في ظل كثير من الغموض المحيط بتحالف “نوكيا” و”مايكروسوفت” في مجال الهواتف الذكية، يتساءل كثير من المحللين متى سيكون أول هاتف مشترك جاهزاً ويكاد يجمع المراقبون على شيء واحد وهو أنه سيكون لزاماً على الشركتين إجراء بعض التغييرات الصعبة.
ولا تزال الشركتان تصيغان تفاصيل الاتفاقية التي أفصحا عنها مؤخراً والتي بموجبها ستستخدم نوكيا برامج “مايكروسوفت” في هواتفها بحسب ما صرح به ايرون وودمان مدير قطاع اتصالات المحمول في “مايكروسوفت”.
من بين المسائل الأساسية التي تواجهنا المكان المقرر أن يبنى فيه المصنع الذي سيقوم بتجميع الهواتف الجديدة والرقائق التي ستستخدم فيها وطريقة تعديل البرامج والأجهزة التي ستضم تقنيات الشركتين.
“هذه ليست مسألة تستغرق يومين أو ثلاثة في مطابقة برامجنا مع هواتفهم”، هذا ما قاله وودمان الذي يعمل في “مايكروسوفت” منذ 13 سنة خلال مقابلة معه في المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة الذي يعد أكبر ملتقى في هذا المجال والمنعقد في برشلونة. وأضاف وودمان أن الأمر يستغرق ست سنوات لتمر سيارة جديدة على سبيل المثال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة وضعها في المعرض بالوكالة.
ويدرك وودمان أن أنشطة البرمجيات تتحرك أسرع كثيراً من تصنيع السيارات ولكنه رفض أن يكشف عن اليوم الذي تعتزم “نوكيا” (أكبر شركة تصنيع هواتف محمولة في العالم) بدء بيع أولى الهواتف التي تحمل نظام تشغيل “ويندوز” من “مايكروسوفت”.
وقد وعد رئيس تنفيذي “نوكيا” ستيفن إيلوب طرح أعداد كبيرة من الهواتف المحمولة في عام 2012، ويسعى جاهداً إلى أن تصل الموديلات الأولى إلى السوق هذا العام. وقال راجيف تشاند محلل الأجهزة اللاسلكية في روتبرج البنك الاستثماري في سان فرانسيسكو، المعنى بصناعة النظم اللاسلكية، إن التحالف بين “مايكروسوفت” و”نوكيا” الرائدتين في مجالهما سيكون بمثابة الاختبار لكلا الشركتين. في ذلك قال تشاند: “أعتقد أن ذلك ينطوي على تحديات حقيقية، وذلك نظراً للقرارات الصعبة التي لابد من اتخاذها في وقت قصير. ونستشعر أن ذلك سيكون فيه صعوبة كبرى”. وأضف وودمان أن التعاون مع “نوكيا” سيعود بالنفع والفائدة الكبرى لكلا الشركتين. فمن خلال بيانات عالمية مستمدة من شركة الخرائط الرقمية التي تمتلكها “نوكيا” المسماة نافتك سيكون في مقدور “مايكروسوفت” النهوض بخدمات خرائط محرك بحثها “بنج”. يذكر أن محرك بنج يتميز بتفاصيل خرائط فائقة في الولايات المتحدة، ولكن ليس في دول أخرى. وينتظر أن تعمل البيانات المستمدة من نافتك على بلوغ “بنج” نفس مستوى “خرائط جوجل” “google Maps” في سائر أنحاء العالم.
وستستفيد “نوكيا”، التي أنتجت 450 مليون هاتف العام الماضي، من ميزة شراكاتها القوية مع كثير من الموردين في سرعة نشر هواتف “ويندوز” المحمولة وفي بلوغها سعراً معقولاً نسبياً رغم أنه ينتظر أن يوضع سعر الدفعة الأولى من هذه الهواتف في أعلى قائمة أسعار الهواتف الذكية.
وبالنسبة لـ”نوكيا”، ستتمكن “مايكروسوفت” من استخدام شهرتها في زيادة حصة الشركة الفنلندية في سوق الولايات المتحدة والتي تقل كثيراً عن 10 في المئة وهي حصة أدنى كثيراً من حصة سامسونج السوقية التي تحتل المركز الأول في أميركا بحسب وودمان.
يذكر أن “نوكيا” كانت تتبوأ المركز الأول في سوق الولايات المتحدة لغاية عام 2002. ومن خلال شراكتها مع “مايكروسوفت” تطمح إلى استعادة مركزها ولو تدريجياً في سوق أميركا الشمالية.
ولا يزال الشك يساور المستثمرين حتى بعد أن أفصحت الشركتان “نوكيا” و”مايكروسوفت” عن تحالفهما. ورغم عزوف المشغلين في برشلونة عن الإفصاح عن مدى تأييدهم لهذا التحالف قال تشاند إنهم سيدعمون هواتف “نوكيا -مايكروسوفت” إذا ثبت أنها جيدة ولاقت إقبال العملاء. وقال تشاند: “لابد أن نضع في عين الاعتبار أن مشروع (نوكيا مايكروسوفت) لا يزال في مراحله الأولى. وعلينا أن نتذكر أنه من ثلاث سنوات فقط لم يكن هُناك نظام تشغيل اسمه أندرويد”.
نقلاً عن - انترناشيونال هيرالد تريبيون
ترجمة - عماد الدين زكي
عدد اليوم
