الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في قلب الموصل.. على وقع الانفجــارات صراخ وغبار ودمار

في قلب الموصل.. على وقع الانفجــارات صراخ وغبار ودمار
31 مارس 2017 01:05
الموصل (رويترز) شعر أبو أيمن فجأة وهو جالس في بيته بالموصل بالأرض تهتز من تحته وكأن زلزالًا ضربها، عندما وقع انفجار هائل في الشارع الذي يسكن به وامتلأت غرفته بالغبار وحطام الزجاج. وأعقب ذلك الصراخ والعويل من البيت المجاور. ويصور ما رواه أبو أيمن مشاهد مروعة بعد الانفجار الذي ربما تجاوز عدد قتلاه 200 شخص في 17 مارس مع تقدم الاشتباكات في معركة استعادة الموصل، ثانية أكبر مدن العراق، من تنظيم «داعش» الإرهابي عبر الأحياء المكتظة بالسكان في الشطر الغربي من المدينة. ويروي أبو أيمن كيف هرع إلى الخارج ليشاهد عدداً من بيوت الشارع وقد سويت بالأرض وأطرافاً بشرية متناثرة وسط الركام. وتدافع السكان وقد انتابهم الهلع للبحث عن أقاربهم وانتشال من بقي منهم على قيد الحياة من تحت أنقاض البيوت المهدمة التي كانوا يختبئون فيها من القصف. وقال أبو أيمن: «ركضت إلى بيت جاري وتمكنت مع آخرين من إنقاذ ثلاثة أشخاص، لكن 27 شخصاً آخر على الأقل في البيت نفسه قتلوا ومنهم نساء وأطفال أقارب هربوا من أحياء أخرى». وأضاف: «انتشلنا بعضهم من بين الركام باستخدام مطارق ومعاول لرفع الحطام، ولم نستطع أن نفعل أي شيء آخر لمساعدة الآخرين لأنهم كانوا مدفونين بالكامل تحت السقف المنهار». وكان خطر وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين في غرب الموصل كبيراً منذ بداية هجوم قوات الحكومة العراقية وحلفائها. فالآلاف محاصرون في البيوت في مختلف أنحاء المدينة القديمة، حيث يقول الناس: «إن مقاتلي داعش يستخدمونهم دروعاً بشرية أو يسوقونهم إلى مبان يحتمون بهم فيها». ويوم الثلاثاء الماضي، اعترف قادة عسكريون في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم القوات العراقية، بأنه ربما كان لضربة شنتها قوات التحالف دور في الخسائر في الأرواح التي وقعت بين المدنيين في حي الجديدة، لكنهم قالوا «إن التنظيم ربما يكون مسؤولاً أيضاً عما حدث». ولا يزال من غير الواضح ما حدث على وجه التحديد يوم 17 مارس، غير أن هذه الخسائر البشرية الفادحة ستصبح، إذا ما تأكدت، أسوأ حادث يروح ضحيته مدنيون في العراق منذ غزوه عام 2003، وهو ما يهدد بإلحاق الضرر بمساعي الحكومة التي يقودها لتفادي استعداء سكان مدينة الموصل من السنة. وقال مسؤولو التحالف إن غارات جوية وقعت في منطقة حي «الجديدة»، حيث حدث الانفجار في ذلك اليوم. غير أن المسؤولين العراقيين كانوا أكثر حذراً، إذ أشاروا إلى أنه لا يوجد دليل على أن ضربة جوية أصابت المبنى المنهار وأنه ربما كان المتشددون لغموه بالمتفجرات. ولا يزال رجال الإنقاذ يعملون على استخراج الجثث، في مهمة يعرقلها نقص المعدات الثقيلة، وخطر سقوط قنابل من الطائرات بلا طيار التي يطلقها رجال التنظيم. وربما يفسر بطء انتشال الجثث جانباً من التباين الكبير في أرقام الضحايا. فعمليات الانتشال لم تبدأ إلا بعد أيام من وقوع الانفجار. وقال مسؤول بقطاع الصحة في محافظة نينوى التي تمثل الموصل عاصمتها «إنه تم انتشال 250 جثة بحلول مساء يوم الثلاثاء». وكان الجيش العراقي قال في السابق «إن العدد يبلغ 61 جثة». ويقول سكان محليون وشهود عيان: «إن مقاتلي التنظيم كانوا في حي الجديدة في اليوم الذي وقع فيه الانفجار، ووقعت اشتباكات بينهم وبين القوات العراقية». وأضافوا: «إن الضربات الجوية بدأت لاستهداف مواقع التنظيم لتمهيد السبيل لدخول القوات». وحدثت عدة انفجارات في المنطقة الواقعة خلف المستشفى المحلي. وقال أبو أيمن «كنا محاصرين داخل بيوتنا والقصف يشتد، والضربات الجوية استهدفت أربعة شوارع خلف مستشفى الرحمة وجامع فتحي مباشرة، وكان عدد قليل من المقاتلين يتنقلون من بيت إلى بيت مستخدمين فجوات أحدثوها في الجدران من قبل لتجنب اكتشافهم من الجو».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©