الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطريون يطالبون بسن قوانين تحمي «الفقع»

قطريون يطالبون بسن قوانين تحمي «الفقع»
5 ابريل 2010 20:45
أصبح الحديث عن توافر «الفقع» وهو نبات بري يخرج من الأرض بعد نزول المطر، هذا العام حديث المجالس القطرية، حيث مرت سنوات قحط لم يذقه الناس فيها ولم يعودوا يرونه حتى كادوا أن ينسوه مع أنه مرتبط بثقافة الخليج والجزيرة العربية. وقد تم إغراق السوق بكميات كبيرة تجلب من الدول العربية، التي فيها مساحات برية شاسعة. وكان في بداية الموسم يباع الكيلو منع بحوالي 1000 ريال قطري ونزلت أسعاره مع توفره بكثرة، كما أن المواطنين باتوا يخرجون بنزهات إلى البر لجلبه، والاستمتاع باستخراجه. للفقع أو ما يعرف بالكمأ مكانة خاصة في حياة أبناء شبه الجزيرة العربية ومنذ قديم الزمان، اعتادوا أكله وجمعه في مواسم نزول المطر والربيع. إلى ذلك، يقول يقول محمد المري:»نبدأ بجمع الفقع من البر، ويعتبر غذاء مهما بالنسبة لنا»، مشيرا إلى أنه ومع تطور الحياة أصبح البحث عنه ترفا، ومحافظة على النهج التقليدي للأجداد الذين كانوا يبحثون عنه في موسم المطر والربيع. ونظرا لندرته ومرور سنوات قحط، يوضح المري أن الأرض خلالها لا ترتوي فلا ينبت الفقع، لذلك يسعى الباعة يجلبونه من أماكن بعيدة، ويصل سعر الكيلو منه إلى 1000 ريال قطري، لكن الناس تشتريه حبا في مذاقه. من جانب آخر، يقول حمدان علي:»ننتظر فصل الخريف كل عام لكي ينزل المطر (الوسمي) ليسقي البر ويتسنى نضوج نبات الفقع في الربيع، وفي حالة عدم نزول الأمطار مبكرا لا نحصل عليه. ومنذ سنوات لم نذق طعمه لقلة الأمطار، وشحها في فصل الشتاء، وحتى إن وسمت الأرض بالمطر فإنه يحتاج إلى ري في الشتاء وأول الربيع لكي ينمو وينضج ويصبح طعمه أفضل»، مضيفا أنه في هذا الربيع استطعنا أن نجد أعدادا لا بأس بها من الفقع في بر قطر وذلك بفضل نزول الأمطار». ويصف زامل العيدي رحلة البحث عن الفقع، قائلا:»من أجمل اللحظات أن يخرج الإنسان بنفسه مع عدد من الأقارب والأصدقاء للبحث عن الفقع حيث تكمن في تلك الرحلات متعة، ولذة أثناء تناول الفقع»، موضحا أنه ضد شراء أنواع الفقع المستورد وذلك لأنه من الصعوبة معرفة متى تم استخراجه وهل يصلح للأكل أما لا، بالإضافة إلى أنه يباع بأغلى الأسعار. ويضيف: «أبناؤنا يخرجون معنا إلى البر رغبة منهم في تعلم طريقة استخراج الفقع من الأرض، ما يدفعنا إلى البحث عنه بأنفسنا وعدم شرائه من الأماكن التي يعرض فيها بكميات كبيرة بالدولة، ولكن نحن نطالب بالمحافظة على البيئة القطرية، كما ينبغي أيضا أن تكون هناك قوانين موضحة على لافتات يتم وضعا في البر وذلك لمنع استخراج الفقع صغير الحجم. مبالغ طائلة يؤكد البائع عبد الكريم محمد أنه يجلب الفقع من بلده في سوريا، حيث يتعاقد مع أهل البادية والقرى، ويجلب كميات لبيعها في قطر، مشيرا إلى أن جودة المعروض تفرض نفسها، ولا يجد الزبون أنه قد خسر لأنه حصل على شيء غير متوافر، وقد تعب الذين جمعوه بالبحث عنه ونظفوه، مشيرا إلى أنه لا يبيع إلا الفقع الكبير الذي يستحق ثمنه. ويلفت إلى أنه بسبب ظهور الفقع هذا الموسم في قطر بالإضافة إلى الدول الأخرى كعمان وليبيا وإيران والسعودية، توافر الفقع بكثرة على