الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«التعاون الأمني».. ورقة رابحة في مفاوضات «بريكست»

«التعاون الأمني».. ورقة رابحة في مفاوضات «بريكست»
31 مارس 2017 01:06
لندن (أ ف ب) تُطرح من الآن تساؤلات عن الشكل الذي سيتخذه التعاون الأمني بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وخصوصاً أن رئيسة الوزراء «تيريزا ماي» ربطت بين التعاون على الصعيد الأمني والتوصل إلى اتفاق، إثر مفاوضات خروج المملكة المتحدة من التكتل. ففي رسالتها التاريخية التي وجهتها أمس الأول إلى بروكسل، وضعت «ماي» المسألتين في المستوى نفسه بقولها: «إذا خرجنا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق فسنكون خاضعين لقواعد منظمة التجارة العالمية، وعلى الصعيد الأمني، فإن عدم وجود اتفاق سيعني إضعافاً لتعاوننا في مكافحة الجريمة والإرهاب». ورد النائب الأوروبي الليبرالي «غي فيرهوفشتاد»: «أحاول أن أكون رجلاً مهذباً حيال سيدة، ولن أستخدم إذن كلمة ابتزاز ولن أفكر فيها حتى»، مضيفاً: «إن أمن جميع المواطنين هو موضوع بالغ الخطورة لتتم مقايضته بموضوع آخر». لكن الحكومة البريطانية نفت أي محاولة للابتزاز. وقال الوزير المكلف بالتفاوض حول «بريكست» «ديفيد ديفيس» في تصريحات صحفية، «ليس الأمر تهديداً، وإنما استنتاج مفاده أن عدم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين سيضر بكليهما.. إنها حجة تفاوضية». من جهته، تساءل «أناند مينون»، أستاذ السياسة الأوروبية في معهد «كينجز كولدج» في لندن عما «إذا كانت إضافة هذه الفقرة أمراً في محله»، لأن فحوى الرسالة التي تريد لندن إيصالها تتجلى في بقية النص، و«لم تكن ثمة حاجة إلى صياغتها في هذا الشكل النافر». وأضاف الخبير: «لن أقول إنه تهديد، لكنه ربط، فهل سيكون فاعلاً»، معتبراً أن «لهجة الرسالة تعكس توتر تيريزا ماي». وتضع رئيسة الوزراء مستقبل بلادها على المحك في المفاوضات مع الأوروبيين، ويبدو موقفها مُعقّداً. فرغم أنها تتمتع راهناً بشعبية قياسية في مواجهة معارضة عمالية ضعيفة، فهي تتعرض لضغوط الجناح المتطرف داخل حزبها، والذي يطالب بـ«بريكست قاس» حتى لو كلفه ذلك الخروج من دون اتفاق. واستخدمت صحيفة «ذي تايمز» المحافظة أمس عبارة «الجزرة والعصا»، لافتة إلى أن المملكة المتحدة يمكن أن تتبنى موقفاً متشدداً عند الضرورة، مؤكدةً أن كل إشارة إلى التعاون الاقتصادي تكاد تكون مرتبطة بالتعاون في المجال الأمني. وحجة الأمن ورقة رابحة جداً للندن في هذه المفاوضات. فبريطانيا هي أحد أكبر المساهمين في الشرطة الأوروبية (يوروبول) ولديها خبرة كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب. لكن المصلحة على هذا الصعيد ينبغي أن تكون متبادلة، وفيما يتجاوز شروط ما قبل التفاوض لا يزال لدى المحللين أمل كبير بتوافر نية سليمة مشتركة. وذكر «آيين بيج»، الباحث في «لندن سكول أوف إيكونوميكس»: «ستتوافر إرادة قوية لضمان استمرار التعاون، وخصوصاً بعد هجوم لندن الأسبوع الفائت والمخاوف من وقوع اعتداءات في أماكن أخرى». وأبدت «كاثرين باتار»، أستاذة القانون الأوروبي في جامعة «كيمبريدج» تفاؤلاً أكبر، معتبرة أنه «سيكون أكثر سهولة التوصل إلى اتفاق في هذا المجال» منه في مجالات أخرى. وأضاف «بيج» «إن الأمن هو أيضاً ما يؤمنه حلف شمال الأطلسي، وإحدى المقايضات التي على بريطانيا استخدامها هي قدراتها مثلاً على التحرك في إطار الأطلسي». ونوّه «تشارلز جرانت»، مدير مركز الإصلاح الأوروبي للأبحاث إلى أن وصول دونالد ترامب يمكن أن يساعد المملكة المتحدة عبر منح الأوروبيين سبباً إضافياً يجعلهم يحافظون على حضورها»، وخصوصاً أن مواقف الرئيس الأميركي من الأطلسي لا تدعو إلى التفاؤل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©