القطامي: نطالب بلجنة تحقيق في اتهامات عضو المجلس الوطني

تحول افتتاح مركز وادي السدر الصحي التابع لإمارة الفجيرة إلى مبارزة كلامية بين عضو المجلس الوطني عن امارة الفجيرة الدكتور سلطان المؤذن ووزير الصحة حميد القطامي، بعد ان اتهم الأول وزارة الصحة بافتتاح مركز وهمي· والملفت ان هذا الاختلاف في الرأي امتد إلى بعض المواطنين في منطقة وادي السدر والكادر الطبي والفني الموجود في المركز، ولكل أدلته وحججه في الحكم على الموضوع· واثناء زيارتنا منطقة وادي السدر ومركزها الصحي تبين لنا وجود مركز مجهز ويوجد فيه طاقم طبي، وتقوم الوزارة، حسب مسؤولين من وزارة الصحة والمركز الطبي، باستكمال الأشياء ''القليلة'' المتبقية· وفي المقابل يرى المواطنون ان المركز توجد به أجهزة ولا يمتلك الكادر الطبي اللازم، رغم توفير الوزارة لنحو 10 موظفين وأطباء وفنيين · تفاصيل الازمة وأعلن وزير الصحة انه سيرفع مذكرة إلى مجلس الوطني الاتحادي يطلب فيها تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن الاتهامات التي وجهها سلطان المؤذن للوزارة حول المركز الصحي بوادي السدر · وأشار القطامي، إلى انه سيخاطب المجلس الوطني للإعلام حول الضوابط الواجب الأخذ بها في العمل الإعلامي لإبراز الحقائق· وكان سلطان المؤذن اتهم وزير الصحة بأنه قام بافتتاح ''وهمي''، يوم الاثنين الماضي لمركز وادي السدر الصحي، في اشارة الى ان المركز يفتقد كثيرا من الخدمات الطبية· وقال القطامي في مؤتمر صحفي عقده أمس في ابوظبي:''نحن لا نعرف التمثيل ولا المسرحيات وهناك فرق بين الحقيقة والإثارة المبنية على باطل ونحتفظ بالحق المدني للرد على الإساءات التي وجهها عضو المجلس الوطني لوزارة الصحة وسنتخذ كافة الإجراءات الإدارية والقانونية بشأن تلك الادعاءات''· وشدد على انه يؤدي عمل وزارته بمهنية ونظام عمل مؤسسي وفق تكليف من قبل الحكومة· واعتبر القطامي ان عضو المجلس الوطني ''خلق قضية رأي عام مضللة وقام بادعاءات لأمور غير موجودة ولا اساس لها من الصحة ''·مطالبا عضو المجلس الوطني بتقديم أدلة ''إذا كان لديه ما يثبت صحة موقفه''· ونوه القطامي إلى ان المركز تم تشييده وفق برنامج متكامل يعتبر احد محاور تنفيذ الخطة الاستراتيجية للوزارة، وقد تم افتتاح المركز وتجهيزه بكافة الأشياء· وأشار إلى ان سيارات الإسعاف تم توزيعها حسب احتياجات المناطق الصحية وكانت هناك سيارة من نصيب مركز وادي السدر الصحي· ويعتبر المركز الصحي أول مركز يفتتح في منطقة وادي السدر، إذ كان المواطنون في السابق يذهبون لعيادة مسافي التي تبعد 20 كيلومترا أو مستشفى دبا الفجيرة التي تبعد 50 كيلو مترا· وحول نقص الأطباء في المركز، أشار القطامي إلى ان الطبيب الواحد يمكن ان يرى في اليوم الواحد 150 حالة، ورغم ذلك يوجد طبيبان في المركز وسيتم تعيين طبيب ثالث ويوجد في المركز صيدلي وفني أشعة وآخر للمختبر· وأصدرت وزارة الصحة أمس بيانا صحفيا للرد على '' ما أثارته احدى الصحف اليومية من انباء حول المركز الصحي لوادى سدر·''· وكانت الصحيفة قد وجهت اتهامات الى وزارة الصحة و''أثارت بعض الشبهات عن عملية افتتاح المركز زاعمة أنه كان '' تمثيلا في تمثيل'' وان الأجهزة لم تكتمل ولم يكتمل الكادر الطبي والتمريضي ''· واعربت وزارة الصحة عن تقديرها للدور الإعلامي الذى تقوم به أجهزة الإعلام المختلفة، إلا أنها ناشدت القائمين على بعض هذه الأجهزة أن ''يتحروا الدقه في الوصول للحقائق وأن يكون هدفهم هو الصالح العام وليست الاثارة المبنية على غير الحقيقة والا تكون الانفعالات الشخصية هى المحرك والدافع الأساسى بتوجيه الاتهام'' · وشدد البيان على ان وزارة الصحة '' لا تخرج التمثيليات وليس لديها الوقت لمثل هذا القول وتنأى بنفسها عن الدخول في مثل هذه المجادلات'' واضاف ان الوزارة حريصة على تنوير الرأى العام وكشف الحقيقة لهم دون زيف أو تضليل· أدلة طبية واشارت تقارير الوزارة الى أن مركز وادي السدر يعتمد 3 اطباء ، تم تعيين 2 منهم ،لمعاينة سكان المنطقة الذين لا يتجاوز عددهم ال 1500 شخص· لافتة الى ان طبيبا واحدا قادر على معاينة ما بين 1500 و2500 شخص وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية· وبلغت