الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ثلاثون عاماً على إنقاذ حي آر ديكو في ميامي بيتش

6 يونيو 2009 01:01
يعد الحي المبني على طراز «ار ديكو» في ميامي بيتش في ولاية فلوريدا الأميركية أحد أكبر المناطق المبنية على هذا النسق الهندسي في العالم. والذي أنقذته السلطات الأميركية بتصنيفه معلماً تاريخاً قبل ثلاثين عاماً بينما كانت تنهشه الجريمة وسيف الهدم موجهاً إليه. وبفضل مجموعة تقودها باربرا بايير كابيتمان، التي تتحدر من شيكاجو والشغوفة بطراز «ار ديكو»، صارت هذه الأبنية اعتباراً من مايو 1979 تحظى بالحماية وتتمتع بقيمة وطنية، مما مكن المدينة من النهوض مجدداً. وتشكل مئات الفنادق والمنازل والعمارات التي بنيت في ثلاثينات وأربعينيات القرن الماضي مجموعة فريدة في العالم تضم 700 مبنى، يدين لها حي «ساوث بيتش» بشهرته. ويتساءل باري تشايس وهو رئيس «مؤسسة المحافظة على هندسة ميامي المعمارية» (ام دي بي ال) «ماذا كان سيحل بـ»ساوث بيتش» لو تم هدم ابنية ار ديكو ؟». ويقول بفرح «سمحت المحافظة على الحي لساوث بيتش بأن يصير قبلة السياحة والموضة والمشاهير والفنون والثقافة والحياة الليلية ويستقطب الكثير من السكان أيضاً». وشيد الحي كرمز لقدرة ميامي على النهوض من الكساد الكبير في ثلاثينات القرن الماضي. وفي تآلف مع الظروف الاقتصادية حينها، تم اعتماد هندسة بسيطة الخطوط تتضمن زوايا وزينة محدودة على أسلوب «ار ديكو» الذي بزغ في فرنسا في منتصف العشرينات من القرن العشرين. وغدا الحي الواقع في ميامي بيتش المحاذية لمدينة ميامي، أحد اسوأ الامكنة في المدينة مع استحالة الدخول اليه عند حلول الظلام. وكان عدد قليل من الناس يتخيل أن المحافظة عليه ستؤثر على نحو حاسم في مستقبل ميامي. وتؤكد ماري ايرنانديث وهي إحدى المسؤولات في «مؤسسة المحافظة على هندسة ميامي المعمارية» أن «الفضل في كل ما ساهم في نجاح ساوث بيتش يعود الى المحافظة» على الحي. واجتذبت هذه الأبنية التي تذكر بالآلات الصناعية الضخمة أو بمقدمات السفن اعتباراً من العام 1981 الفنان اندي وارهول الذي أتى من نيويورك لدراسة كل تفصيل فيها، لتكتسب بعد ذلك رويدا رويدا قيمة عقارية هائلة. وانقض عارضو الأزياء والفنانون والمصورون ومخرجو السينما لشراء الأبنية القديمة فيها. وكان هولاء أيضا وراء انتشار ما يعرف بـ»بوتيك هوتيلز» وهي فنادق مستقلة تجاري العصر هندستها الداخلية عالية الجودة، فضلا عن مجموعة من الحانات والمقاهي على الشارعين الرئيسيين الموازيين للمحيط وهما جادة كولينز وجادة أوشن درايف. وتحول الحي إلى نوع من متحف هندسي في الهواء الطلق وطبع منطقة ساوث بيتش بأسلوبه، وصار رمزاً أميركياً يصور في أفلام عدة، ويجتذب ملايين السياح. وساهم تصوير المسلسل التلفزيوني الشهير في ثمانينات القرن العشرين «ميامي فايس» الذي لعب فيها دون جونسون دور شرطي يطارد المجرمين، في تعزيز جاذبية المكان، فضلاً عن مجيء المشاهير اليه كمثل مادونا. وتقول ماتي إيريرا بوير، وهي رئيس بلدية ميامي بيتش إن الحي هو في قلب وروح ساوث بيتش. «وهذه الذكرى هي فرصة لإعادة اكتشاف إرث ار ديكو الخاص بنا». وشأنها في ذلك شأن سكان كثر، لا يمكن لهذه الأميركية من أصل كوبي أن تصدق أن متظاهرين كانوا يجوبون الشوارع قبل ثلاثة عقود مطالبين بهدم هذه الأبنية «البشعة» لاستبدالها بناطحات سحاب قبالة البحر.
المصدر: ميامي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©