الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ركيزة أبوظبي» في البندقية جسر للتواصل الثقافي العالمي

«ركيزة أبوظبي» في البندقية جسر للتواصل الثقافي العالمي
6 يونيو 2009 02:24
أكد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن دولة الإمارات أصبحت مركزاً ثقافياً مهماً في المنطقة، وتسير بشكل واعد في المجالات الثقافية والفنون المختلفة، جاء ذلك خلال افتتاح معاليه أمس الأول جناح الإمارات وركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في بينالي البندقية 2009. ونظمت جناح الدولة في البينالي وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدعم من مؤسسة الإمارات وهيئة دبي للثقافة. وأكد معاليه في تصريح لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية عقب جولته أهمية تنظيم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لهذه الركيزة التي تعكس مدى اهتمام أبوظبي بمد جسور التواصل الثقافي والفكري بين الشعوب، خاصة أن هذه الفعالية تقام ضمن حدث عالمي كبير في البندقية تشارك فيه 70 دولة من مختلف أنحاء العالم، خاصة أنها المشاركة الأولى للإمارات بشكل عام، وأبوظبي على وجه الخصوص، في البينالي الذي يعد الأقدم والأشهر على مستوى العالم. وأعرب معاليه عن إعجابه بأسلوب العرض الحديث للركيزة، والذي يتميز بالبساطة ويجسد في الوقت ذاته طابعاً فنياً راقياً لملامح الحياة العصرية في إمارة أبوظبي، والتي تتميز بتعدد الجنسيات والثقافات وتمثل في الوقت ذاته نموذجاً فريداً في التعايش والاندماج الثقافي والحضاري. وقال معاليه إن بينالي البندقية يعد فرصة جيدة لأبوظبي كي تسجل وجودها الأول في هذا الحدث الثقافي الفني العالمي وبشكل متميز، لافتاً إلى أن الركيزة والتي تستمر خلال فعاليات البينالي حتى شهر أكتوبر المقبل من المتوقع أن تحظى باهتمام وإقبال زوار البينالي والمشاركين فيه على حد سواء. وأشار معالي الشيخ سلطان بن طحنون إلى أن هذه المشاركة الكبيرة لأبوظبي في بينالي البندقية بتنظيم الركيزة البصرية، وحضور نخبة من فناني ومبدعي أبوظبي، ودولة الإمارات بشكل عام يعكس مدى اهتمام قيادة الدولة الرشيدة بالثقافة والفن، كوسيلة مهمة لإحداث مزيد من التواصل الفكــري والحضاري مــع بقية شعوب العالم، الأمر الذي تسير عليه وتخطط له هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، من خلال فعالياتها ومشاركاتها في العديد من الفعاليات العالمية والإقليمية ذات العلاقة. وأضاف معالي الشيخ سلطان بن طحنون أن إمارة أبوظبي تسعى من خلال استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى إقامة العديد من الشراكات العالمية في المجال الثقافي بجميع أشكاله، الأمر الذي يتضح من خلال هذا الوجود المتميز لأبوظبي في بينالي البندقية والمشاريع المتميزة التي تحظى بها الهيئة وأبرزها المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات التي تحوي متاحف عالمية كاللوفر وجوجنهايم وغيرهما ناهيك عن وجود أبوظبي في كبريات الفعاليات الثقافية العالمية كمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب وارت باريس وغيرهما. وقال إن هذه المشاركة تخلق تفاعلاً ثقافياً بين الفنانين وتتيح لهم المجال لخوض الحراك الثقافي العالمي مما يساهم في تواصل الحضارات والثقافات المختلفة مما ينعكس بالإيجاب على كافة المجالات المجتمعية. وأضاف رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أنه