خلاف الأعوام الماضية وانخفضت أسعاره. في ذات السياق، يقول محمد الموصلي:»كان سعر الفقع الزبيدي الليبي أكثر من ألف ريال بينما نزل سعره في الوقت الحالي فوصل إلى 600 ريال للكيلو الواحد وهذا النوع يصلنا عن طريق الشحن بالطيارة وأما الفقع البني السوري فسعر الكيلو ما بين 100 إلى 150 ريالا بينما كان سعره قبل عدة أسابيع 300 ريال للكيلو». ويضيف:»يعتبر الزبيدي من أكثر الأنواع المرغوبة في السوق لدى المواطنين لأن حجمه كبير ونظيف وطعمه لذيذ ورائحته طيبة وخال من الرمال ولذا يزيد الإقبال على هذا النوع بينما تكون الأنواع الأخرى مثل السوري الذي يتميز بصغر حجمه ولونه البني يكون الإقبال عليه أقل من الزبيدي وهذا يجعل سعره أقل من بكثير من سعر الفقع الزبيدي». أنواع نادرة يقول عبدان رحيم (تاجر الجملة):«يتراوح سعر الفقع الليبي بين 250 ريالا للكيلو وسعر الفقع الجزائري مقارب له، والسوري من 60 ريالا إلى 150 ريالا للكيلو والإيراني أيضا من 60 إلى 150 ريالا للكيلو والفقع القطري والسعودي سعر الزبيدي منه 500 ريال والإخلاص 400 ريال». ويضيف:»أفضل الأنواع هو الفقع القطري والسعودي حيث يتميز بالطعم اللذيذ والرائحة الطيبة وبياضه الثلجي ونظافته من الرمال فبعض الأنواع نجد بداخلها رمالا وشوائب بينما يكون الفقع القطري والسعودي خاليا من الرمال والشوائب ويأتي بعد ذلك في الرغبة والطعم الليبي والجزائري في المرتبة الثانية ويأتي في المرتبة الثالثة الفقع السوري والإيراني ويتميز برخص ثمنه ولكن جودته وطعمه أقل من الأنواع الأخرى». ويؤكد رحيم أن الفقع الإيراني سيصل السوق قريبا وسيعمل فور وصوله السوق على انخفاض سعر الفقع المرتفع في السوق كثيرا هذا العام مقارنة بأسعار الفقع في الأعوام السابقة لأنه سيصل بكميات كافية مما قد يحدث توازنا في السوق بين العرض والطلب. ويضيف:»ترد إلى السوق أنواع نادرة ومتميزة فمن الأنواع النادرة التي بعتها في السوق حبة فقع من نوع الزبيدي الليبي وكانت تزن الحبة أكثر من 3 كلج وبعتها بـ 1650 ريالا بسبب جودتها وندرتها وكبر حجمها وبياضها الناصع ونظافتها وخلوها من الرمال بداخلها». الفقع.. أبيض وأحمر وأسود تحدث علي البادي عن وجود أنواع مختلفة من الفقع، لا يعرفها إلا أهل البلد أو أصحاب الخبرة في هذا المجال, ومن أنواع الفقع: وفق البادي، الزبيدي ومن أفضل وأجود الأنواع التي يفضلها العديد من الباحثين عن الفقع اللون الأبيض ويتميز عن غيره بكبر حجمه ورائحته الزكية، والخلاسي ولونه يميل للأحمر والبعض يفضله بعد الزبيدي. والفقع الجبي الذي يميل للون الأسود والمعروف عنه أن حجمه صغير، وأخيرا الهوبر ولونه أسود وهو يسبق باقي الأنواع في الظهور وغير مرغوب كغيره من الأنواع. ومن الأماكن المشهورة في قطر التي تتميز بوفرة العديد من أنواع الفقع المختلفة عن غيرها، هي المناطق الجنوبية في الدولة ومنها منطقة النقيان بالقرب من خيط نايف وخيط جلال من ناحية الغرب والشمال. بالإضافة إلى أن منطقة الزور أيضا تتوافر بها أنواع مختلفة من الفقع وتتميز عن غيرها بكثرة نوع الزبيدي بها، أما منطقة الطوار الشرقي يتوافر فيها نوع الخلاسي بكثرة وهو بالمرتبة الثانية بعد الزبيدي .
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©