تكلفة المركز 5 ملايين درهم وهو يضم صيدلية ومختبرا وجهاز اشعة وسيارة أسعـاف ''ليست مستعارة كما زعم البعض وانما هى مخصصة للمركز من ادارة المنطقة''،وفق بيان الوزارة· وذكرت الوزارة انه كان يوجد في المركز اثناء افتتاحه طبيبة وممرضتان وفني مختبر وفني صيدلي وعدد من الكتبة من المواطنين والمواطنات · ومن المقرر ان ينضم الى المركز ايضا طبيب متخصص في الطب العام وطبيب اسنان واخصائي تغذية وفني مختبر وصيدلي وفني اشعة · واستقبل المركز في اليوم الأول من افتتاحه 4 حالات وفي اليوم التالي 24 حالة واليوم الثالث 7 حالات وفي اليوم الرابع 12 حاله، كما استقبل المركز أمس 12 حالة ·وفق وزارة الصحة· وأكد البيان اتباع وزارة الصحة أفضل الممارسات العالمية في مجال الرعاية الصحية من خلال شبكة متكاملة من مراكز الرعاية الصحية المنتشرة على مستوى الدولة وعددها 67 مركزا تردد عليها عام 2007 حوالي مليون و419 ألف و 610 حالات مرضية· اضافة الى 14 مستشفى تردد عليها ما يفوق المليوني حالة· الحقيقة ميدانيا وفي جولة قمنا بها على مركز وادي السدر يوم الخميس الفائت تأكد لنا وجود طبيبة تمارس الطب العام وفني مختبر كما كان يتم تركيب جهاز الأشعة في تمام الساعة الحادية والربع ظهرا، مع وجود فني أشعة مختص· ويتواجد داخل المركز ايضا ممرضتان وصيدلي وسيارة إسعاف ولا يعرف هل يوجد لها سائق أم لا، بالإضافة إلى وجود اثنين من الإداريين وموظف آخر له صلة باستكمال احتياجات المركز· واكد احد سكان المنطقة ر·سالم وهو موظف في احد الجهات الاتحادية وطلب عدم ذكر اسمه كاملا ، ان عددا كبيرا من الأطباء والفنيين والمختبريين تواجدوا خلال افتتاح المركز و''اختفوا بعدها''· وأضـــاف صاحب منزل قريب من المركــــز والذي يبعد عنه 500 متر فقط، انه بعد ان ذهب الوزيـــر ذهب خلفه معظم الطاقــــم الطبي الذي كان بالمركز· و أشار إلى انه بعد الافتتاح '' يوم الأربعاء الماضي'' عانى احد أبنائه من وعكة صحية فاضطر الى نقله الى دبي لمعالجته · واكد المواطن سالم محمد راشد ان سيارة الإسعاف الموجودة في المركز هي بدون سائق· و طالب المواطن علي سعيد بتوفير كل الخدمات الطبية بالمركز وقال انه يتلقى العلاج في دبي منذ عام 2002 و''إذا كان دور المركز هو صرف علاج فقط فيمكن ان يحدث ذلك عن طريق الصيدلية ولا داعي للمركز''· رأي الطاقم الطبي وفي الوقت الذي يؤكد المواطنون عدم وجود طاقم طبي في المركز ، أكدت القائمة بأعمال المديرة الطبية للمركز الدكتورة سناء عبدالمرضي وهي طبيبة تمارس الطب العام ، ان المركز يوجد فيه كادر طبي يكفي الاحتياجات في الوقت الحالي وتقوم الجهات الإدارية بإنجاز أوراق تعيين اثنين من الأطباء سيلتحقان بالعمل قريبا جدا· واكدت وجود طبيب أسنان معين في المركز إلا انه يتلقى فترة تدريب في منطقة الفجيرة الطبية وستنتهي قريبا· واضافت انه يتم حاليا إنجاز أوراق تعيين طبيب ممارس عام آخر ليكون مخصصا لقسم الرجال· وعن شكوى المواطنين من عدم وجود طبيب أطفال أو أطباء مختصين، أوضحت الدكتورة سناء ان الطبيب الممارس العام يكون ملما بمعظم الأمراض بما في ذلك ما يصيب الأطفال وهذا متبع في معظم مراكز الرعاية الصحية الأولية بالدولة سواء الاتحادية او المحلية· وأقرت الدكتورة سناء بأن المركز يعمل في الوقت الحالي فترة واحدة وهي'' الفترة الصباحية''، إلا أنها أشارت إلى ان الفترة المقبلة ستشهد عمل المركز على فترتين حسبما تقتضي الضرورة · ونفى عثمان محمد علي فني المختبر بالمركز، ان يكون عمل المختبر مقتصرا على تحليل الضغط والسكر فقط، وأكد ان المختبر يقوم بفحوصات وظائف الكلى والكبد وتحليل الدهون وكذلك تحاليل الانزيمات والهرمونات بالإضافة إلى اخذ عينة مزروعة ويحول النوع الأخير لمستشفى دبا الفجيرة· و أشار علي إلى ان المختبر الفني بالمركز يقدم نتائج فحوصات البول وترسيب الدم والسكر، لافتا إلى انه في القريب سيتم معرفة نتائج جميع الفحوصات في المركز مباشرة وقال علي: '' انه تم الافتتاح مع العمل على استكمال الاحتيـــاجات حتـــــى يتــــــم إراحة أفراد المنطقة وتوفير الجهــــد الوقت عليهم، وهذا ليس عيبا أو أمرا يسيء إلى المركز''·