الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزارعون: عدم توفر الدعم سيؤدي إلى موت الزراعة الموسمية

مزارعون: عدم توفر الدعم سيؤدي إلى موت الزراعة الموسمية
5 ابريل 2010 20:54
لن نأتي بجديد إن قلنا أن جميع التجارب التي أجريت وكل التصريحات التي ذكرت من قبل الخبراء تشير إلى أن بالإمكان زراعة جميع أنواع الخضراوات في الإمارات، خاصة في رأس الخيمة والفجيرة والعين، وقد دخلت أنواع كثيرة منذ السبعينات وأثبتت نتائج طيبة مثل البطاطس والملوخية والخس والجزر والخيار والخرشوف والسلق والبنجر وكذلك الفاصوليا والبازلاء واللفت والباميا والزهرة أو القرنبيط، وأيضا الكراث والفجل والثوم إلى جانب أنواع أخرى من الخضار كالبصل الأخضر والطماطم والرويد والفلفل والكزبرة وأيضا البقدونس. كانت المفاجأة لكن منذ عشر سنوات مضت لم يعد مزارع الإمارات يستطيع أن يزرع ما يكفي للتسويق، وهكذا وجدت الخضراوات التي تقطف قبل أوانها في موطنها الأم، ثم تجمد وتشحن لتجد مكانها على أرفف الجمعيات والأسواق في الدولة قبل المنتج المحلي. وقد قمنا برحلة إلى رأس الخيمة والفجيرة للعثور على تلك المزارع التي تعود لمواطنين لا يزالون يزرعون بأنفسهم أو يشرفون بأنفسهم على الزراعة للعثور على الأفضل والأرخص بكميات كبيرة، فكانت المفاجأة أننا لم نعثر على ضالتنا لأسباب ذكرها المزارعون. أين الدعم؟ علي الدهماني من رأس الخيمة أخذنا إلى مزرعته حيث توجد أحواض كانت تزرع قبل عشر سنوات بأنواع من الخضراوات التي تكفيه، وربما يبيع شيئا منها للسوق فتعوضه عن الحاجة للغير، وهو اليوم يشير إلى تلك الأحواض التي امتلأت بالأعشاب الطفيلية وحلت محل الخضراوات الموسمية، وقد كان من إنتاج أهل رأس الخيمة الذرة والقمح والقطن ولكن بمرور الوقت ومع شح الموارد المائية والأمطار وارتفاع أسعار المواد الزراعية لم يعد باستطاعة المزارع أن يستمر في العطاء والإنتاج. ويضيف أن المنطقة الزراعية التي كانت تشتهر بإنتاج خصب لم تعد كذلك وأن المزارعين لم يحصلوا على أي دعم منذ عشر سنوات مضت، فقد مر على آخر فني يقوم برش المبيدات الحشرية في المنطقة عشر سنوات، ومنذ ذلك الحين لم يحصلوا على البذور ولا المكائن ولا أية خدمة للمزارع، وبالتالي لم يعد المزارع يقوم بالزراعة بسبب الخسائر وشح المصادر المائية والدعم. أما سبيل بن كرم من الفجيرة فيقول إن المزارع في الفجيرة لا يجد أي دعم فلا يوجد مهندس زراعي ولا مبيدات حشرية لمواجهة أية آفات قد تقضي على المحصول أو تفسده، وحتى إن احتاج الأمر لتطعيم المواشي فإن الأهالي يقومون بالتوجه للمنطقة الوسطى في الذيد، ولذلك تجد أن معظم مزارعي الإمارات لا يحصلون على دعم من وزارة البيئة والمياه، وأيضا لا يحصلون على دعم من جهة أخرى، لذلك فهم لا يغامرون بزراعة الخضراوات الموسمية لأن هذا النوع من المحاصيل بحاجة للكثير من الرعاية والعناية. أيضا في حال قمنا بالذهاب إلى البلديات نجد أن هناك العشرات الذين لا يجدون الوقت للوقوف والوصول للمسؤول بسبب الزحام، ولذلك نحن بحاجة لمجالس خاصة بالمزارعين وأن تشرف على تلك المجالس لجنة تقوم بنقل مطالبهم واحتياجاتهم للجهات المسؤولة خاصة أننا إلى اليوم لا توجد لدينا جمعية أسوة بالآخرين. الزراعة الموسمية تموت عبدالله سعيد الشرقي قال إنه قبل إجراء الحديث معه كان في منطقة الذيد للبحث عن جهاز أو ماكينة رش المبيدات، وذلك دليل على أن المزارع لا يجد الدعم وأن سعر الجهاز لا يقل عن خمسة آلاف درهم، وأن المزرعة التي يملكها تحتاج إلى خمسة عشر علبة من السموم وكل علبة يبلغ سعرها مائة وخمسين درهما. وتساءل عن الدعم الذي كان يقدم لمزارعي الإمارات لماذا توقف؟ فقد كان مكتب وزارة الزراعة يقدم الفنيين ومهندسي الزراعة وحتى المركبات التي تقوم بتقليب التربة كبديل عن الحراثة. اليوم كما يقول الشرقي لم يعد موسم الزراعة الذي يستمر حتى أربعة أشهر كما كان، فقد كان هناك اعتماد كبير على وزارة الزراعة قديما ولذلك كان هناك إنتاج محلي جيد، حيث كان كل مزارع يحصل على كميات جيدة من البذور وخيام المحميات وكان هناك فنيون يشرفون على تركيب شبكات الري ولكن لا نعلم ولا نجد إجابة عند أحد ما الذي حدث؟ وهل هذا وضع مؤقت أم وضع دائم؟ وهل من الجيد أن تموت الزراعة الموسمية في مناطق كثيرة من الدولة بسبب حاجة المزارعين للدعم؟ قال عبدالله إن لديه مزرعة بها ثلاثمائة شجرة برتقال ومئتا شجرة مانجو وهي نتيجة للتوجيهات السامية لحكومة دولة الإمارات من أجل أن يكون هناك اكتفاء غذائي ذاتي ولكن الحال تبدل اليوم في ظل عدم توفر أي دعم من أية جهة لمزارعي الفجيرة، ولذلك فإن على أصحاب القرار والسلطة العليا في الدولة أن تأمر بإنشاء لجان تبحث في حال المزارعين واحتياجاتهم وتضع حلولا حديثة كي يستطيع كل مزارع أن يقوم بدوره من أجل أن يكون الإنتاج المحلي هو الأول في الأسواق.
المصدر: رأس الخيمة، الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©