجبنا المساهمة في تنظيم الفعاليات بشكل عام، لكن أن يتعلق الأمر بدعم قضايا مثل هذه، فإن ذلك يزيد مسؤوليتنا، بل نعتبره واجبا، خاصة أن المسألة تتعلق بدعم أبحاث السرطان، وهذا الجانب لا يتعلق بشخص معين، أو بلد، بل يهم البشرية جمعاء».
أهمية التطوع
أما آمنة أحمد متطوعة في «تكاتف»، التي سجلت أول عملية تطوعية لها في ماراثون تيري فوكس، فأكدت أنها لم تكن تتوافر على أي خلفية عن شخصية صاحب القضية تيري فوكس، وعن الفعاليات التي تقام لدعم أبحاث السرطان، مما دفعها للبحث لتكوين حصيلة تسطيع من خلالها الحديث مع المشاركين في الماراثون إن اقتضى الأمر ذلك، وأضافت «تشكل هذه الفعالية بالنسبة لي حدثا مهما، كونها أول عملية تطوعية أقوم بها في حياتي، كما أني شعرت أن العمل التطوعي يضيف للمتطوع أشياء كثيرة، من خلال البحث عن الموضوع المراد التطوع فيه وجمع بعض المعلومات، مما سيشكل تراكما معرفيا لديّ مع مرور الوقت، ومن خلال بحثي في موضوع تيري فوكس فإنني تأثرت كثيرا وزاد عندي الاهتمام بالقضايا الإنسانية، ومن جهة أخرى فإننا قمنا كمتطوعات بتوزيع أشرطة تذكارات على المشاركين وشهادات تحمل صوراً لتيري فوكس، وقمنا قبل ذلك بتسجيل كل من يرغب في المشاركة، وقدمنا المساعدات لهم».
دعم وتكريم
شهد ماراثون تيري فوكس أبوظبي مشاركة 45 شركة و15 فندقا و4 مصارف و300 متطوع بالإضافة لمتطوعي «تكاتف»، وفي هذا الإطار توجت هذا العام شركة «جازكو» كأفضل شركة داعمة للحدث، كما سجلت حضورا قويا في الحدث، وأسهمت في التنظيم والدعاية للفعالية، وبيع التي شيرتات، وزيارة المدارس بطاقم من المتطوعين والعاملين في الشركة، إلى ذلك قال أحمد راشد المرزوقي رئيس قسم اللجنة الترفيهية بجازكو ومنسق مجموعة الشركة المتطوعة في تيري فوكس: «نشارك للعام الرابع على التوالي في هذا الحدث، وقد نجحنا من البداية في إضفاء إشعاع عليه، من خلال الدعم المادي، وكذا من خلال شراء التي شيرتات من منظمة تيري فوكس التطوعية في أبوظبي، وإعادة بيعها ثم منحها من جديد للمنظمة، حيث قمنا ببيعها في المراكز التجارية، ووزعناها على موظفي الشركة.
وفي سياق آخر فإننا نقوم بحملة تعريفية وتوعوية بأهداف الحملة والغرض منها للموظفين داخل الشركة فترة ما قبل الحدث، مما جعلهم يسهمون بتبرعات في الماراثون، ولهذه الأسباب كرمت جازكو السنة الماضية كأفضل شركة متبرعة، ونتوقع أن تكرم هذه السنة أيضا نتيجة الجهود التي قمنا بها لدعم الحدث». وأشار المرزوقي إلى أن الشركة اعتادت المشاركة في الفعاليات والقضايا الإنسانية المقامة في الدولة، ودعمها من قبيل أسبوع التوحد والفعاليات المتعلقة بسرطان الثدي، وجميع القضايا الأخرى.
مشاركات الجمهور
عرف الحدث مشاركة الآلاف من مختلف الأعمار، بينهم النساء والرجال والكبار والصغار، وعوائل وأفراد، إلى ذلك قال أحمد السيد الذي تواجد بالصدفة بكورنيش أبوظبي: «ابتعت 3 قمصان لي ولأولادي رغم عدم تواجدهم معي، كما تبرعت بمبلغ مالي بقدر استطاعتي، لأنني لم أكن أعلم بالحدث، كما شاركت في الماراثون خاصة أن الموضوع يمسني كثيرا، فأحد أطفالي مصاب بسرطان الدم، ويعتبر أقصى حلم بالنسبة لي هو إيجاد علاج لهذا المرض وغيره من الأمراض السرطانية».
نشر فكرة الماراثون ودعمها
قالت ميساء حمدي، مشاركة في «ماراثون الأمل»، إنها جاءت مع أولادها وزوجها للمشاركة في الماراثون عندما علمت بموعده عبر الصحف، منوهة إلى أن هذه القضايا يجب دعمها بكل قوة لأنها لا تتعلق بفرد بعينه، وأضافت: «لا نكاد نجد عائلة واحدة لم تعان من مرض السرطان أو فقدان عزيز عليها نتيجة الإصابة بنوع من أنواع هذا المرض القاتل، لهذا قررنا المشاركة، وسنشارك سنويا، بل سنساعد على نشر فكرة تيري فوكس ونستكملها.
عدد اليوم
