صاحب السوء

وثقت بمن وثقت، وصاحبت من صاحبت ولكن لم أسال نفسي يوما من يكون صديقي الحقيقي حقا! لم أسأل نفسي هل للصحبة خيطا!! وهل الأصدقاء صناديق مغلقة لا ندركها إلا في وقت المحن والتجارب !! صديقي يا من وثقت به وتخليت عمن تخليت لأجله، فبصفاتك وشخصيتك جذبتني، وجعلتني لا أنظر إلى جوهرك الحقيقي!! أبعدتني عن فهم جوهرك ·· وليس مظهرك ·····آه ···آه يا من أبعتني عن صفاتي وقيمي ، وأخلاقي التي عرفني بها أحبابي ،أعميتني يا رفيق السوء ، أبعدتني عن أجمل شيء في حياتي ودنياي عن وقت ملكته وتربيت عليه منذ صغري· أحسست بالراحة والأمان والسلام كلما لجأت إليه، كلما توجهت قاصدا الهدى والغفران··أعميتني عن ذكر ربي وعن وقت صلاتي· لماذا فعلت ما فعلت ! لم تكن صديقي وإنما عدوي ضللتني بصفاتك وشخصيتك وطمعت بي لطيبتي وحسن نيتي، طمعت بي لشعورك بالأمان معي، طمعت بي لثقتك بي لماذا؟ خنتني بصفاتك، آه آه يا صاحب السوء، فلولا رحمة ربي لضعت في الحياة بلا رحمة وانتهيت بلا قيمة أو ذكر، كمن أخذته لذة الحياة يمينا وشمالا كما تعصف الرياح بأغصان الشجر، كنت سأصبح كمن فقد كل شيء وليس له ما يتحسر عليه أو يبكي له أو حتى يفكر لأجله ، لولا كرم ورحمة ربي لما اهتديت، فأسأل الله تعالى أن يحمي كل صديق صدوق لطيف حنون همه كسب الأحبة ، أحمهم من رفاق السوء وإن كثروا وشقوا فأنت يا الله وحدك هاديهم وعاميهم·يا الله لا تترك أصحابي يقعون ما وقعت فيه فأني والله أعزهم ·· فماذا بعد الندم سوى النداء لرب الكون والسماء، فما كتبته لم يكن إلا تذكيرا للأصدقاء للحذر من رفقاء السوء وإن تباهوا بالمظاهر لابد من كشف جوهرهم قبل مصاحبتهم والثقة بهم· رشدية المقبالي