تقلصت إلى حد كبير، الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية المعززة في الجنوب»يونيفل»، بالتزامن مع المناورات الإسرائيلية الضخمة خلال الأيام الخمسة الماضية والتي اختتمت أمس. ولم يسجل سوى دوريات عادية روتينية لـ»يونيفل» على الجانب اللبناني من الحدود، في حين مارس أهالي القرى المحاذية أعمالهم كالمعتاد في حصاد القمح وقطف التبغ والخضار وغير ذلك من أعمال زراعية.
في غضون ذلك، واصلت القوى الأمنية محاصرة وكشف شبكات التجسس لصالح «الموساد» الإسرائيلي. وأوقفت مديرية استخبارات الجيش اللبناني المواطن (ع.م) مواليد 1954 من بلدة عين قانا للاشتباه بتعامله مع «الموساد» الإسرائيلي، بعد ان أفاد عنه احد الموقوفين الذين يخضعون للتحقيق، حيث أشار إلى ان (ع.م) يعمل معه ضمن خلية واحدة لحساب الاستخبارات الإسرائيلية. واعترف (ع.م) بأن الإسرائيليين جندوه عام 1992 للعمل معهم، عندما كان موجوداً في العاصمة الأثيوبية، وأرشد المحققين إلى مكان قريب من منزله كان قد خبأ فيه قبل حوالي أسبوعين جهازاً ألكترونياً كان يستخدمه للتواصل مع مشغليه الإسرائيليين. وأوضح أن المخابرات الإسرائيلية لم تكلفه بمهام تتجاوز إعطاء معلومات محددة عن المقاومة ومواقعها وقيادتها وعناصرها. واعتبر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي أن الاشتباه بمحاولة لاختراق أمن المقاومة سرع من كشف شبكات التجسس لصالح إسرائيل في لبنان. مشيراً إلى أن العدد الإجمالي للموقوفين تعدى الـ35 موقوفاً لدى كل الأجهزة الأمنية. وأوضح انه تم التوصل إلى خيوط مهمة في بعض الاغتيالات. إلى ذلك، أفاد الموقوف زياد الحمصي خلال التحقيق معه، انه أعطى إحداثيات عن بعض المناطق البقاعية ولاسيما شتورا ومحيطها، وأشار إلى انه عندما شعر بتفكك شبكات التجسس الإسرائيلي، رمى الجهاز الخاص به في المياه في أحد الأماكن، وعملت دورية من مخابرات الجيش على انتشاله، ووجدت فيه الإحداثيات التي كشفت المزيد من تورطه في العمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية.
عدد اليوم
