الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قاتلة··· ديمقراطية موجابي

28 ابريل 2008 02:33
الكلمات باتت قاتلةً في زيمبابوي اليوم، فكلمات كـ''الفائز'' و''إعادة الفرز'' و''الخيانة'' و''الديمقراطية'' كلماتٌ تحمل معها الأشواك والمتفجرات في وقت تتواصل فيه معاناة الزيمبابويين على يد نظامٍ سلطوي لا يملك حس التناسب أو التوقيت، وديكتاتورية بدون ضمير· في البداية قالوا لنا إن حزب ''حركة التغيير الديمقراطي'' ليس هو الفائز في انتخابات التاسع والعشرين من مارس، وكانوا يتوقعون من العالم أن يصدق أن النتائج ليست مكتملة فحسب، وإنما خاطئة على نحو ما؛ ذلك أن ''الفائز''، حسب نظام ''روبرت موجابي'' يعني أن ''حركة التغيير الديمقراطي'' جمعت أصواتا لا حق لها فيها، وأن حزبه إنما خسر بسبب الطرق غير النزيهة فقط، وهو ما يتجاهل الواقع ويناقضه؛ والحقيقة أنه إذا كان ثمة حزب قد حُرم من الأصوات عبر الطرق غير النزيهة، فهو ''حركة التغيير الديمقراطي''، غير أن ''إعادة الفرز'' في زيمبابوي اليوم تعني ''التلكؤ من أجل كسب مزيد من الوقت''· لقد بات التهديد وحشو صناديق الاقتراع ممارسةً مألوفة من قبل حكومة ''موجابي''، إذ لم يجد النظام حرجا في المطالبة بإعادة فرز الأصوات في وقت لم يفرَج فيه بعد عن النتائج بشكل كامل، وهو ما يثير عددا من الأسئلة حول أسس ومبررات إعادة الفرز، ففي المرحلة المتوترة التي أعقبت الانتخابات، وُصف الأشخاص الذين تصرفوا وفق قناعاتهم وصوتوا وفق ما تمليه عليهم ضمائرهم، على أمل إقامة ديمقراطية حقيقية، بأنهم يمثلون تهديدا للدولة، وهدد المسؤولون الحكوميون المذعورون الناخبين الذين يُعتقد أنهم أدلوا بأصواتهم لصالح حزبي، واليوم، مازال عدد الإصابات في ارتفاع· لم أسلم أنا أيضا من الاتهام بالخيانة، ولكن ''الخيانة'' هنا تعني أنني غير قادر على العودة إلى الوطن خوفا على حياتي، غير أنه إذا كنت معتادا على هذه الأنواع من التجاوزات والانتهاكات التي يقوم بها نظام موجابي، فإنه لا يمكننا أن نسمح بإخفاء الحقيقة، فـ''موجابي'' يحاول الترويج للفكرة القائلة بأن هذه الانتخابات ديمقراطية وبأن زيمبابوي ديمقراطية ناجحة، ولكن دعونا نلقي نظرة قريبة على الديمقراطية وفق الطريقة الموجابية: إنها ''ديمقراطية'' أصوات تم الحصول عليها عبر العنف والتهديد وهي ''ديمقراطية'' حيث تمثل الحرية شعارا باهتا يتم تحريكه والتلويح به بين الحين والآخر فوق رؤوس شعب يعاني، وليس الأساس الحقيقي لبلد حر، وهي ''ديمقراطية'' تقوم على انتهاكات حقوق الإنسان والفساد والإنكار والظلم وقتل الأبرياء· إن ''ديمقراطية موجابي'' صدفة جوفاء فارغة، و''الديمقراطية'' في زمبابوي، كما يراها هو، تعني ''نكران الحقيقة''، ولذلك، فينبغي على العالم أن يعرف أن ثمة أزمة شاملة في ''زيمبابوي''، غير أن الرئيس الجنوب أفريقي ''تابو مبيكي'' يحاول للأسف إنكار هذه الحقيقة على الرغم من كل الأدلة التي تفيد بالعكس، والحال أنه بالنظر إلى مكانته كزعيم للقوة الرئيسية في المنطقة، فإن رؤية ''مبيكي'' للأشياء تدعم وتكرس عدم التحرك ليس في افريقيا فحسب، وإنما أيضا في أماكن أخرى من المجتمع الدولي· بيد أنه لحسن الحظ، ثمة أشخاص حكماء داخل الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا وأماكن أخرى يحاولون تهميش الأفكار المغلوطة التي ينشرها ''مبيكي'' وتسفيهها في وقت ما زال فيه الأمل يحدو أولئك الذين يكافحون من أجل رؤية ديمقراطية حقيقية في زيمبابوي أن تُستبدل الدبلوماسية الهادئة بمقاربة أكثر نشاطا وفعالية· وبينما تولد هذه العملية الدبلوماسية مزيدا من النقاش والتقييم، لا يسعنــا نحن الأشخاص الذين ندعم الديمقراطية في ''زيمبابوي'' إلا أن نأمل أن تنكشف أفعـــال نظــام ''موجابي'' وتُظهر حقيقتها: أي أنها لا تعدو كونها مجرد هجوم على الديمقراطية نفسها· مورجان تسفانجيراي زعيم حركة التغيير الديمقراطي المعارضة في زيمبابوي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©