تم الحرص على المشاركة، بهدف خلق فضاء للتأمل وطرح المشاريع، التي تساعد على دراسة الوضع الحالي للثقافة والفنون المعاصرة واحتمالات تنميتها وتطويرها في إمارة أبوظبي والإمارات، ومن ثم ببقية دول الخليج والمنطقة عموماً. مشيراً إلى أن التطور المتسارع الذي تشهده الإمارات في الوقت الحالي، غالباً ما يكون محور طرح نمطي خاطئ، يعتمد على السطحية في التحليل، فالمشهد يستحق أن يلقى تحليلاً أرقى وأدق. وأضاف معاليه «ومن هذا الجانب فإن التنوع السكاني الكبير، والنمو المتسارع يجعل من أبوظبي ودولة الإمارات عموماً مختبراً لا يسعى فيه المراقبون إلى اختبار حدود التطور، فحسب بل قياس ما يتعدى حدود ذلك،. وأشار معاليه إلى أن ركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للفنون البصرية في بينالي البندقية، تسعى إلى رصد تجليات تلك الصور والأشكال في طرح دقيق يسمح بتقديم ديناميكية ثقافية أصيلة، تقدم البديل للتصورات النمطية الجاهزة والمستوردة والمتعلقة بالثقافة الاستهلاكية، وأن أهم الفرص الجمالية تكمن ولا شك في ديناميكية هذا الطرح الناشئ الواعد فهو لا يتضمن صوراً وأشكالاً تنبع من قاعدة ترفيهية، ولا يستند إلى جماليات الصور النمطية المعتادة. «لست أنت.. إنه أنا» وتجول معاليه في جناح الدولة يرافقه الدكتورة لميس حمدان المشرفة على الجناح، والتي قدمت شرحاً عن المعرض الذي يقام تحت شعار «لست أنت.. انه أنا»، ويقدم عدداً من عروض الفيديو تضم مجموعة من المقابلات مع عدد من المثقفين إضافة إلى عرض مجموعة من المحاولات الفنية والاستعراضية والمعمارية المتنوعة. ويضم الجناح أيضاً صالة عرض لأعمال عدد من الفنانين الإماراتيين ويتضمن لوحات نصية ونماذج معمارية للبنية التحتية الفنية في الإمارات . كما استمع معاليه خلال جولته في أقسام ركيزة الهيئة للفنون البصرية، بحضور حشد كبير من الفنانين والمثقفين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، إلى شرح من الدكتورة كاثرين ديفيد المؤرخة في مجال الفنون والمشرفة على الركيزة، مستعرضة أقسام الركيزة الثلاثة والتي تشمل مجموعة من الصور الفوتوغرافية الوثائقية القديمة والحديثة لمدينتي أبوظبي ودبي، ومراحل تطور أبوظبي السريع بالصور المتحركة والثابتة إضافة إلى صور أخرى للوحات الإعلانية التي تعكس التطور العمراني الذي شهدته إمارة أبوظبي خلال السنوات الماضية. رافق معاليه في الجولتين مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة، و زكي نسيبة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعبد العزيز بن ناصر الشامسي سفير الدولة لدى الجمهورية الإيطالية، وباولو ديونيزي سفير الجمهورية الإيطالية لدى الدولة، إلى جانب عدد من المسؤولين في إيطاليا، ونخبة من الفنانين المواطنين والمقيمين والأجانب، وحشد كبير من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية. إعداد مبكر من جانبه عبر عبد الله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن سعادته البالغة بالمشاركة التي يقدم من خلالها الفنانون المشاركون في الركيزة أفكارهم بطرق مختلفة، ويرصدون عبر أعمالهم مسيرة أبوظبي القديمة حتى اليوم، ويخرجون عن الإطار التقليدي في طرحهم، وقال إنه تم الإعداد للمشاركة في البينالي منذ أكثر من سنة. وقال العامري إن المشاركة تعني مدينة أبوظبي وما خلفها، أي أن كل الإنجازات التي تحققت في المدينة، كيف كانت وأين أصبحت، في شكل من الفنون