الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتيون يعملون في «أسواق السمك» ويحلمون بالهندسة والإعلام

إماراتيون يعملون في «أسواق السمك» ويحلمون بالهندسة والإعلام
6 يونيو 2009 00:50
إنَّهم مجموعة من الشباب الإماراتيين قرروا الانخراط في أعمال تتطلب الشيء الكثير من الاتصال المباشر والاحتكاك مع الناس، وهم يؤسسون بذلك لفكر وطرح جديدين، والمؤكد أنَّ شباباً آخرين سيتبعونهم حتماً، ليكونوا رواداً في تنفيذ مشاريع كانت في السابق القريب حكراً على الوافدين وحدهم، هم مجموعة من الشباب موظفون في» أسواق»، وهو مشروع رائد يدعم الفئات الشابة من المواطنين ويحتضنها، منهم بائع الخضار والخباز والسماك والمحصل والمشرف، وهناك أيضاً فتيات اقتحمن هذه المهن التي ظلت لفترة طويلة بعيدة عن اهتمام المواطن الإماراتي. هذه المجموعة المتكاملة يصادفها كل زائر لـ»أسواق»، ويلمس أهمية الخدمات الجيدة التي تقدمها للزبائن، وبين أفرادها من تحدث لـ»دنيا الاتحاد» عن الخطوة النوعية التي أُنجزت. عملت في البحر يعتبر عبداللطيف أحمد حسن الجسمي من موظفي «أسواق» المميزين الذين يلقون إقبالاً كبيراً على منتوجهم، هو بائع سمك يقول عن عمله: عملت في البحر صياداً على «نوخذة» لمدة تجاوزت الـ20 سنة تقريباً، ولهذا لم تكن لدي أية صعوبة في الالتحاق بالعمل في «أسواق» خاصة أنَّ العمل يتمتع بأمان لا وجود له في البحر، فراكب اليم معرض دائماً لكثير من المخاطر والأهوال، بالإضافة لمؤثرات الطقس التي تنعكس سلباً على سير العمل، لهذا فالعمل في «أسواق» مميز جداً، وأنا فخور بعملي هنا خاصة وأن أغلب زبائني من المواطنين الذين ارتاحوا بدورهم إلى التعامل معي، وأنا أعرف كل أنواع السمك التي يرغب بها زبائني مثل الشعري والقباب والهامور والصافي والكنعد وبياح والبوري والروبيان، وغيرها من الأسماك التي أقدمها لزبائني طازجة، وأنصحهم في حالة السؤال عن الأنواع الجيدة منها، وهكذا صار لي زبائن خاصون، وهذا لا يعني أني لا أتعامل مع كل الجنسيات فزبائني من كل الأطياف أتواصل معهم بكل احترام، وفق قاعدة أنَّ الزبون هو الأهم. يضيف: يدوم عملي 9 ساعات مع ساعة راحة، وهو يبدأ يومياً من الساعة الخامسة والنصف صباحاً إلى ما بعد الزوال، وذلك نظراً للشروط المهنة حيث من المفروض أن يتوفر السمك طازجاً. أبيع الخضار وأحلم بالهندسة يحمل عبد الرحمن محمد رضا شهادة الثانوية العامة، بحث طويلاً عن عمل يناسبه، فوجهه أحد زملائه نحو «أسواق» المشروع الذي يحتضن الشباب الإماراتيين، وأفكارهم الجديدة، ويقول عن عمله هذا: عملت قبل الالتحاق بأسواق في «ند الحمر» وكانت كتجربة أولى، وعندما التحقت بـ «أسواق» وجدت الرعاية اللازمة، وسهل عليَّ العمل الجماعي المتسم بروح الفريق مهمات كثيرة، تعلمت أشياء عديدة من خلال عملي، سواء من حيث التعامل مع الخضار أو لجهة معرفة تفاصيل ما يحتاجه الزبون، حيث أصبحت أعرف الخضار الطازجة والجيدة من سواها. ويضيف عبد الرحمن: أنا فخور بعملي الذي أضاف إلي الشيء الكثير من حيث التعامل