الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دراسة: الإمارات مؤهلة لتصدر المراكز العالمية الرئيسية للشحن الجوي

دراسة: الإمارات مؤهلة لتصدر المراكز العالمية الرئيسية للشحن الجوي
23 فبراير 2013 22:26
مصطفى عبدالعظيم (دبي) - يؤسس النمو القوي لمناولة البضائع لمطار دبي الدولي وأبوظبي الدولي لتأهل الإمارات لتصدر المراكز العالمية الرئيسية للشحن الجوي، كما يرسخ دورها كلاعب عالمي للشحن الجوي والخدمات اللوجستية، وذلك مع تعاظم جاذبيتها كمركز تجاري ومقر للشركات المحلية والدولية المتخصصة في القطاع، بحسب دراسة صادرة عن غرفة تجارة وصناعة دبي. وقالت الدراسة «إن النمو المتواصل في حجم مناولة البضائع المنقولة في مطار أبوظبي ومطار دبي خلال العام 2012، يشير إلى زيادة الأهمية التي تتمتع بها الدولة في هذه الصناعة». وأشارت الدارسة التي حصلت «الاتحاد» عليها، أن مطار دبي ومطار أبوظبي حققا نمواً قوياً في حجم مناولة البضائع المنقولة، حيث بلغت في مطار دبي حوالي 193,2 ألف طن في سبتمبر الماضي بزيادة قدرها 9,1% مقارنة بنفس الفترة من العام 2011. مناولة البضائع وبحسب الدراسة، بلغ حجم مناولة البضائع بمطار دبي خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر من العام الماضي نحو 1,67 مليون طن بزيادة قدرها 3,7% مقارنة بنفس الفترة من العام 2011. كما ارتفعت مناولة الشحنات في مطار أبوظبي في سبتمبر 2012 إلى 48,5 ألف طن، بزيادة 25%، مقارنة بنفس الشهر من العام 2011. وتنسجم هذه النتائج مع تقارير اتحاد النقل الجوي العالمي «اياتا» والتي تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتفوق على المناطق الأخرى في أنحاء العالم خلال العام الماضي، حيث ارتفع حجم مناولة البضائع المنقولة جواً بالمنطقة بنسبة 14,4% خلال الفترة يناير إلى أكتوبر 2012، مقارنة بنفس الفترة من عام 2011. ويتراوح نمو الشحن الجوي العالمي بين الثبات والنمو السلبي وذلك باستثناء إفريقيا حيث سجلت نموا بنسبة 5,4%. وقالت الدراسة «ارتفع مؤشر مديري المشتريات الخاص ببنك اتش اس بي سي للإمارات من 53,3% في أغسطس 2012 إلى 53,8% في سبتمبر 2012،»، مشيرة إلى أن هذا الارتفاع يأتي في الوقت الذي سجلت فيه دول أوروبية وآسيوية نتائج تقل عن50,0 حسب نفس المؤشر. الجدير بالذكر، أن الارتفاع المستمر في «الطلبيات الجديدة» وهو أحد المؤشرات القوية والذي بلغ 60,7 يعد الأعلى مستوى منذ يونيو 2011. وقالت الدراسة «قاد النمو القوي في مجال الشحن الجوي عدداً من المحركات التي سوف تستمر في المدى القصير والمتوسط، أبرزها الاستهلاك الخاص الذي قاد الأداء الحالي للاقتصاد الكلي المحلي حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة حجم مناولة البضائع المنقولة جواً». الاستهلاك الخاص فيما تتميز الإمارات بوجود عدد متنام من السكان الشباب يحظى بدخل أعلى من المتوسط، فإنه من المتوقع أن يقود هذا العامل السكاني إلى زيادة الواردات من الأجهزة الإلكترونية والاستهلاكية ذات التكنولوجيا العالية حيث من المرجح أن يتم نقل بعضها جواً، وفقاً للدراسة. وبحسب «بزنيس مونيتر انترناشيونال»، فإن الاستهلاك الخاص في الإمارات سوف يشهد نموا حقيقيا يبلغ 7,0% و10,2% في عامي 2013 و2014 على التوالي. وذكرت مجموعة «هاي»، مؤخراً أن 85% من الشركات في الإمارات قد زادت رواتب موظفيها في عام 2012 وذلك بمتوسط زيادة اسمية قدرها 5,5% في أنحاء الإمارات. وأضافت المجموعة أن الارتفاع المستمر في السياحة في الإمارات، خاصة دبي سيؤدى إلى دعم حجم مناولة البضائع المنقولة جواً في الدولة وقد حقق المطاران الرئيسيان زيادة في أعداد المسافرين في سبتمبر 2012، حيث ارتفعت حركة المسافرين في مطاري دبي وأبوظبي بنسبة سنوية قدرها 12,8% و14,5% على التوالي. وأشارت الدراسة إلى الازدهار الذي يشهده قطاعا الأعمال والسياحة، خاصة أن هذين القطاعين في حاجة إلى استيراد السلع باستخدام النقل