البصرية التي توصل المتذوق إلى مراحل الإنجازات المختلفة التي مرت بها الدولة بشكل كامل. وأشار العامري إلى استخدام الفنانين لتمثيل أبوظبي من خلال فنونهم البصرية المختلفة من خلال عرض أعمال الفنانين في ركيزة الهيئة في البينالي. وقال إن الهيئة وخلال الفترة القصيرة الماضية شاركت في العديد من التظاهرات الثقافية العالمية التي تدعم كل فنان وتساهم في توصيل الأفكار والحضارات بين بعضها بعضاً. من ناحيته قال عبد الله القبيسي مدير إدارة الاتصال بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث إن الهيئة نظمت حملة إعلامية كبيرة استهدفت مختلف وسائل الإعلام الأجنبية والعربية للتعريف بمشاركتها عبر ركيزة الفنون البصرية، مشيراً إلى أن الحضور الضخم للركيزة وغير المتوقع يعكس النجاح الذي حققته. مشاركة مهمة لفناني الإمارات البندقية (الاتحاد) - اعتبر عدد من الفنانين الإماراتيين وجودهم وحضورهم بينالي البندقية غاية في الأهمية لتمثيل الثقافة الإماراتية ،والتطور الذي صاحبها في مختلف المجالات. فبالفن تتواصل الحضارات والثقافات وتنتقل الأفكار من جيل إلى جيل، كما أن الفن يخلد تلك الثقافة ويجعلها خالدة على مر العصور والأزمان، وذلك ما دفع فناني الإمارات للحرص والتواجد في بينالي البندقية 2009 ، إلى جانب الحضور الرسمي لعدد من المؤسسات الثقافية الإماراتية، والتي أبهرت الزوار بما تم تقديمه من فنون بصرية. ومن بين الأعمال الفنية المعروضة في الجانب الإماراتي من بينالي البندقية أعمال الفنان حسن الشريف الذي بدأ مشواره الفني في رسم الكاريكاتير في الصحف والمجلات طوال فترة السبعينيات، ولعب دوراً مهماً في المشهد الفني حيث أسس جمعية الإمارات للفنون الجميلة وورشة الفنون في مسرح الشباب والفنون في دبي، وشارك في أعماله العديد من المعارض الدولية وتوجد بعض أعماله ضمن المقتنيات الدائمة لمتحف الفن الحديث في الدوحة ، وفي متاحف الفنون في الشارقة وهولندا وألف حسن الشريف 4 كتب ساهمت في تطوير مفهوم الفن الحديث. كما تواجدت أعمال الفنان محمد كاظم في ركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في البينالي، ويعتبر كاظم من الرواد في مجال استخدام الفيديو والتكنولوجيا الحديثة في أعماله ، ويرى محمد كاظم أن المشاركة هي تمثيل لما يدور خلف المدينة من أعمال وإنجازات والطرق التي وصلت إليها هذه المدينة. أما محمد إبراهيم الذي درس علم الآثار ومن ثم علم النفس ، وساهم في تأسيس ورشة الفنون في مركز الفنون بمدينة خورفكان، فيرى أن الفن هو الطريق إلى مخاطبة عقول المثقفين والمبدعين ومن خلاله تستطيع الدولة مواكبة التطورالحضاري في مختلف المجالات. وعبر الفنان الإماراتي العالمي عبد القادر الريس عن سعادته بالدعم الذي يتلقاه شباب الدولة للمشاركة في مثل هذه الفعالية الفنية العالمية وهي المشاركة التي نفتخر بها ، مشيراً إلى أهمية تشجيع الشباب وتحفيزهم . وشكر القائمين على الجناح وتوقع أن يحقق الشباب الإماراتي المزيد من النجاحات العالمية مستقبلا في ظل الاهتمام الصادق والدعم الكبير الذي يتلقونه من القائمين على الثقافة والفنون في الدولة . أعمال مخلوف من جانب آخر تواجدت أعمال الدكتور عبدالرحمن مخلوف الذي ساهم في مشاريع تخطيط كثيرة في مختلف الدول العربية ، والذي تلقى دعوة من المغفور له الشيخ زايد «رحمه الله» لتخطيط مدينة أبوظبي ، وقام خلالها بتصميم العديد من المباني والمساجد ومراكز التسوق والمنازل التي جعل من