الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«لينوفو» تعود بقوة إلى ساحة السوق العالمي للكمبيوتر

«لينوفو» تعود بقوة إلى ساحة السوق العالمي للكمبيوتر
25 فبراير 2011 20:33
لا تقتصر أهمية اتفاقية الشركة التي عقدتها شركة “لينوفو” مع شركة “إن إي سي” الشهر الماضي على تكوين أكبر شركة تصنيع أجهزة كمبيوتر شخصية في اليابان من حيث المبيعات، بل إن هذه الاتفاقية أيضاً تبعث برسالة أهم، وهي أن “لينوفو” قد عادت إلى الساحة. أضحت هذه الشركة الصينية العام الماضي أكبر منتج أجهزة الكمبيوتر المكتبية نمواً في العالم وفازت ولا تزال تفوز بحصة سوقية نتيجة عاملين، أولهما التغيرات النوعية التي طرأت على صناعة أجهزة الكمبيوتر العالمية وثانيهما التغيرات الهيكلية الداخلية التي أجرتها الشركة. وقد عملت هذه الصفقة أيضاً على إعادة إشعال التنافسية طويلة الأجل بين الشركة وشركة “آيسر”. لحقت بشركة “لينوفو” أضرار بالغة أثناء الأزمة المالية العالمية. وبعد شراء وحدة الكمبيوترات المكتبية بشركة “أي بي إم” عام 2005، اعتمدت “لينوفو” كثيراً على عملائها من الشركات، ولم تستطع تحقيق النجاح في مجال عملائها من المستهلكين عالمياً. وكان من شأن تراجع طلب الشركات على أجهزة الكمبيوتر المكتبية أن تراجع مركز “لينوفو” كثيراً عن مركز “آيسر” من حيث الحصة السوقية. ونجحت “آيسر” بفضل اهتمامها بسوق المنتجات الاستهلاكية وسوق “النوت بوك” في تحقيق نمو كبير استمر لسنوات. وبحلول عام 2009 تساوت حصتها السوقية مع حصة “ديل” الثانية على مستوى العالم. وفي عام 2010 تراجعت الشركة التايوانية إلى المركز الثالث ولكنها سبقت “لينوفو” التي ظلت في المركز الرابع بحسب مؤسسة “اي دي سي” للبحوث والتحليل. أما الآن فقد اقتربت “لينوفو” من “آيسر”، ففي الربع الرابع من عام 2010 بلغت حصتها السوقية العالمية 10,4% مقارنة بحصة منافستها التايوانية البالغة 10,6 بحسب “آي دي سي”. وكانت حصة “آيسر” في عام 2009 تسبق حصة “لينوفو” بأربع نقاط في المئة مسجلة 12,8%. من المنتظر أن تعمل شراكة “لينوفو” مع “إن إي سي” على تعزيز حصتها السوقية العالمية. ووفقاً للصفقة ستدفع “لينوفو” 175 مليون دولار في أسهم جديدة مقابل نسبة 51 في المئة من أسهم شركة التآلف مع حقها أن تتولى الهيمنة الكاملة فيما بعد. وتتوقع جريس شبن المحللة في “مورجان ستانلي” أن تؤدي هذه الصفقة إلى زيادة حصة لينوفو في مجال أجهزة الكمبيوتر المكتبية بنسبة 6 في المئة. وهذا التحول السريع إنما يعكس تغيراً في القوى التي تحرك اقتصاديات قطاع التكنولوجيا العالمي بعد الأزمة العالمية. وعملت مخاوف اقتصادية جديدة في أوروبا في مطلع هذا العام على تقليص طلب المستهلكين وبالتالي تقليل مبيعات أجهزة “النوت بوك” التي تنتجها “آيسر”. ونظراً لأن الشركة سوى القليل من الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية فإنها تعتبر أكثر قطاعات السوق نمواً. وقد نجم عن ذلك أن تراجعت ايرادات “آيسر” في ربع السنة الرابع بنسبة 11 في المئة سنوياً. وألقت اللوم على سوء الأحوال الجوية والاقتصادية في أوروبا ما شكل أكثر من نصف عائداتها، غير أنه بحسب “إي دي سي” تراجعت أيضاً حصة الشركة في الولايات المتحدة بنسبة 28 في المئة. يذكر أن توريدات “آيسر” من أجهزة الكمبيوتر المكتبية تقلصت بنسبة 15% في ربع السنة الرابع، وهو تراجع قياسي في هذا المجال بينما زادت توريدات “لينوفو” بنسبة 21%، وهي أكبر زيادة تتحقق على مستوى جميع شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر الشخصي. وتؤيد أحدث الأرقام التي نشرت وأتت أحدث الأرقام المنشورة لتؤيد هذا التوجه إذ تراجعت مبيعات “آيسر” لشهر يناير 2011 بنسبة 34 في المئة عن مبيعات يناير 2010 وبنسبة 4% عن مبيعات شهر ديسمبر 2010. بينما سجلت “لينوفو” زيادة مبيعاتها بنسبة 22% وقفز صافي أرباحها بنسبة 25% في الربع الرابع المنتهي في 31 ديسمبر 2010 مقارنة مع سنة مضت. ويتمثل أحد العوامل الرئيسية في توجه الشركات نحو زيادة إنفاقها على المعلوماتية. إذ تقول “لينوفو” إن زيادة طلب الشركات على أجهزة الكمبيوتر المكتبية في سائر أنحاء غرب أوروبا وأميركا الشمالية أدت إلى زيادة نسبتها 23% في السنة في توريدات “لينوفو” من أجهزة الكمبيوتر المكتبية في الأسواق المتقدمة خلال ربع السنة المنتهي في ديسمبر مقارنة مع تراجع عام في الأسواق المتقدمة بلغ 3,6%. كما قال بافتوش فاجبايي رئيس بحوث التكنولوجيا في مؤسسة “سي إل اس إيه” لوساطة الأوراق المالية إنه رغم شدة طلب الشركات العام الماضي، إلا أنها لم تنفق على النحو الذي يفي بالمتطلبات. وحسب تقديرات فاجبايي فإن 84 في المئة من أجهزة كمبيوتر الشركات المكتبية في العالم مضى عليها خمس سنوات وبالتالي فقد حان وقت تبديلها. هذا وتحصد “لينوفو” حالياً ثمار إعادة تنظيم إدارتها جراء الأزمة المالية. وقد أطلقت الشركة بنجاح منتجات تروق للمستهلكين مثل ليفون الذي تنافس به آي فون من آبل وأطلقت أيضاً ايدياباد يو “1” 1( ideapad)، وهو عبارة عن جهاز يجمع ما بين خصائص الكمبيوتر وخصائص الأجهزة اللوحية. واتخذت “آيسر” مؤخراً عدداً من الخطوات لتعزيز مكانتها وتأكيد عزمها على أن تسبق “اتش بي” هذا العام لتكون أكبر بائع أجهزة الكمبيوتر الشخصية المحمولة في العالم. وهي تشن هجومها في سوق عقر دار لينوفو من خلال شراكتها مع “فاوندر” أحد أقدم أنواع الكمبيوتر الشخصي في الصين. وهي خطوة يتوقع أن تزيد حصتها في سوق نوتبوك الصينية من 8,5% عام 2010 إلى 13,8% هذا العام. غير أنه بالنظر إلى أن “لينوفو” اقتنصت أكبر حصة في سوق عقر دارها في رُبع السنة السابق فمن الواضح أن المعركة لن تكون سهلة. نقلاً عن - فاينانشيال تايمز ترجمة - عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©