الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

احتدام المنافسة في سوق الحوسبة السحابية

25 فبراير 2011 20:32
أصبحت سعة الحوسبة مثلها مثل الزيوت واللحوم سلعة متداولة. شهد 14 فبراير 2011 إطلاق سبوتكلاود أول سوق تجارة حاضرة للحوسبة السحابية. تعمل هذه السوق مثل أي أسواق سلع جاهزة أخرى. حيث تعرض الشركات التي لديها فائض في سعتها الحوسبية (مثل مراكز البيانات) هذا الفائض للبيع. وفي مقدور شركات أخرى لديها احتياج قصير الأجل لعمليات حوسبة أن تتقدم بعرض شراء بعض من ذلك الفائض. وتقوم شركة إينومالي المتخصصة في البرمجيات وصاحبة فكرة سوق سبوتكلاود لتجارة الحوسبة الجاهزة بتحصيل رسوم تتراوح بين 10 و30 في المئة حسب حجم الصفقة. غير أن سوق سبوتكلاود تختلف عن باقي أسواق التداول المباشر في أنها سوق يغلب عليها التعتيم وهو ما يعني أن الشركات التي تعرض فائض سعتها لا تضطر إلى الكشف عن اسمها. والفكرة من ذلك هي اجتذاب شركات تبيع أيضاً خدمات حوسبة متميزة قد ترغب في تفريغ فائض سعتها غير المستخدم بسعر منخفض، ولكنها لا ترغب في أن يؤثر ذلك سلباً على نشاطها الرئيسي. ولاتنطوي هذه الخدمة على صعوبات فنية على عكس ما يتوقع البعض. إذ أن اينومالي لم تقم بإنشاء بنية تحتية مركزية ضخمة بالنظر إلى أن طلبات النطاق العريض تقوم الشركة بتعهيدها حسب ما أفاد به روفن كوهين مؤسس الشركة. وبدلاً من ذلك تتعاون اينومالي مع “محرك تطبيقات جوجل” التي تعد شركة فرعية من “جوجل” تقدم خدمة الحوسبة السحابية. وبذلك يعطي محرك تطبيقات جوجل لشركة اينومالي حق استخدام نظام عالمي غير مركزي. ويتم تجميع ملفات ماكينة المشتري الافتراضية (تعرف الماكينة الافتراضية بأنها وحدة القياس الرئيسية في الحوسبة السحابية) في محرك التطبيقات قبل إرسالها إلى خوادم البائع. وفي مقدور المشترين أن يحددوا الدولة أو حتى المدينة التي يريدون أن تعمل عليها ماكيناتهم الافتراضية. وإلى عهد قريب كان العديد من المنتقدينيتشككون في إمكانية تداول حزم سحابية بهذه الطريقة. ولأسباب أمنية بدا أنه من المرجح أن تتحرك الماكينات الافتراضية في سحب تسيطر عليها شركة واحدة “سحب خصوصية” أو اتحادات مأمونة “لسحب عامة” (في وسع أي شخص أن يشتري منها سعة فائضة). أثبت كوهين أن المنتقدين مخطئون، فقد أطلقت سوق سبوتكلاود في نوفمبر 2010 وتمارس نشاطها منذ ذاك في ظل تجربة مغلقة واجتذبت بالفعل عروضاً كثيرة تأتي عادة من أماكن غير متوقعة. فعلى سبيل المثال عرضت شركة خدمات سينمائية فائض سعة في 4000 خادم كانت ستظل لولا ذلك غير مستخدمة (ربما في الفترات الفاصلة بين صنع أفلام). ويقول كوهين إن هناك حالات أخرى تعرض فيها الشركات سعة خوادم قديمة كان سيتخلص منها في القمامة لولا استخدامها في هذا النشاط. والسؤال الهام هو هل يوجد طلب كاف على هذه الخدمة. يبدي كوهين تفاؤله ويرى أن هناك طرائق كثيرة سوف يمكن بها استخدام سوق اينومالي، مثل انجاز مهام حوسبة غير منطوية على مخاطرة وبسرعة وبتكلفة غير باهظة واختبار مواقع شبكة جديدة وإضافة سعة حوسبة على نحو السرعة في بعض المناطق. ولكن كوهين يحذر أيضاً من أن سوق سبوتكلاود ليست مخصصة لأولئك الذين لديهم متطلبات الحوسبة طويلة الأجل التي يجب أن تستوفي بدرجة خدمة مضمونة، لكنها تستهدف تلك الجهات التي تحتاج سعة حوسبة عاجلة ولا تكترث اذا اضطرت إلى البدء من جديد في حال أن سارت الخدمة أو نتيجتها على ما لا يرام. نقلاً عن - ايكونوميست ترجمة - عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©