خلالها مدينة أبوظبي مثالاً يحتذى في التخطيط الناجح. الالتقاء والتناسق الثقافي تعتبر مشاركة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في بينالي البندقية فرصة لتحديد مستقبل الفن في إطار عملية التطوير الثقافي الشاملة التي تشهدها إمارة أبوظبي، باعتبارها جزءاً من العالم المتأثر بعملية العولمة التي جعلت العالم قرية صغيرة بحيث يتفاعل ما يقارب 200 جنسية في جميع قارات العالم محملين بمختلف الاتجاهات الثقافية والتاريخية والتراثية مما يسرع في عملية التناسق الثقافي بين أبوظبي والعالم. وتتضمن الركيزة البصرية لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث في بينالي البندقية عرضاً موسعاً بالصورة الفوتوغرافية والتلفزيونية الوثائقية عن مدينة أبوظبي ومراحل التخطيط العمراني المتعاقبة منذ الستينات وحتى يومنا هذا، وذلك من خلال شاشات تلفزيونية عريضة وصور فوتوغرافية تبرز التطورات المتسارعة لمظاهر العمران والحياة في الإمارة. وتشتمل الركيزة، الواقعة على مساحة حوالي 210 أمتار مربعة من دورين، على عرض مجموعة من الأفلام التسجيلية عن نماذج عمرانية مختلفة وأفلام وثائقية لطابع الحياة الاجتماعي بالإمارة والدولة التي تتميز بالتنوع والتناغم بين أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها. جدير بالذكر أن ركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للفنون البصرية تم إنشاؤها مؤخراً في أبوظبي بهدف تطوير شبكة ترتكز على جوهر الناس وأفكارهم من خلال مشاريع ملموسة مثل إنشاء مركز للأبحاث لدراسة التراث الثقافي للفنون العربية المعاصرة والحفاظ عليه وتوثيقه ونشره وتطوير برامج تدعم الفنانين والمشاريع ذات الصلة. ويعد بينالي البندقية واحداً من أهم المؤسسات الثقافية في العالم. احتفالية كبيرة أكدت ميثاء الحبسي مديرة العلاقات الخارجية بمؤسسة «الإمارات» أهمية المشاركة الإماراتية الضخمة في هذا الحدث الدولي الكبير ووصفتها بأنها احتفالية فنية إماراتية إيطالية كبيرة ومشاركة واعدة للفنانين الإماراتيين. وأعربت الحبسي في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات عن سعادتها بهذا الحضور القوي للإمارات والإقبال الكبير الذي يشهده جناحها من مختلف الجنسيات، مؤكدة أن مؤسسة الإمارات للنفع العام محور أولوياتها دعم الفن والتراث الإماراتي، وذلك من خلال تقديم الدعم اللازم بواسطة المنح التي تقدم طوال العام لكل شاب أو فرد راغب في إكمال دراسته في هذين المجالين. وأشارت إلى المنح الدراسية التي قدمتها المؤسسة لمجموعة من الطلبة الإماراتيين لدراسة الفن في إيطاليا مؤخراً، وذلك يعكس حرصها على الارتقاء بالفن والفنانين الإماراتيين، مشيرة الى أن برنامج المنح بدأ منذ عام 2007 . وقالت الحبسي إن مؤسسة الإمارات كان لها مساهمات كبيرة على صعيد مساعدة الفنانين لعرض أعمالهم في بينالي البندقية هذا العام، وأضافت «إننا فخورون ومسرورون لتمكننا من إتاحة هذه الفرص لعرض أعمالهم أمام جمهور عالمي». وأضافت أن معرض بينالي البندقية يعتبر من أهم الأحداث والفعاليات التي تعنى بالفنون الدولية المعاصرة وهو يقدم للمتطوعين فرصة تمثيل الدولة في الأوساط الثقافية والفنية العالمية والتعرف إلى جوانب متعددة من الثقافة العالمية. وأشارت إلى مشاركة مجموعة «تكاتف» في استقبال زوار الجناح وتقديمهم للمعلومات اللازمة للضيوف
المصدر: البندقية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©