الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

النصر يتأرجح بـ«الوسط» في موسم المعاناة

النصر يتأرجح بـ«الوسط» في موسم المعاناة
6 يونيو 2009 01:07
دخل فريق النصر موسم 2008 /2009 بطموحات كبيرة في سنة أولى احتراف لكنه خرج منه بمعاناة كبيرة أسفرت عن استهلاك مدربين ومجلسين للإدارة ومديرين للفريق وعدد ليس بقليل من اللاعبين الأجانب والمحليين. وبعد أن كان الاستقرار الفني سمة رئيسية في فترة بداية الموسم بوجود المدرب الكرواتي لوكا والذي كان قد تولى المسؤولية من منتصف الموسم الذي سبقه وتولي عيسى جمعة المعتزل حديثاً مسؤولية مدير الفريق، إلا أن المسؤولين بالنادي لم يتوقعوا أن هناك حمماً بركانية قد تندفع في أي لحظة وتطفو بنيرانها على السطح بسبب الاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين الجيدين في صفقات اعتبرها كل النصراوية خاسرة 100 % حيث تم بيع درويش أحمد للعين وخالد سبيل للجزيرة ووليد مراد للوصل وإعارة يوسف موسى لعجمان وعدنان حسين للإمارات مقابل انضمام كل من يوسف عبدالعزيز وعادل نصيب من الجزيرة وعبدالله موسى من العين. ومع مرور الوقت وبدء المباريات، لم يستفد فريق النصر من الصفقات الجديدة وأصبح كل من يوسف عبدالعزيز وعادل نصيب حبيسين لدكة الاحتياطيين ولم يستفد الفريق أيضا من إمكانيات الظهير الأيسر عبدالله موسى فتركه ليتألق مع نادي الجزيرة وليصبح واحداً من أفضل ظهيري اليسار في الدوري إن لم يكن أفضلهم جميعاً. وبرغم الإعداد النموذجي والمكثف، إلا أن المحصلة عمليا كانت «صفر»، وتمثلت في المركز السادس الذي لا يناسب طموحات فريق كبير مثل النصر، ملقب بالعميد. وكان فريق النصر قد أقام في بداية الموسم معسكرين خارجيين، الأول في منطقة جلينا بسلوفاكيا ولعب خلاله ثلاث مباريات فاز في الأولى على فريـق جلينا L.S.C بنتيجة 2/ صفر ثم خسر في اللقاء الثاني أمام منتخب منطقة جلينا صفر/1 واختتم معسكره بالفوز على فريق K. G. S بنتيجة 4/صفر. وبعدها انتقل الفريق إلى معسكر آخر بتركيا استمر ما بين 18 وحتى 30 أغسطس الماضي ولعب خلاله مباراتين، تعادل في الأولى مع فريق أنقرة 1/1 ثم فاز في الثانية على فريق أزمت 3/1. وجاء نجاح العميد في التعاقد مع المهاجم المخضرم محمد عمر وتألقه مع القلعة الزرقاء، ليحفظ ماء وجه العميد النصراوي إلى حد بعيد لكن الجماهير الزرقاء وبعض المسؤولين بل وحتى اللاعبين لم ينسوا المذبحة التي طالت عدداً كبيراً من اللاعبين المتميزين، الذين كان النادي في حاجة إلى جهودهم .. فانفتحت النار وسارت الاتهامات المتبادلة بين المدرب الكرواتي لوكا والإدارة عن الأسباب التي دعت إلى الاستغناء عن هؤلاء اللاعبين ومن المسؤول عن ذلك خاصة عندما ساءت نتائج الفريق وفقد هويته في العديد من المباريات وأصبح عاجزاً عن تحقيق أي فوز على ملعبه، ورغم كل ذلك تاهت الحقيقة ولم يعرف أحد لمن توجه أصابع الاتهام في هذا الملف الشائك. ومع مرور الوقت وخروج النصر مبكراً من بطولة الكأس على يد أبناء خورفكان بعد خسارة العميد مرتين في خمسة أيام فقط على يد الخليج، واحدة في الدوري وفي الثانية تمت الإطاحة به خارج بطولة الكأس، عادت المشاكل تتفجر من جديد حيث طالب البعض برأس المدرب لوكا والبعض الآخر طالب بخروج