بثلاث لغات...

في العربية أسرار لا يعرفها إلاّ أبناؤها، ويوماً بعد يوم تثبت أنها لغة متنوعة الألفاظ والدلالات، وشفّافة وجذابة، كلما تعمقت فيها ازددت رغبة في الإبحار في لُـجِّها، لاكتشاف لآلئها ودررها، ومهما ارتقت اللغات الأخرى، فلن تصل إلى ما وصلت إليه اللغة العربية من تنوع الدلالات، وغنى المفردات، فكلمة واحدة تقرأ بـ «ثلاث قراءات» صحيحة.. رأيتُه قَبَلاً وقَبِلاً وقُبُلاً، أي: معاينة. - خِرْصُ الرُّمح وخَرْصه وخُرْصه. - قَطْبُ الرّحا وقِطْبُ وقُطْب). - وهو (العُمْرُ والعَمْرُ والعُمُرُ). - وهو (العُصْرُ والعَصْرُ، والعُصُرُ). - وهو (الوَلَدُ والوُلْدُ، والوِلْدُ). - (الرَّغم والرِّغم والرُّغمُ). - (الـمَشْطُ والمِشْطُ والمُشْطُ). - (سِقْطُ الرَّمل وسُقْطُ وسَقْطُ) أي منقطِعهُ، وسَقْطُ المرأة والنار فيه اللغات الثلاثُ. - (الفَتْكُ والفِتْكُ والفُتْكُ) أن يقتل الرجلُ مجاهرة - (والدَّدن والدَّدا والدَّدُ: اللعب). - وشربت الماء (شُرْباً وشِرْباً وشَرْباً). - وهذا (فَمٌ وفُمٌ، وفِمٌ). - وهو (الزَّعْمُ والزِّعم والزُّعم). - وهو (الوَجْدُ والوِجْدُ والوُجْدُ) من المْقدرة. - ورجل ذو (طَبٍّ وطِبٍّ وطُبٍّ ) أي حِذقٍ. - وهو (قَلْبُ النخلة وقِلبُها وقُلبُها). - والصَّنَمُ (نَصْبٌ ونُصْبٌ ونُصُبُ). - مثل (العَمْر والعُمْر والعُمُر). - كلمته بحَضْرة فلان وحِضْرَهِ وحُضْره. - و(رَغْوَةُ ُاللبن ورِغْوَة ورُغوةُ). - (صَفْوةُ وصِفْوُة وصُفْوَةٌ) فإذا نزعوا الهاء قالوا: (صَفْو الشيء) ففتحوا لا غير. - (العَشْوَةَ والعِشْوةَ والعُشْوَة). الجود: شكا رجل إلى إياس بن معاوية (وهو أحد أعاجيب الدهر في الفطنة والذكاء، كثرة ما يهب ويصل الناس وينفق، قال: إن النفقة داعية الرزق، وكان جالساً على باب فقال لرجل: أغلق هذا الباب فأغلقه، فقال: هل تدخل فيه الريح؟ قال: لا . . قال: فافتحه، ففتحه، فجعلت الريح تخترق في البيت فقال: هكذا الرزق أغلقتَ فلم تدخل الريح، وكذلك إذا أمسكت لم يأتك الرزق. هل أعجبتك القصيدة؟ كان أحد الأمراء ينشد شعراً أمام مدعويه وخلفائه، وبعد أن انتهى من قصيدته سأل أعرابياً كان جالساً وسط المدعوين: هل أعجبتك القصيدة؟ أليست بليغة؟ فقال: ليست بها رائحة البلاغة؟ فغضب الأمير وأمر بحبسه في الإسطبل، وظل محبوساً به شهراً كاملاً إلى أن أفرج عنه، ثم عاد إلى مجلس الأمير، وذات يومٍ ألقى الأمير قصيدة أخرى، وقبل أن ينتهي من إلقائها نهض الأعرابي وهم بالخروج من المجلس فنظر إليه الأمير وسأله! إلى أين؟ - فقال: إلى الإسطبل يا مولاي! إسماعيل ديب