صور العُمانية.. مدينة السلاحف و «مجلس الجن»

تجذب مدينة صور السياح إليها، فهي تتمتع بوجود القرى الجذابة التي تتبع لها وتتنوع طبيعتها بين البحار والجبال، وتكثر فيها المحميات. وتعتبر من أشهر المدن التاريخية بل هي زينتها، إذ يصفونها بأنها درة الساحل الشرقي للسلطنة، وقد كانت منفذا رئيسا للتجارة والأسفار من خلال أسطولها الذي لعب دورا تاريخيا مهما في الحركة التجارية. انطلاقا من كون صور بوابة عمان الشرقية وملتقى تاريخياً للطرق البحرية فقد اتخذها مالك بن فهم الأزدي العماني عاصمة لمملكته عام 2500 قبل الميلاد، حيث أصبحت «قلهات» مركزا حضاريا مهما ازدهرت من خلاله ولاية «صور» قديما، والتي هي «مستوطنة فينيقية» أقام الفينيقيون على غرارها مدينة تحمل نفس الاسم في الجنوب اللبناني ببلاد الشام. تضم صور نيابة «رأس الحد» الشهيرة والمطلة على البحر، فهي «حامية طبيعية» للسفن الشراعية عند هبوب العواصف حيث خوريّ «الحجر وجراما». وهي منطقة تتميز بمدخلها المتعرج مما جعلها مكانا ملائما لإنشاء مطار -أثناء الحرب العالمية الثانية- ليكون ملجأ تلوذ به الطائرات عند الحاجة للحماية. محميات وقلاع تعد محمية السلاحف الطبيعية بنيابة «رأس الحد» أحد المشروعات المهمة لحماية الكائنات البحرية، وقد صممت من أجل الحفاظ على هذه الثروة النادرة ليس على المستوى الوطني فقط وإنما على المستوى العالمي، فضلا عن محميات أخرى. كذلك ثمة قلاع شهيرة في ولاية «صور» أهمها قلعة «الرفصة» التي كانت مستخدمة قديما لحراسة البوابة الرئيسة لمدخل الولاية من الطريق البري، حتى إن سلسلة حديدية وضعت عليها لتوقيف الداخل إليها أو الخارج منها لأغراض الأمن والحراسة، وقت تم ترميم هذه القلعة مؤخرا من قبل وزارة التراث القومي والثقافة. حصون وكهوف يعتبر حصن «بلاد صور» من أهم الحصون في الولاية، حيث كان سابقا مقرا للوالي ومكانا للاحتفال بالأعياد والمناسبات، وقد تم ترميمه أيضا. وهناك حصون أخرى منها (سنيسلة، وبن مقرب، ورأس الحد). فيما تمثل العـيون والأفلاج والكهوف معالم سياحية مهمة لولاية «صور» حيث توجد بها بعض العـــــــيون الصغيرة في المناطق الجبلية، وهي مســــــــتخدمة لري بعض المزروعات كما يوجد بها 102 فلـــــــج تجري مياهها ويستخدمها أهالي الولاية لمختلف أغراضهم المعيشية. ومن أهم الكهوف التي تشتهر بها ولاية صــــور كهف «مجـــــلس الجن» الموجود في وادي «بني جابر» الذي يعتبر ثاني أكبر كهف في العالم، كما أنه يتسع لسـبع طائرات بوينج، وقد تم اكتشافة بواسطة الأقمار الصناعية، إضافة إلى كهفي «مغارة العيص» و«جرف منخرق». تأتي صناعة السفن ضمن أهم الصناعات التقليدية في صور، ومنها السفن الشراعية بكافة أحجامها وأنواعها، ومن أبرزها سفينة «الغنجة» التي تتخذ منها ولاية صور شعارا لها، وللحفاظ على هذه الصناعة المتوارثة، أنشأت وزارة التراث القومي والثقافة في الولاية ورشة تقوم بصنع نماذج للسفن العمانية القديمة بمختلف أنواعها، كما شجعت المهن المتصلة بها كالصيد. وهناك أيضا صناعة الأبواب القديمة بمختلف أنواعها. منجزات عصرية كذلك صياغة وصناعة الخناجر والحلي النسائية القديمة والحديثة على السواء، فضلا عن صناعة النسيج وأهمها (الإزار والسباعية والشوادر والحصر العمانية). وقد نالت صور حصة وافرة من الخدمات المتطورة والمنجزات العصرية بما يتناسب ومكانتها باعتبارها واحدة من الولايات الكبرى في السلطنة، وقد شملها مشروع تطوير المدن والحواضر العمانية حيث تم رصف وتعبيد وإنارة وتجميل الطرق الرئيسية بالولاية، إضـــــافة إلى تطوير الأسواق وأعمال البستنة، وإنشاء الملاعب والحدائق العامة، وشبكة الصرف الصحي، إلى جانب مشروعات تنموية وعصرية أخرى. وفي مجال الرعاية الصحية، هناك مستشفى صور المركزي، ومستشفى صور التخصصي الذي يتسع لحوالي 240 سريرا، وهناك أربعة مراكز صحية وكذلك معهد للتمريض.