مجلس الإدارة بقيادة قاضي المروشد من الباب الخلفي. وهنا بدأ المدرب لوكا يبحث في الخفاء عن مخرج من المأزق الذي وقع فيه فأجرى اتصالات سرية مع عدد من الأندية حتى فاجأ النصراوية قبل منتصف الموسم مباشرة بطلب الرحيل وكان عقده جاهزا مع أحد الفرق الإيرانية. ورحل لوكا وبعدها بقليل تم تغيير الجهاز الإداري فلحق به عيسى جمعة مدير الكرة وأتى حميد الطاير المشرف على الفريق وعضو مجلس الإدارة بعيسى عبيد مديرا جديدا للكرة ومعه عبد الحكيم خميس إداريا. وأدرك النصراوي أن الحل الأمثل في هذا التوقيت يقضي بجلب مدرب يعرف الكثير عن الفريق خاصة وأنهم كانوا في سباق مع الزمن، وهداهم تفكيرهم إلى التعاقد مع المدرب الألماني فرانك باكلسدورف والذي سبق له تدريب الفريق عام 2005. وشهدت القلعة الزرقاء حراكا كبيرا قبل بداية الموسم الكروي على أمل جلب لاعبين أجانب متميزين وكذلك عقد صفقات ناجحة من اللاعبين المواطنين وبالفعل تم التعاقد مع الإيراني معدنجي والذي تألق مع فريق الشعب في الموسم قبل الماضي وتم جلب المدافع الدولي الإيراني محمد نصرتي. وعلى مستوى الصفقات المحلية تم التعاقد مع النجم الهداف محمد عمر والحارس عبدالله موسى القادم من النادي الأهلي وكل من عادل نصيب ويوسف عبد العزيز من الجزيرة وسالم زايد من الوحدة وفي المقابل غادر القلعة الزرقاء كل من درويش أحمد ووليد مراد وخالد سبيل ويوسف موسى وعدنان حسن. باكلسدورف: الوقت ظلمنا والأجانب خذلونا قال الألماني باكلسدورف مدرب الفريق عن تقييمه لمستوى الفريق خلال الموسم واحتلاله للمركز السادس في جدول الدوري: لقد توليت المسؤولية في ظروف صعبة حيث كانت معنويات اللاعبين هابطة لخروجهم من بطولة الكأس وعدم إيجاد هويتهم بين الفرق. وكان الأمر يحتاج إلى عمل شاق نسابق فيه الزمن وعلى مختلف الاتجاهات والأصعدة، وكانت البداية تكمن في ضرورة وضع الضوابط التي سينطلق منها العمل. أضاف: كانت رغبة اللاعبين واستجابتهم عالية، الأمر الذي سهل علينا الكثير من الأمور وبعدها لعبت على وتر التركيز على ارتفاع معدل اللياقة البدنية حتى يتسنى للاعبين تنفيذ المهام الخططية . ووضعنا أولويات كبيرة لعملية الانضباط التكتيكي ونجحنا في عمل توليفة من اللاعبين أصحاب الخبرة مع الشباب واستنفار حماس اللاعبين وحث الأجانب على تقديم كل ما لديهم وإحداث الفارق، كونهم يتمتعون بخبرات تفوق اللاعبين المحليين لكنهم لم يقدموا المرجو منهم. وفي الوقت الذي بذل فيه اللاعبون المواطنون جهودا كبيرة فبدأت شخصية الفريق تعود من جديد مع بعض الانتصارات التي كانت ترفع من معنويات اللاعبين وبدأ وضعنا يتحسن تدريجيا في جدول المسابقة ووصلنا إلى المركز الرابع ثم تراجعنا حتى استقر بنا الأمر في المركز السادس وهو مركز لا يليق بطموحاتنا بالطبع لكنه يتناسب مع الظروف التي مر بها الفريق منذ بداية الموسم. حميد الطاير: منح الصلاحيات للمدرب لم يكن أمراً صائباً أكد حميد الطاير عضو مجلس إدارة نادي النصر والمشرف على فريق الكرة أن عملية الاستغناء التي تمت عن اللاعبين كانت خاطئة 100% لأن الفريق كان بحاجة إلى مجهوداتهم خاصة وأن أغلب الصفقات المحلية التي تمت لم تحقق طموحات القلعة الزرقاء. وقال : الفريق مر هذا الموسم بعدة مراحل، أولاها تكمن في