الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باكستان وأميركا... جسور التفاهم

23 فبراير 2013 22:39
داود مالك صحفي باكستاني يُظهِر استطلاع أجرته مؤسسة غالوب باكستان، وصدرت نتائجه في 15 فبراير 2013 أن 92 في المئة من الباكستانيين ينظرون نظرة سلبية تجاه القيادة الأميركية. كما يقول تقرير مماثل أصدره مركز «بيو» للبحوث إن حوالي ثلاثة من كل أربعة باكستانيين يعتبرون الولايات المتحدة عدواً، وقد ارتفعت هذه النسبة من 69 في المئة السنة الماضية و64 في المئة قبل ثلاث سنوات. وإذا كان لنا أن نصدق الاستطلاعات ووجهات النظر هذه، فستبدو باكستان والولايات المتحدة في عالمين متباعدين ومختلفين عندما يتعلق الأمر بكيفية التعامل مع قضية الحرب والسلام، وذلك لأن تراجعاً في الثقة يسيطر على الروابط الثنائية المتوترة. ولكن عندما يلتقي الباكستانيون والأميركيون العاديون، فإنهم يحطمون العديد من الصور النمطية عن بعضهم بعضاً ويسردون قصصاً تختلف عن وجهات النظر الشعبية. وتلك تحديداً هي قصة أرسلان أسد، المخرج والمراسل الرئيس في التلفزيون الباكستاني. فعندما قدم أرسلان أسد طلباً «للدراسة والمشاركة بشكل نشط في الصحافة بالولايات المتحدة»، كان يعرف كيف يرغب بقضاء أسابيعه الأربعة. كان يريد استكشاف فرصة العمل في وسيلة إعلام غربية لفهم المجالات المختلفة للحياة الأميركية ونظرتها إلى باكستان. وكان أرسلان ضمن أكثر من 74 صحفياً، ضمن برنامج الصحفيين الذي أعلنت عنه مؤسسة الولايات المتحدة التعليمية في باكستان وطبّقه المركز الدولي للصحفيين، قضوا أربعة أسابيع في غرف الأخبار الأميركية عامي 2011 و2012. وسيحصل 160 صحفياً باكستانياً على فرصة العمل في الولايات المتحدة بموجب هذا البرنامج الذي سيستمر لمدة سنتين أخريين. وبالمثل، زار صحفيون أميركيون باكستان ضمن برنامج استمر لمدة أسبوعين بهدف «تعلُّم وقائع الصحافة الباكستانية والحياة الوطنية» فيها حسب المركز الدولي للصحفيين. واليوم، عندما يسرد أرسلان قصص عمله وانطباعاته خلال الشهر الذي قضاه مع تلفزيون بلومبيرغ في نيويورك، يشعر أحياناً بأنه رجل غريب في المجموعة. وعلى رغم أن أصدقاءه يمزحون معه ويصفونه بأنه «عميل أميركي» إلا أنه يفهم أن سرده للحياة الأميركية، الذي يتعارض كلياً مع الانطباعات الشعبية المعارضة لأميركا في باكستان، هو السبب وراء هذا اللقب غير المحبب. «كانت الصدمة الأولى هي أن الأميركيين العاديين ليسوا قلقين من باكستان. لم يعرف معظمهم موقعها على الخريطة، أما أولئك الذين اختاروا أن يحزروا فقد وضعوها في الشرق الأوسط»، يقول أرسلان. «إنهم أكثر اهتماماً وقلقاً وانهماكاً في شؤونهم المحلية». ويستذكر أرسلان اليوم الذي عمل فيه إلى جانب الصحفيين الأميركيين في «وول ستريت» وهو يلبس اللباس الباكستاني التقليدي ويضع علماً باكستانياً صغيراً على صدره. فقد «تساءل بعض الناس حول ألوان العلم، وعندما أخبرتهم بأن اللون الأبيض يمثل الأقليات في باكستان، شعروا بدهشة وسعادة». أصبح الأميركيون من خلال التفاعل يعرفون باكستان أخرى فيما وراء عناوين الصحف. بعد أيام قليلة في استوديو تلفزيون بلومبرغ، ذهب أرسلان مباشرة إلى جزيرة كوني لاستكشاف حياة الباكستانيين الأميركيين. «إنها بالفعل تستحق لقب باكستان الصغرى. تشعر، بوجود مطاعم تقدم الوجبات التقليدية الباكستانية، واليافطات باللغة الأردية والنساء يغطين رؤوسهن، كأنك تطوف في راولبندي أو لاهور». كان ذلك مختلفاً عن المفهوم السائد بأن الباكستانيين يجدون صعوبة في العيش في الولايات المتحدة. ويواجه أرسلان، وهو يسرد هذه الانطباعات، العديد من الرافضين الذين يشيرون إلى سياسة الولايات المتحدة «التوسعية»: العراق، باكستان، وما يسمى بلعبة النهاية في أفغانستان بينما تخطط القوات الأميركية للانسحاب. ولكن «العلاقات بين الدول معقدة ويدفعها عدد من المصالح الاقتصادية والجغرافية. ولكن عندما يتقابل الناس مع بعضهم بعضاً، فهم يفهمون أن الحياة ليست دائماً عن هم ضد نحن»، يقول أرسلان، مضيفاً أنه عندما يزور الصحفيون الأميركيون باكستان، فإنهم يوسوعون فهمهم لها. و»يعرفون تدريجياً أن باكستان أكثر بكثير من الإرهاب والأصولية. وهم يُدهَشون أيضاً من تنوع الثقافة، وجمال البلاد الطبيعي وحسن ضيافة الشعب». وعندما سنحت له الفرصة، بحث أرسلان بصراحة مع المسؤولين الأميركيين أين أخطأوا في سياساتهم في «جزئنا من العالم، وكيف عانى الناس في باكستان وأفغانستان من ذلك». وبالنسبة له، ربما لا يغير ذلك قوانين اللعبة عندما يتعلق الأمر بسياسة الولايات المتحدة، ولكن على الأقل، تم إيصال وجهة نظر مختلفة. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©