الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بكاء العصافير على نافذتي

6 يونيو 2009 00:25
منذ فترة ليست بالقصيرة سقط على الأرض جزء كبير من شجرة، في مساحة داخلية محددة كمواقف للسيارات. ومن لطف الله على عباده أنه لم يصب أحد بأذى، حتى السيارات لم تتعرض للتلف أو التحطم، عدا تلف بسيط لجزء خلفي من سيارة واحدة من بين السيارات المتواجدة. ولحسن الحظ كان هناك موقف خال سقط عليه الجزء الأكبر من الشجرة. بدأ المارة والسكان يتجمعون، واتصل بعضهم بالشرطة، وقد جاءوا مسرعين كعادتهم، عاينوا المكان وأغلقوا المدخل. وظلت سيارات الشرطة مرابطة من بعد صلاة العصر الى بعد صلاة العشاء، حتى جاء فنيون آخرون من عناصر الشرطة، حيث قاموا بفصل الفرع المكسور عن الشجرة الأم، ثم قاموا بعد ذلك بتقطيع الجزء الواقع على الأرض إلى أجزاء صغيرة حتى يسهل جمعها. توقع الجميع بعد ذلك أن تأتي عربة من الجهة المسؤولة لتجمع ما تراكم من أوصال الشجرة. انتظرنا طول الليل، فاليوم التالي، ثم الى نهاية الأسبوع، وها نحن عند نهاية الاسبوع الثاني وما زالت أجزاء كبيرة من تلك الشجرة على الأرض وقد جفت الغصون المقطعة، واصفرت الأوراق، وبدأت تتبعثر بفعل الهواء والسيارات والمارة، ولا نعلم من المسؤول عن جمعها ونقلها؟ وتذكرت كيف كان عمال البلدية من شدة حرصهم على النظافة والمحافظة على الشكل العام، ينتظرون أن تسقط ورقة شجرة يابسة على الأرض، حتى يهبوا مسرعين لالتقاطها. تبقى إلى جانب أشلاء فرع الشجرة المكسور، جيران كانوا يقطنون هذا الفرع قبل أن يسقط، حيث كان يأوي عدداً من أعشاش الطيور والعصافير، وعند عودة هذه الجموع الى أوكارها، لم تجدها فاستوطنت ما ناسبها من فتحات ونوافذ بالبنايات المجاورة، ومنها نافذتي، وعندما اسمعها تصيح كل صباح أتخيل انها تبكي إما على الفرع المكسور أو على أولئك الذين لم يزيلوا بقاياه! نوال بشير محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©