التعاقد مع المدرب الكرواتي لوكا، وهي المرحلة التي سبقت الموسم الكروي وتعدته لمنتصف الموسم الذي سبقه، وأنا شخصيا أرى أن مرحلة لوكا كانت ممتازة لأنه نجح في عودة الفريق إلى طريق الانتصارات بالإضافة إلى نجاحه في إظهار مخزون اللاعبين. أما المرحلة الثانية والتي تتعلق بعملية الاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين سواء عن طريق البيع أو الإعارة فإنني أراها قرارات خاطئة ظهرت آثارها في تأثر الفريق بخروجهم وأصبح هناك تبادل للاتهامات بين الإدارة ولوكا حول صاحب هذا القرار الخاطئ . أما المرحلة الثالثة فهي تتعلق بإعطاء المدرب لوكا للصلاحيات الكاملة دون محاسبة وكانت مرحلة خاطئة أيضا أثرت على مسيرة الفريق بشكل سلبي. وتأتي المرحلة التالية - والكلام للطاير- والتي تعلقت بالتعاقد مع المدرب الألماني فرانك باكلسدورف والتي كانت صعبة في بدايتها لكن يحسب للمدرب شجاعته وإمساكه بزمام الأمور لأن الفريق كان في وضع سيئ، وأعتقد أنه نجح في عمل توليفة جيدة من اللاعبين بمساندة مجلس الإدارة وفي نفس الوقت كنا نخطط معه للموسم القادم والمستقبل القريب، ولذلك أعتقد أنها كانت مرحلة ناجحة استطعنا من خلالها تحقيق أهدافنا وفق الظروف التي مر بها الفريق وحصلنا على المركز السادس بالدوري وهو شيء ليس بالبسيط في ظل التراكمات السريعة والمؤثرة التي عاشها الفريق خلال فترة قصيرة.. صحيح كنا نهدف إلى تحقيق المركز الرابع حتى يتسنى لنا المشاركة في إحدى البطولات الخارجية لكن الظروف المحيطة لم تساعدنا على تحقيق ذلك. وعن اللاعبين الأجانب قال الطاير: لم يظهروا بالمستوى الفني الذي توقعه النادي لكنهم تعاملوا باحترافية كاملة ولم تظهر لهم أي مشاكل وكانوا على مستوى المسؤولية من ناحية الانضباط والمواظبة على المران والتعاون مع الإدارة، وبالنسبة للمستوى فإن هناك لاعبين كثيرين يذهبون للأندية ولا يحالفهم التوفيق. وأشار إلى أن هناك أندية صرفت مئات الملايين ولم تحقق أي بطولة وأخرى صرفت ربع هذه المبالغ وحققت بطولة لكن لا أحد يستطيع أن يلومهم كونهم اجتهدوا وأعطوا لدورينا طعماً ولا أحد يستطيع أن ينكر جهودهم. كاظم علي: باكلسدورف أصلح ما أفسده «الدهر» قال كاظم علي نجم فريق النصر إن الفريق كان في وضع سيئ مع بداية الموسم بسبب القرارات التي اتخذها المدرب الكرواتي السابق لوكا خاصة فيما يتعلق بالتفريط في عدد ليس بالقليل من اللاعبين الجيدين والمؤثرين في الفريق حيث كان من المفترض أن يتعاقد الفريق مع من هم أحسن منهم لكن هذا لم يحدث، كما أن التقلبات التي صاحبت مسيرة الفريق في الدوري من تغيير مجلس الإدارة وكذلك تغير المدرب وأيضا تغيير بعض الأجانب واللاعبين المواطنين.. كل هذه الأمور خلقت حالة من عدم الاستقرار الذي أثر بالطبع على الفريق لكن الأمور بدأت تنصلح مع استلام الكابتن حميد الطاير لمسؤولية الفريق مع التعاقد مع المدرب الألماني باكلسدورف الذي أعاد الاستقرار للفريق ومن ثم هيبته حيث وضع لائحة تحتوي على الثواب والعقاب فكانت حافزا قويا لكي يقدم كل لاعب أفضل ما لديه. أضاف كاظم: اللاعبون الأجانب لم يظهروا بالمستوى الذي يليق بسمعة نادي النصر وطموحاته رغم أن الإيراني معدنجي قدم موسماً ولا أروع مع الشعب قبل مجيئه إلى النادي