الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يحذرون الأزواج من الاستخفاف والتسرّع في الطلاق

6 يونيو 2009 02:22
حذر خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس من جعل الطلاق هزواً بين الزوجين، وحذروا من الاستخفاف به والتسرع فيه، داعين الرجال إلى معاملة المرأة بالحسنى ومعاشرتها بالمعروف. وحض الخطباء الرجال على توصية زوجاتهم وبناتهم على فهم دينهن والتفقه فيه بالاستماع لخطبة الجمعة من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية حتى إذا صارت ابنته أماً في المستقبل عرفت كيف تعامل زوجها وترضي ربها. وقال أئمة المساجد في الخطبة الموحدة أمس إن الله تعالى جعل بين الزوجين مودة ورحمة، وقال تعالى «وعاشروهن بالمعروف». وقال سبحانه وتعالى «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا». وأضافوا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الرجل عن الاستهانة بشأن الطلاق، فقال «ما بال أحدكم يلعب بحدود الله يقول: قد طلقت، قد راجعت». كما نهى المرأة عن طلب الطلاق بلا مبررٍ مقبولٍ، فقال صلى الله عليه وسلم «أيما امرأةٍ سألت زوجها طلاقا في غيرما بأسٍ فحرام عليها رائحة الجنة». وقال صلى الله عليه وسلم «ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق». وأكد الخطباء حرص الإسلام على تماسك الأسرة وقوتها، واستمرارها ودوامها، حيث حذر من كل ما يهدد كيانها، ويفرق بين الزوجين، ووضح السبل لحل الخلافات عند وقوعها في قوله سبحانه وتعالى «وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير». ولفت الخطباء إلى أن الخلافات بين الزوجين تعب وشقاء لهما، وتهدد كيان الأسرة وخاصة إذا لم تجد مصلحا يسعى في الإصلاح بين الأزواج، مشددين على وجوب أن يتجنب الزوجان الاختلافات حتى لا تتفاقم وتؤدي إلى الطلاق، لأنه من أحب الأشياء إلى إبليس. وأشاروا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئاً. ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. فيدنيه منه ويقول: نعم أنت. فيلتزمه». وبيّن الخطباء أن الإسلام حضَّ الآباء والأمهات على إفساح المجال لأبنائهم وبناتهم لاختيار أزواجهم وزوجاتهم، ومشاورتهم في ذلك لضمان المودة والوئام بين الزوجين، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوجين بالتحلي بالصبر والتحمل والتغاضي عن الهفوات البسيطة في البيت. وقالوا إن الإسلام حث الرجل أن يتقي الله في زوجته فيعاملها معاملة حسنة، ويصاحبها بالمعروف «فبتقوى الله تعالى يكتب للحياة الزوجية السعادة والهناء ولا تصل الخلافات إلى الفرقة والشقاق». قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله». وأوضح الخطباء أن العلاقة بين الرجل والمرأة تتصل برباطٍ وثيقٍ وميثاقٍ غليظٍ كما قال الله تعالى «وأخذن منكم ميثاقا غليظا». فهل تأمّل الزوجان في حق هذا الميثاق الغليظ والرباط المتين وما يقتضيه من حسن العشرة وعمق المودة حتى تذوب الهفوات وصغائر النقائص في خضم الفضائل والحسنات. واعتبر الخطباء أن الحفاظ على الأسرة حفاظ على السعادة والوئام في النفس والمجتمع، مشيرين إلى أن من الأسباب التي تحفظ للأسرة استقرارها ولا يصل الأمر بها إلى الطلاق عدم التقصير في الحقوق والواجبات. وتابع الخطباء: من الأزواج من يريد حقه كاملاً، ويلوم الطرف الثاني على التقصير، وينسى أن عليه حقاً تجاه الآخر، فالرجل مكلف بالإنفاق على أهل بيته، ورعايتهم وتربيتهم، والمرأة مكلفة بطاعة زوجها ما لم تكن في معصية الله، ورعاية بيتها وأولادها. قال الله سبحانه وتعالى «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعضٍ وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله»، موضحين أن هذه القوامة تعني الحماية والرعاية والإنفاق والإرشاد. وأكد الخطباء أن السبيل الأفضل للمحافظة على البيوت والأسر هو التأسي بسيد الخلق نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم القائل «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى». وختم الخطباء بالقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصح الرجل أن يكون منصفاً للمرأة وأن يراعي أخلاقها الحسنة، وأن يتغاضى إن وجد بعض الأخلاق التي يكرهها، لأن ذلك من دواعي حسن العشرة واستدامتها وعدم الوصول إلى الفرقة. قال صلى الله عليه وسلم «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضى منها آخر». وقال أبو الدرداء لامرأته: إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب. وخلصوا إلى أن العشرة إن صعُبت بين الزوجين، وأدى ذلك إلى الطلاق، فليكن بالتراضي كما قال تعالى «فإن أرادا فصالا عن تراضٍ منهما وتشاورٍ فلا جناح عليهما» ومشددين على أنه إن وقع الطلاق فلا تتبعه مشاحنات وضغائن، بل الذكر الحسن وعدم نسيان الفضل كما قال سبحانه «ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير»، فعالجوا ما يقع فيما بينكم وفق شرع الله عز وجل، واقتدوا بنبيكم محمدٍ صلى الله عليه وسلم فقد كان خير الأزواج.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©