مع الناس وطريقة التواصل معهم، لأن الاحتكاك المباشر معهم يعلم كل فرد كيف يرضي جميع الأطراف بأقل الخسائر، ولكن تبقى رغبتي كبيرة جدا في الرجوع إلى صفوف الدراسة في الجامعة، وإكمال دراستي في الهندسة الميكانيكية. بعدما حصلت على الثانوية العامة التحقت منى على بــ «أسواق»، وهي تقول عن ذلك: مضى عليّ أكثر من ثلاثة أشهر في هذه المهنة، وقد اقتنعت بالعمل وتعلمت الكثير من أموره وخباياه، فالتواصل مع الزبائن ليس سهلاً، وإرضاء الخواطر ليس بسيطاً، لذلك نسعى جميعاً لتجويد عملنا، ومحاذاة الكمال من حيث إرضاء الزبائن، فمرات البشاشة في وجه الزبون تحل كثيرا من المشاكل، وهي تعبر عن الترحيب، هذا الترحيب يمنحه الأريحية ليرجع مرة ثانية، واليوم أصبح النجاح في عالم التجارة يعتمد على التسويق وطرق التواصل لتحقيق أرباح تجارية، ونحن مدركون لهذا الأمر، ونطور أنفسنا على هذا الأساس. حرفة الصبر منى تؤكد أنَّ التعامل مع الناس أمر صعب، ويلزمه الكثير من الصبر، فمرات مثلا تصادف أناسا بأمزجة معكرة لسبب ما، وتقول عن ذلك: يجب تفادي أي مشكلة معهم، وعلى العموم ليست هناك مشاكل كبيرة، بالعكس هناك إقبال على مشروع «أسواق» لما حققه من شهرة في وسط الناس، خاصة أنَّه يؤسس لأفكار جديدة. والناس يتمنون لنا التوفيق، ويقولون لنا دائماً: ليت أولادنا يعملون مثلكم. وتستدرك منى قائلة: ربما يكون هذا العمل فترة انتقالية في حياتي، لأن طموحي لا يقف هنا، بل يتجاوزه لأكمل دراستي الجامعية في مجال الإعلام، وأصبح إعلامية مشهورة. أتمنى أن أكون مدير متجر خبر دهاليز الأسواق وعرف مجريات وسير عملها، عمل قبل الالتحاق بـ»أسواق» لمدة تجاوزت الأربع سنوات، يتمتع بروح قيادية غذّتها سنوات الخبرة التي منحته تراكماً معرفياً في مجال عمله، وعندما التحق بـ«أسواق» اختير بعد اجتيازه اختبارات القبول مشرفاً على العمال والموظفين، عن ذلك كله يقول موسى محمد: لكوني عملت في شركة أخرى 4 سنوات، فقد أصبحت لدي تجربة كبيرة في التعامل مع الناس، ومعرفة بوسائل تجاوز المشاكل والمعيقات في مجال العمل، هكذا فإنني لم أجد صعوبة تذكر في هذا المجال، ومهمتي كمشرف تقتضي مني متابعة سير العمل في «أسواق» والسهر على حل بعض المشاكل إن وجدت، سواء في المحال أو في ما يخص الزبائن. أعمل على مساعدة ومدّ يد العون للشباب المبتدئين، وفي عملنا ديناميكية تجعلنا نتعلم كل يوم شيئاً جديداً، كما يستدعي مني عملي أن أكون ملماً بكل المهن الموجودة في السوق، فأنا أشرف على قرابة الـ 13 متجراً، منها أقسام الأدوات المنزلية، والمأكولات، والخضار والألبان والأجبان، ومستلزمات التنظيف، والتجميل. أداوم 9 ساعات يومياً تتخللها ساعة راحة. أما عن صعوبات العمل قال موسى: ليست هناك صعوبات تذكر إلا ما يستدعيه العمل اليومي، وهي مشاكل بسيطة قابلة للحل، وقد تعلمت من عملي الصبر ومواجهة الناس والتفاهم معهم، كذلك أتقنت العمل ضمن مجموعة، وحلمي أن أكون مدير متجر، ولم لا صاحب متجر؟
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©