الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فلسطيني يطور نظاماً لتقطير المياه وجزائرية تعلم الأطفال الفقراء اللغات

فلسطيني يطور نظاماً لتقطير المياه وجزائرية تعلم الأطفال الفقراء اللغات
31 مارس 2017 15:18
دبي (الاتحاد) نجحت مبادرة «صناع الأمل» في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من الشباب العربي الذين يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي، إذ تلقت المبادرة أكثر من 50 ألف قصة أمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشاريع ومبادرات يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم. وتستعرض المبادرة بعض قصص صناع الأمل التي تفتح نافذة أمل وتفاؤل وإيجابية في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج. وطور خالد بشير، من دير البلح في فلسطين، مستفيداً من دراسته وتعاونه في مجال الأبحاث مع جامعات في الولايات المتحدة الأميركية وجامعة ماكغيل في كندا ، نظاماً مبتكراً لتقطير المياه باستخدام الطاقة الشمسية، معتمداً على أدوات ومواد بسيطة متوفرة محلياً، كالخشب، سواء أكان جديداً أم مستعملاً، والمواد العازلة (مثل التبن أو العشب الجاف) والبلاستك، وذلك للحصول على ماء عذب صالح للشرب، أياً كان المصدر الأصلي للمياه، وبصرف النظر عن درجة تلوثه، بحيث يسهل تصنيع هذا الجهاز وتركيبه في البيت، كما أن طاقة الجهاز الإنتاجية من المياه، ودرجة حرارة المياه التي يمكن الحصول عليها تجعله عملياً لدى أي أسرة. ولم يكتف خالد بتعميم الفكرة، أو بتعليم الناس كيفية بناء المقطر الشمسي، بل أشرف بنفسه على بناء العديد من المقطرات، مقدماً خدماته بالمجان خاصة للفقراء والمحتاجين. دنيا زاد في التاسعة عشرة من عمرها، كانت دنيا زاد تبحث عن الأماكن الفقيرة في الجزائر وتسافر إليها لتعلم الصغار اللغة الإنكليزية والكتابة والقراءة. وكانت جولاتها التطوعية تستمر بين 10 إلى 15 يوماً، تجوب خلالها مختلف مناطق الجزائر بمفردها، لتعزيز وعي الأطفال ودفعهم للاستمتاع بالحياة والبحث عن مكامن الفرح فيها من خلال التعليم بأسلوب ترفيهي بسيط وممتع. وعلى الرغم من أن التنقل المستمر للعائلات بين المناطق بسبب ظروف العمل أو سواها قد يؤثر سلباً في نشأة الأطفال، إلا أنه كان سبباً في تغيير حياة الطفلة الجزائرية دنيا زاد التي عرفت أن العالم يأوي عدداً كبيراً من المحرومين والذين يحتاجون إلى المساعدة والتعلم والتواصل والدعم، فقررت التطوع لتقديم يد المساعدة داخل الجزائر وخارجها وهي في عمر الـ 17 عاما فقط. يقول والد دنيا إن التنقل بين المناطق الجزائرية زاد من ثقافة ابنته الحياتية، ودفعها لاستكشاف أمور كانت تبدو محبطة للأطفال في سنّها. لكن دنيا استغلت وقت فراغها بالتطوع في مجالات عدة، على رأسها تعليم اللغات، فدنيا تتقن العربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإندونيسية والتركية. انتقلت دنيا زاد إلى تركيا وبعدها إلى إندونيسيا لاستكمال دراستها الجامعية العليا، إلا أن ذلك لم يمنعها من خدمة المجتمع. هناك اكتشفت آفاقاً أخرى للتطوع، فساهمت في نشر وإحياء اللغة العربية وتعليم الإنكليزية في العديد من مناطق إندونيسيا النائية والجزر المعزولة في المالديف، كجزيرة رانالهي. خديجة العلوي بعدما رزقها الله طفلة، اكتشفت خديجة العلوي، من مدينة أزرو في المغرب، أن مولودتها مصابة بالشلل الدماغي، وهو نوع من أنواع الإعاقة التي تحدث نتيجة لتلف في مراكز التحكم في الحركة داخل الدماغ في مرحلة النمو، الأمر الذي يؤثر على المصاب ذهنياً ويسبب عجزاً في أجزاء مختلفة من الجسم مرتبطة بأداء الوظائف الحركية، حيث يحتاج الطفل إلى رعاية طبية خاصة. لم تكن خديجة تعرف أي شيء عن هذا المرض، أو كيفية التعامل معه، كما لم تكن لديها الإمكانيات المادية الكافية للاهتمام بابنتها. أدركت خديجة أنها تستطيع أن تقوم بشيء، فبعد ثلاث سنوات من البحث والاستقصاء، ومن خلال إمكانات متواضعة، أسست جمعية متخصصة لاستقبال الأطفال المصابين بالشلل الدماغي. شكّلت الجمعية، التي حملت اسم «وليداتنا»، حبل نجاة للعديد من العائلات التي لديها أطفال يعانون المشكلة ذاتها. البداية كانت مع ستة أطفال، ثم ارتفع العدد إلى 28، وهو ما استدعى البحث عن دعم من أفراد أو جهات خيرية، وهو أمر لم يكن متاحاً كفاية أو طول الوقت. وفي خضم انشغال خديجة بالجمعية والسعي إلى توسيع نطاق خدماتها لتشمل أكبر عدد من المحتاجين من عائلات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، توفيت ابنتها التي لم تتم عامها السادس. خسارتها كانت فادحة بالتأكيد، ومع ذلك لم تسمح لحزنها على رحيل صغيرتها أن يثنيها عن مواصلة رسالتها الإنسانية. باتت جمعية «وليداتنا» مفتوحة لكل طفل في المدينة سُدت في وجهه أبواب الأمل والرجاء. في الأثناء، ظلت خديجة تجاهد لتطوير نشاط الجمعية من خلال تضمينها حضانة للأطفال تحت سن 6 سنوات، وقاعة لتنمية مهارات الأطفال فوق 6 سنوات ممن تسمح لهم إعاقتهم بالتواصل، إلى جانب تخصيص حصص أسبوعية للتدريبات الحركية للأطفال تقوم بها معالجة مختصة. مؤخراً، عمدت خديجة إلى إيقاف عمل الجمعية مؤقتاً، بسبب نقص الحد الأدنى من الدعم المادي، الأمر الذي سبب حزناً كبيراً للأهالي. أمهات كُثُر بكين بحرقة، معبِّرات عن خشيتهن على مستقبل صغارهن، خاصة وأن معظمهن ينحدر من بيئات فقيرة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©