الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عودة تشافيز تثير الأسئلة

23 فبراير 2013 22:38
آندرو روزاتي كاراكاس وصل الرئيس هوجو تشافيز إلى فنزويلا خلال الساعات الأولى من الصباح قبيل فجر يوم الاثنين الماضي، وهو ما دفع أنصاره للخروج إلى الشوارع من أجل الاحتفال، ولكنه ترك كثيرين يتساءلون بشأن المرحلة التالية بالنسبة لرابع أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية. وقد عاد تشافيز، 58 عاماً، إلى البلاد بدون سابق إشعار ولا مراسم بروتوكولية بعد أن أمضى شهرين من النقاهة في أحد مستشفيات كوبا إثر عملية جراحية للعلاج من السرطان. ولكن عودته إلى الوطن لم تكشف سوى عن القليل حول حالته الصحية، ومن المحتمل أن تعيد إطلاق التكهنات بشأن من ينبغي أن يكون في سدة القيادة في ذلك البلد الغني بالنفط. وفي هذا الإطار، قال عمر أبيلا، أمين عام حزب «رؤية فنزويلا» المعارض، في بيان له: «إننا نريد أن نراه ونريده أن يقول لفنزويلا ما هو قراره»، مضيفاً «هل هو قادر على حكم البلاد أم أنه سيتنحى بسبب تدهور حالته الصحية؟». وفي حال استقال تشافيز أو مات، سيؤدي ذلك إلى انتخابات جديدة في غضون 30 يوماً. يذكر هنا أنه كان قد طلب من الفنزويليين، قبل أن يسافر إلى كوبا، الالتفاف حول نائب الرئيس نيكولاس مادورو في حال كانت ثمة حاجة إلى إجراء انتخابات جديدة. ولكن منذ ذلك الوقت لم يعترف أنصاره أبداً بأن «القائد» المريض يمكن أن يتخلى عن السلطة. وعلى رغم ذلك، فإن نوعاً من التحول ربما بات وشيكاً، كما يقول روبرت بوتوم، المحلل ومدير دار النشر «فين- إيكونومي» الموجود مقرها في كركاس. وإذا كان تشافيز قد أعيد إلى البلاد، لأنه أخذ يتعافى فعلاً، يقول بوتوم، فإن الحكومة قد تكون رأت أيضاً أن «حالته تتدهور بسرعة كبيرة إلى درجة أنه لم تعد لدينا حرية التحرك؛ ولذلك، فلنعده الآن قبل فوات الأوان». وللتذكير، فبعد فوزه بولاية إضافية من ست سنوات في أكتوبر، لم يتمكن الزعيم الاشتراكي من الحضور في العاشر من يناير من أجل حفل التنصيب وأداء القسم، لأنه كان يصارع المرض في كوبا. ومع ذلك، فقد حكمت المحكمة العليا بأن يبقى في الرئاسة، على أن يقام حفل التنصيب لاحقاً عندما يعود. وعلى المدى القصير، تعتبر عودة تشافيز إلى الوطن حدثاً يستدعي الاحتفال بالنسبة لأنصاره، وقد تضع المعارضة في موقف صعب لم تكن تتوقعه، كما يقول أوسكار شيمل، رئيس مؤسسة هينتر لايسز لاستطلاعات الرأي. ولكن منتقدي النظام اكتسبوا قوة وجاذبية من خلال اتهامات للحكومة بانتهاك الدستور عبر إصرارها على أن يظل تشافيز في الرئاسة على رغم أنه موجود في كوبا. ويقول شيمل في هذا الصدد: «إن هذا يمثل دعماً للأديولوجيا التشافيزية»، مضيفاً «ولكنه من جهة أخرى يترك المعارضة بدون استراتيجية». وبينما خرج مادورو بعد ظهر الاثنين من المستشفى العسكري حيث يخضع تشافيز للعلاج، قال إن الرئيس «واع سعيد جداً بالعودة إلى وطنه». غير أنه في ما عدا أربع صور نشرت الجمعة، فقد مضى أكثر من 70 يوماً منذ أن رأى الفنزويليون رئيسهم مباشرة لآخر مرة، أو سمعوا صوته، على أن وصوله السري يوم الاثنين لم يزد الطين إلا بلة. والإشعار الأول بأن تشافيز عاد إلى فنزويلا جاء من حسابه على تويتر، الذي كان في حالة سبات طويلة، وجاء فيه «لقد عدنا إلى فنزويلا»، كما قال تشافيز في الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً بالتوقيت المحلي، مضيفاً «الحمد للخالق والشكر للشعب العزيز. إننا سنواصل علاجنا هنا». وفي الماضي، كانت رحلات تشافيز الطبية تشكل موضوع تغطية إعلامية مكثفة وتُبث على التلفزيون الوطني. أما هذه المرة، فلم تكن ثمة صور لعودته. وفي هذا السياق، قال دييجو آريا، وهو سياسي من المعارضة، لإذاعة نوتيثياس 24: «من المؤسف أنه وصل مثل شحنة مهربة»، مضيفاً «لا أحد يعرف كيف وصل، لقد بدا كما لو كان غير راغب في إظهار ذلك». ولكن في رسالة من فيديل كاسترو أفرجت عنها الحكومة الفنزويلية، قال الزعيم الكوبي السابق إن السرية المحيطة بعلاجه كانت ضرورية «من أجل عدم إتاحة الفرصة للمجموعات الفاشية للتخطيط لأي من أعمالها الضارة ضد العملية الثورية البوليفارية». ومن جانبه، رد مادورو على الانتقادات قائلاً للمعارضة: «التزموا الهدوء بعض الشيء... ولا تتلاعبوا بحساسيات الشعب». وفي هذه الأثناء، رحب حاكم ولاية ميراندا، هينريكي كابريليس، الذي خسر أمام تشافيز في أكتوبر، بالرئيس وطلب منه كبح جماح حكومته. وقال كابريليس في هذا الصدد: «آمل أن تساعد عودة الرئيس على عودة كل أولئك الأشخاص الذين أمضوا الأسابيع الأخيرة في محاولة الحط منا وشتمنا إلى رشدهم»، مضيفاً «كما آمل أن يعني ذلك أن يبدأ البلد في معرفة ما يحدث؛ وأن يقولوا الحقيقة ويمضوا وقتهم وجهدهم في أشياء مهمة حقاً». وبينما انتشر خبر عودة تشافيز خلال الساعات التي سبقت الفجر، أطلقت الألعاب النارية فوق العاصمة وأخذت الحشود تتجمع أمام المستشفى وفي الساحات العامة. ويقول فاني باتيستا، 67 عاماً، الذي كان واقفاً خارج المستشفى: «لقد كنا حزينين لأشهر وكنا نتمنى عودته»، مضيفاً «واليوم بتنا نعرف أن حالته تحسنت. ولذلك، أشعر بفرح كبير يغمر قلبي، فرح بالكاد يستطيع صدري احتواءه!». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©