الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وجه «بوكو حرام» الآخر.. على ضفاف بحيرة تشاد تدريجياً

31 مارس 2017 01:11
كانو (أ ف ب) يحاول الفصيل الذي انشق قبل عام عن بوكو حرام ويقوده أبو «مصعب البرناوي» تعزيز سيطرته، مُعتمداً على دعم السكان المحليين، باعتماده أساليب أقل وحشية من تلك التي تتبعها مجموعة خصمه في التنظيم الإرهابي «أبو بكر الشكوي». وفي أغسطس عام 2016، كشف تعيين تنظيم «داعش» للشاب البرناوي، البالغ 23 عاماً، نجل مؤسس «بوكو حرام» محمد يوسف، على رأس هذه الجماعة بدلاً من «أبوبكر الشكوي»، الخلافات العميقة داخل هذه المجموعة. ويرى خبراء أن مقاتلي «البرناوي» ينشطون خصوصاً على ضفاف بحيرة تشاد وعلى طول الحدود مع النيجر، في منطقة واسعة تخضع لحظر عسكري، وُيمنع الصحافيون والمنظمات غير الحكومية من دخولها. ورفض «الشكوي» هذا التغيير في القيادة، ولا يزال يظهر في تسجيلات فيديو دعائية، بينما لا يتحدث فصيل «البرناوي» إلا نادراً عن عملياته التي تنقلها وسائل إعلام تنظيم «داعش»، الذي أعلنت بوكو حرام مبايعته في 2015. وأفادت شهادات نادرة لسكان أن التجاوزات الجماعية توقفت في المناطق التي بات يسيطر عليها «البرناوي» و«مامان نور» مساعده، الذي يتمتع بخبرة أوسع ويعتبر في بعض الأحيان الزعيم الحقيقي للفصيل. وذكر «جابي سامبو»، الذي ينتمي إلى قبائل «الفولاني» في «شوارام» على بحيرة تشاد أن المقاتلين كانوا في الماضي «يهاجمون مجتمعاتنا ويقتلون السكان ويسرقون أبقارنا ويخطفون نساءنا وأطفالنا ويحرقون بيوتنا». وأضاف «إن (مامان نور) جاء بنفسه في نوفمبر وتحدث إلى القرويين، وقال لهم إنهم أحرار في التنقل بلا مشاكل، شرط ألا يتعاونوا مع الجنود الذين يقاتلون جماعته». أما «بالارابا عبد الله»، التي تتحدر من «باغا» وأمضت ثلاث سنوات أسيرة لدى «بوكو حرام»، فتقول: «إن الإعدامات وعمليات بتر الأطراف لمعاقبة الزنى أو السرقة توقفت مع البرناوي». ونوّه «يان سان بيار»، الخبير في مكافحة الإرهاب في «المجموعة الاستشارية للأمن الحديث»، إلى أن الفصيل المنشق يميل إلى التحفظ، ويسعى للحصول على دعم المجموعات المحلية. وأضاف: «إنه ينسج بصبر شبكات حول كل بحيرة تشاد، ليتمركز على الأمد الطويل كما فعل داعش في سوريا والعراق». من جهته، رأى الباحث في معهد الدراسات الأمنية عمر محمود أن الناشطين يواصلون إزعاج قوات الأمن المحلية ليكسبوا تدريجياً في القطاع العملاني والقدرات، عبر سرقة مزيد من أسلحتها. وأضاف أن الفكرة هي إقامة «ملاذ آمن ودائم»، بعدما طرد من جزء كبير من الأراضي خلال هجمات مضادة تشنها جيوش المنطقة منذ 2015. ويرى «أبوبكر أماندي»، مسؤول نقابة صيادي السمك في ولاية «بورنو»: «إنهم يظهرون وجهاً أكثر إنسانية، لأن ذلك يناسب أجندتهم فقط». وأضاف «إن فصيل البرناوي يقوم أيضا بالقتل ببطء، بالتجويع عبر نهب المؤن الغذائية للناس». وتابع «إن المتمردين قتلوا مئة رأس ماشية تعود إلى أحد المربين من قبيلة الفولاني، عقاباً له لأنه باع رؤوس ماشية إلى خصومهم»، وجلدوا صياد سمك لأنه أراد بيع ما جمعه في قريته بدلاً من تسليمها إلى مقر قيادة الجماعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©