السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا اللاتينية...بداية الاندماج المالي

25 فبراير 2011 22:00
في حين تصدرت عناوين الأخبار هذا الأسبوع عملية الاندماج التي أقدم عليها سوقا الأسهم في نيويورك وفرانكفورت لخلق أكبر سوق للأسهم على مستوى العالم، ظل خبر آخر لا يقل أهمية بعيداً عن التغطية الإعلامية، ولم يتصدر عناوين الصحف مثل سابقه، حيث قررت كل من تشيلي وبيرو وكولومبيا دمج أسواق الأسهم لديها لتشكيل سوق موحدة هي الأولى من نوعها على صعيد أميركا اللاتينية. وتجدر الإشارة إلى أن أسواق الأسهم قد أعلنت مؤخراً في بلدان أميركا اللاتينية الثلاثة تشيلي وبيرو وكولومبيا أنها انتهت من وضع اللمسات الأخيرة على الأوراق اللازمة وأنها ستكون مستعدة للبدء في العمليات المشتركة خلال الأشهر القليلة المقبلة. ويرى المحللون الاقتصاديون أن هذه السوق التي أطلق عليها اسم السوق المندمجة لأميركا اللاتينية والمعروفة اختصاراً باللغة الإسبانية، "ميلا"، ستكون ثاني أكبر سوق مالي في أميركا اللاتينية بعد البرازيل. وعن هذا المشروع الطموح الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، أوضح "خوان بابلو كوردوبا"، رئيس سوق الأسهم الكولومبية في حديث أجريته معه خلال الأسبوع الجاري قائلا: "هناك التزام قوي من قبل البلدان الثلاثة للإطلاق السوق المالية المشتركة في النصف الثاني من العام الجاري"، وسيتم الإعلان عن التاريخ النهائي لبدء العمليات التجريبية خلال الشهر المقبل لاختبار النواحي التقنية والتحقق من السير العادي للسوق قبل الموعد الرسمي لإطلاق السوق المندمجة بعد شهور قليلة، ويضيف"كوردوبا" أن الفكرة من وراء إنشاء سوق مالية تجمع أسواق الأسهم في البلدان الثلاثة هي أنه في عالم تتنامى فيه قوى العمولة بشكل متزايد وتندمج فيه الأسواق الكبرى سيكون من الصعب على الأسواق الصغرى والمتوسطة اجتذاب الاستثمارات ما لم تكن جزءاً من أسواق مالية كبرى على الصعيد الإقليمي. وبالإضافة إلى سوقي نيويورك وفرانكفورت للأسهم أعلنت كل من سوقي لندن وتورونتو اندماجهما، كما أعلنت في هذا السياق أيضاً سوق سنغافورة للأسهم خططها لشراء سوق الأسهم الأسترالية. ورغم النمو المطرد الذي حققته اقتصادات البلدان الثلاثة المندمجة في أميركا اللاتينية وهي بيرو وتشيلي وكولومبيا، فإنها تظل اقتصادات صغيرة بالمقاييس العالمية، لذا فإنه بتوحيد أسواق الأسهم لديها سيسهلون على المستثمرين المحليين والأجانب شراء الأسهم في شركات البلدان الثلاثة المدرجة في البورصة نفسها، وهو ما سيعطي أفضلية لشركات البلدان الثلاثة باستقطاب المزيد من رؤوس الأموال المحلية والأجنبية. وفي هذا الإطار يقول "كوردوبا" إن "الشركات الكولومبية لن تستفيد من المستثمرين المحليين، بل أيضاً من نظرائهم في بيرو وتشيلي، هذا بالإضافة إلى الأموال التي ستتدفق عليهم". أما الميزة الثانية التي ستستفيد منها الشركات المندرجة في السوق الموحدة، فيرى "كوردوبا" أن الشركات الكولومبية "ستنفتح على المستثمرين العالميين لأنه من السهل عليهم الاستثمار في الأسواق الكبيرة والموحدة، بدل التعامل مع أسواق صغيرة غير معروفة". ومن الجدير بالذكر هنا أنه خلافاً لاندماج سوقي الأسهم في نيويورك وفرانكفورت لن يكون الاندماج في أميركا اللاتينية على مستوى الشركات، بل سيقتصر في المرحلة الحالية على اندماج العمليات المشتركة على أن يتم الاندماج بين الشركات نفسها في مرحلة قادمة، لكن اثنين من الأسواق المندمجة وهما سوقا بيرو وتشيلي أعلنتا أنهما سيقومان بخطوة أخرى إلى الأمام تتمثل في اندماج شركاتهم القابضة مع نهاية السنة الحالية. وعن هذا الاندماج يقول رئيس سوق الأسهم الكولومبية "لم نقم بأكثر من تنفيذ الالتزامات التي قطعتها دول أميركا اللاتينية في قممها بضرورة الاندماج المالي والتي ظلت حبراً على ورق لأكثر من خمسين عاماً دون أن تجد طريقها إلى التطبيق، وعندما سألت "ألبيرتو بيرنال"، المحلل الرئيسي بإحدى شركات الاستشارة بميامي عن قدرة هذا الاندماج في أميركا اللاتينية على النجاح قال "بالطبع سيحالفه النجاح لأن الاندماج سيساهم في تطوير الأسواق المالية في البلدان الثلاثة، وإذا ما انضمت المكسيك إلى هذا الثلاثي فإن ذلك سيزيد من دعم الاندماج وضمان نجاحه"، والحقيقة أن الخطوة الأخيرة للدول الثلاث في أميركا اللاتينية جاءت في وقتها المناسب لتواكب التوجه العالمي القائم على التقليل من عدد الأسواق المالية والتضخيم من حجمها، كما أن الدول التي تفتقد لأسواق كبرى، أو ليست جزءاً من مجموعة أسواق مالية مندمجة مثل الإكوادور والأرجنتين ومجموعة دول أميركا الوسطى ستجد صعوبة في اجتذاب رؤوس الأموال، هذا ويشكل الاندماج الأخير لسوق الأسهم في البلدان الثلاثة خطوة على الطريق الصحيح في أميركا اللاتينية التي دأبت على مدى السنوات الماضية على تكرار تصريحاتها حول ضرورة الاندماج المالي وخلق سوق موحدة دون أن تعرف هذه التصريحات طريقها إلى التنفيذ، وقد يساعد الاندماج الثلاثي في فتح المجال أمام انضمام بلدان أخرى لوضع أميركا اللاتينية على خارطة التكتلات المالية على الصعيد العالمي ما سيضمن لها صوتاً مسموعاً في صياغة السياسات المالية الدولية. أندريه أوبنهايمر محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "إم. سي. تي. إنترناشونال"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©