ناهيك إلى عدم نضج بعض اللاعبين الشباب الأمر الذي جعلنا نعيش فترة لم يستقر فيها الفريق على تشكيلة وعندما استقرت الأمور مع المدرب باكلسدورف بدأت النتائج الإيجابية تعود إلى الفريق بالإضافة إلى الأداء الطيب. وعن تأخر تحقيق أول فوز على ملعبهم إلى الأسبوع 17، قال: إنه شيء عجيب لا نعرف له سببا وسنسعى جاهدين لعدم تكرار مثل هذا الشيء في الموسم القادم الذي سوف تختلف فيه طموحاتنا وسنبذل قصارى جهدنا حتى يعود العميد إلى الواجهة والمنافسة على البطولات، حيث بدأ النادي في عقد صفقات ناجحة سواء على مستوى الأجانب أو اللاعبين المحليين، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الاستقرار يعود للفريق مبكراً مع بداية التجمع ومعسكر الإعداد الخارجي. خالد إسماعيل: «المذبحة» أكبر غلطة تحدث خالد إسماعيل نجم فريق النصر في الثمانينيات والتسعينيات وصاحب هدف المنتخب الوطني في مرمى ألمانيا في كأس العالم التي أقيمت في إيطاليا عام 1990 فقال: ما حدث في الفريق مع بداية الموسم الكروي كان يحتاج إلى وقفة حادة وصارمة مع المدرب الكرواتي لوكا والمسؤولين عن الاستغناء وبيع حوالي 12 لاعباً. أضاف أن ذلك كانت له آثاره السلبية على أداء الفريق ومشواره ببطولة الدوري، وكنت أول من انتقد هذا الوضع رغم اعتراض البعض على ذلك وبعد ذلك تراجع أداء الفريق ونتائجه واضطروا إلى الاستغناء عن المدرب لوكا. ويقول خالد إسماعيل: الخطأ الأكبر كان يكمن في إعطاء إدارة النادي صلاحيات كاملة للمدرب ليفعل ما يشاء دون متابعة أو محاسبة أو رقيب، وقد تدارك النادي الأمر قبل فوات الأوان عندما تعاقد مع المدرب الألماني باكلسدورف الذي نجح في إعادة بعض الشيء من النتائج والأداء للفريق حيث تحسنت الصورة نسبياً، لكن إذا أراد فريق النصر المنافسة في الموسم القادم على البطولات فلابد أن يجلب لاعبين محليين على مستوى لا يقل عن اللاعبين الذين باعهم في الموسم الماضي إن لم يكن أفضل. وتطرق خالد إسماعيل إلى نقطة أخرى مهمة عندما قال: لابد من التعامل النفسي مع بعض اللاعبين الذين يقدمون للفريق ويحتاجون إلى الكثير من التفاهم معهم والنزول إلى عقليتهم لأن المدرب الناجح والنادي الناجح هو الذي يعرف كيف يتعامل مع نجومه وهذا لا يعني أن يكون هناك تنازل عن المبادئ والنظام والانضباط وغير ذلك. ومضى: كما لابد من الإدارة الجديدة للنادي أن تضع أكثر من استراتيجية بحيث تكون هناك مرونة في عملية الإصلاح عندما تخرج إحدى الاستراتيجيات عن الأهداف المخطط لها، كما لابد من المتابعة والتنفيذ بشكل جيد واختيار العناصر القادرة على القيام بهذا العمل على أكمل وجه، ولابد أيضا من إجراء عمليات تقييم مستمرة حتى لا نترك الأمور تسير في الاتجاه الخطأ دون إصلاح في الأوقات المناسبة. وقال أيضاً: هناك عيوب كثيرة في القاعدة الكروية بنادي النصر تحتاج إلى الإصلاح والنظر إليها بعين الاعتبار، وكذلك بالنسبة لمهمة الإداري الميداني، فعلاج مثل هذه الأمور وفتح قنوات جيدة مع الأندية الأخرى، وكذلك الإعلام الرياضي بجانب التحضيرات الجيدة والاختيار الجيد للاعبين سواء الأجانب منهم أو المواطنين، من الأمور الأساسية لأي فريق يسعى للمنافسة على البطولات.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©