الجوي فعلى سبيل المثال يتم استيراد الزهور التي تستخدم في المعارض من شرق إفريقيا. الموقع المحوري قالت الدارسة «إن الموقع المحوري للإمارات تعزز في السنوات الماضية بعوامل كثيرة وليس فقط نقل الركاب جواً، حيث يشير النمو الذي يحققه الشحن الجوي إلى مستقبل متفائل للإمارات، لاسيما وأن لدى شركتي الطيران الرئيسيتين في الإمارات واللتين تحققان نمواً في أعداد المسافرين أقساماً متخصصة للشحن الجوي فلدى طيران الإمارات «سكاي كارجو» ولدى طيران الاتحاد «كريستال كارجو». ولفتت الدراسة، إلى أن ذراع الشحن الجوي لدى الناقلتين لا تتمتعان بوجود طائرات مخصصة للشحن فحسب ولكنهما تقومان بالشحن الجوي كذلك في طائرات الركاب التابعة للشركة الأم، مشيرة إلى توسع الشركتين بصورة مطردة في الأعوام الأخيرة سواء من حيث الأسطول الجوي أو المسارات الجديدة. وتوقعت الدارسة أن يؤدي التحالف الذي تم التوصل إليه بين طيران الإمارات وشركة «كوانتاس» للطيران الأسترالية إلى رفع دبي إلى مستويات عالية جديدة كمركز تجاري عالمي. وقالت الدراسة «تعني هذه الشراكة أن جزءاً معتبراً من المسافرين الأستراليين والأوروبيين وكذلك الشحن الجوي سوف يتم تغيير مساراته ليمر عبر الإمارات»، كما يحقق التحالف نقل مركز رحلات «كوانتاس» الأوروبية من سنغافورة إلى دبي في أبريل 2013 بعد موافقة الجهات المختصة، موضحة أنه بصورة مشابهة، توصلت شركة طيران الاتحاد إلى صفقة مع شركة «فيرجن» الأسترالية تمتلك بمقتضاها 10% من أسهم الشركة. المركز العالمي وأشارت إلى أن دولة الإمارات تسعى بنشاط إلى أن تصبح المركز العالمي الرئيسي للشحن الجوي وقد استمرت نحو تحقيق هذا الهدف، ويقف تطوير دبي لـ «دبي وورلد سنترال» شاهداً على هذا الهدف. وتعتمد خطة البناء على إقامة مدينة تزود المطار فيها بكافة متطلباته حيث يعزز ذلك من وضع دبي كمركز عالمي للتجارة والأعمال والطيران، وتحتوي «دبي وورلد سنترال» على مركز ضخم للخدمات اللوجستية وكذلك مطار آل مكتوم الدولي الذي افتتح في عام 2010 والذي يسعى لأن يصبح أكبر مطار للشحن الجوي في العالم. وسوف يتم ربط هذه المراكز بواسطة ممر دبي اللوجستي مع ميناء جبل علي الميناء الإقليمي الرائد للشحن من سفن إلى أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويؤكد تكامل الأنظمة في الإمارات، قيام أبوظبي بتطوير منطقة خليفة الصناعية وميناء خليفة الجديد حيث سوف يدعمان الشحن الجوي في»دبي وورلد سنترال»، وسوف تستخدم المنشآت الموجودة لتكمل الاستثمارات الجديدة. وبحسب «بزنيس مونيتر انترناشيونال» فإنه يتوقع أن يشهد مطار دبي الدولي نمواً في طاقة مناولة البضائع إلى 3,2 مليون طن بحلول عام 2018، فيما أدى افتتاح مبنى الشحن الجوي الضخم بمطار دبي الدولي في عام 2008 إلى زيادة قدرة المطار على مناولة البضائع المنقولة جواً بحوالي 1,2 مليون طن. ويتوقع أن ترتفع طاقة المبنى إلى 1,5 مليون طن في العام عبر إضافة 30 ألف متر مربع وإعادة تجديد الصالة «أ» الموجودة وبوابة الشحن «1»، وبمجرد اكتمال منشآة الشحن الجديدة سوف يمكن مناولة 400 ألف طن في السنة، بما يعادل 60% من الشحنات المنقولة بين مطار دبي الدولي ومطار آل مكتوم الدولي. الشحن الجوي توقعت الدارسة أن تحافظ قطاعات الشحن الجوي في الإمارات على نمو دائم خلال الأعوام المقبلة، مع استمرار الاستهلاك الخاص والاستثمار في الأعمال، بالإضافة إلى السياحة في دفع الطلب المحلي على الشحن الجوي نحو النمو. وأوضحت أن تحدي القطاع على المدى القصير يتمثل في إدارة خدمات الإضافات الجديدة للسعة التشغيلية، فضلاً عن المنافسة الإقليمية على المدى المتوسط والطويل، والتي تعتمد على طموحات الدول المنافسة. واختتمت الدراسة بالقول «في ضوء التحسينات الأخيرة في السعة التشغيلية، فإن الإمارات في وضع يؤهلها لاستمرار سيطرتها كمركز إقليمي ودولي في مجال الخدمات اللوجستية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©