الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلام والأولويات المقلوبة

6 يونيو 2009 00:25
لقد تطور إعلامنا المحلي بشكل ملحوظ مقارنةً بالسنوات الماضية التي كانت تقتصر من ناحية التلفاز على بعض البرامج المحدودة والمسلسلات الخليجية القديمة. ولم تكن هناك مجلات مختصة بالأزياء والفنانين، ولم تكن هناك صحف تتوسع في الأخبار المحلية، ولم تكن هناك مساحات كبيرة لموضوعات البورصة والأسهم والرياضة. إن ما وصل إليه إعلامنا من تطور شيء مبهر، لكن ليس كل ما يقدمه يفيد الجمهور. فغالباً ما نقرأ في كثير من الصحف المحلية عناوين لمواضيع صغيرة لا أهمية لها، بحسب اعتقادي إلا لسد فراغ وحشو المساحة، فتقرأ عن مقتل شخص في مدينة اسمها طويل وغريب في موسكو، وكيف قُتل هذا الشخص بطريقة شنيعة على يد أحد أفراد أسرته بسبب شيء تافه، أو امرأة ثمانينية تتاجر بالهروين في نيوزيلندا، أو ألماني انتحر بسبب إفلاسه، ما الفائدة في نشر مثل هذه المواضيع؟ وإن انتقلنا إلى الحديث عن المجلات التي تتوسع في أخبار الفنانين، فسأظل أتحدث إلى أن يسدل الليل ستاره؟ فما الفائدة التي تعود على القارئ من اقتحام حياة الفنانين الشخصية ؟ هل أحمل همومي أم هموم الفنانة التي مات والدها في حادث ؟ هل أفرح للفنان الذي تزوج؟ أم أحزن لأنني اشتريت المجلة الفلانية؟ هل ادفع بضع دراهم لكي أستمع لشريط كاسيت نزل بالسوق حديثاً للفنان الفلاني؟ في حين كان من الأحرى بهذه المجلة أن تتناول موضوعات تشغل اهتمامي وترتبط بواقع الناس المعاش وقضاياهم وهمومهم. لا ننكر أهمية الفن ولكن فقط نتحفظ على الطريقة التي يتم تناوله بها، فعلى سبيل المثال أليس من الأفضل أن تهتم صفحات أخبار الفنانين التي تملأ الجرائد والمجلات بشيء يخدم أصحاب المواهب في مجال الرسم أو التصوير وغيرها من المواهب الأخرى؟ هؤلاء الصغار وشباب المستقبل ينتظرون الفرصة من أي شخص لفتح باب المساعدة وليعرضوا ما لديهم، فبدلاً من سد الفراغات بأخبار شخصية لبعض الفنانين، دعونا نستبدل ذلك بشيء مفيد، ونشجع تلك الفئة على القراءة، أو نقدم شيئاً يخدم المجتمع والأجيال والعقل وبناء ثقافة محلية صحيحة، لا أن نقتصر فقط على نقل بعض ثقافات الشعوب الأخرى. محمد عبدالله _ أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©