الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نشاط البنوك وانتعاش الأسهم يدعمان توقعات تحسن نتائج الشركات

نشاط البنوك وانتعاش الأسهم يدعمان توقعات تحسن نتائج الشركات
7 يونيو 2009 00:35
رفع تحسن مؤشرات القطاع المصرفي وأسوق الأسهم سقف التوقعات المتفائلة بنتائج الشركات المساهمة العام للربع الثاني من العام مقارنة بالربع الأول، ما يشير إلى بدء التعافي من تداعيات الأزمة المالية العالمية، بحسب خبراء ماليين. بيد أن هؤلاء أبعدوا الشركات العقارية عن نطاق توقعاتهم مبدين تحفظهم حول إمكانية تحقيقها نموا في أرباحها، إلى جانب ضغوطات تراجع قيم الأصول وحجم مبيعات الوحدات السكنية والتجارية. والقطاعات المرشحة للنمو في نتائج نهاية يونيو، برأي خبراء ماليين، البنوك وشركات الطيران والنقل والدعم اللوجستي، في حين تواجه شركات الإسمنت تراجع نشاط الإنشاءات. وستسفيد المحافظ الاستثمارية التابعة لشركات مساهمة من ارتفاع أسعار أغلبية الأسهم في السواق المحلية، مع تحسن مستويات السيولة. وتأتي التوقعات المتفائلة استمراراً للنمو الذي بدأته الشركات في الربع الأول من العام الجاري، حيث تضاعفت الأرباح المجمعة للشركات المساهمة خلال الربع الأول بنحو 15.4 مرة وبإجمالي ناهز 11 مليار درهم مقارنة بأرباحها المسجلة في الربع الأخير من العام الماضي والتي بلغت نحو 665 مليون درهم. العقارات من جانبه، توقع وضاح الطه الخبير المالي في أسواق الأسهم المحلية أن يشهد القطاع العقاري تراجعاً في أدائه التشغيلي خلال الربع الثاني من العام الجاري، في حال استثناء عمليات إعادة التقييم أو تغيير النظم والمعايير المحاسبية. وأضاف «استمرار تأثر القطاع العقاري سلباً سيكون محدوداً، فالعوامل المؤثرة في السوق العقارية جزء منها يصعب التعرف عليه لعدم وجود بيانات واضحة من حيث مبيعات الوحدات والإقبال عليها». وزاد «في حال سجل الأداء التشغيلي لشركات العقار تراجعاً بنسبة 10% فإنه سيكون مقبولاً». ورغم تفاؤل زياد الدباس المستشار في بنك أبوظبي الوطني بالأداء العام للشركات المساهمة في الربع الثاني من العام الجاري، إلا أنه أتفق مع الطه حول تراجع محتمل للقطاع العقاري. وقال الدباس: «لا أظن أن بإمكان الشركات العقارية تحسين أوضاعها، حيث شهدنا خلال الفترة الماضية تراجعاً في أسعار العقارات». واعتبر الدباس في الوقت ذاته أن لجوء شركات لإعادة تقييم الأصول والأراضي كما فعلت في الربع الأول من العام الجاري لن تضيف شيئاً للأرباح نظراً لعدم حدوث ارتفاعات على أسعار العقارات أو الأراضي. واستدرك الدباس: «السوق العقارية في أبوظبي ستكون أفضل أداء من بقية أسواق الدولة». وتضاعفت أرباح الشركات العقارية المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال الربع الأول من العام الجاري خمس مرات بإجمالي 1.089 مليار درهم مقارنة بأرباحها المسجلة في الربع الرابع من العام الماضي، والتي بلغت 180.86 مليار درهم. واعتبر خبراء في حينه أن النمو المسجل في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري أعطى إشارة بأن القطاع العقاري في أبوظبي بشكل خاص تجاوز انعكاسات الأزمة المالية العالمية التي ألقت بظلال سلبية على مختلف الفعاليات والقطاعات الاقتصادية خلال الربع الأخير من العام الماضي، رغم تراجع نتائجها مقارنة بالربع الأول من العام الماضي. وفي سياق متصل، أكد خالد المصري الشريك ومدير الاستثمارات في شركة رسملة للاستثمار إمكانية استقرار أداء الشركات العقارية، رغم «الضبابية» التي تحوم حول عملياتها. وقال المصري «الشركات العقارية عملت جاهدة لكي تتفادى انعكاسات جديدة للأزمة، حيث اقتطعت احتياطات وقامت بإعادة تقييم أصولها خلال الربع الأول للتخلص من جميع المؤثرات السلبية قبيل بدء الربع الثاني». البنوك من جانب آخر، اعتبر الدباس أن الأنظار ستتجه في الفترة المقبلة على البنوك، حيث سيكون أدائها أفضل في الربع الثاني بعد قيامها باقتطاع مخصصات في الربع الأول إلى جانب انتعاش سوق الإقراض وانخفاض معدلات المخاطرة. من جهته، توقع المصري أن تشهد الشركات المساهمة في الربع الثاني من العام الجاري نمواً بنسبة 10% مقارنة بأدائها المسجل في الربع الأول من العام ذاته، مدفوعة بالأداء الإيجابي لقطاع البنوك الذي استفاد من الإجراءات الحكومية وضخ السيولة وانخفاض الفائدة على الودائع والإقراض. وكانت البنوك الوطنية، تعرضت في الربع الرابع من العام الماضي لمجموعة ضغوط ظهرت مجتمعة في الربع الرابع من العام الماضي بسبب الأزمة المالية العالمية، حيث لجأت البنوك على إثرها إلى اقتطاع مخصصات مالية لمواجهة المخاطر المتوقعة في من جانب الأصول المشكوك في تحصيلها. كما تأثرت صناديق ومحافظ البنوك التي تستثمر أموالها في أسواق الأسهم بالتراجع القياسي لأسعار أسهمها، إلى جانب انحسار موجة الإقراض أو الإقبال على الودائع، في حين استفادت البنوك من برنامج وزارة المالية التي عرضت تقديم سيولة بقيمة 70 مليار درهم إلى جانب تسهيلات على شهادات الإيداع من المصرف المركزي بقيمة 50 مليار درهم لجميع المصارف العاملة في الدولة. بدوره، أبدى الطه تفاؤلاً أكبر بوضع بنوك أبوظبي، مشيراً إلى أنها ستظهر تحسناً في أدائها خلال الربع الثاني، وستكون الأفضل بين بقية بنوك الدولة. وحققت بنوك أبوظبي أرباحاً صافية في الربع الأول من العام الجاري بقيمة 2.446 مليار درهم وبنمو نسبته 126.38% مقارنة بأرباحها المسجلة في الربع الرابع من العام الماضي التي بلغت قيمتها 1.080 مليار درهم. واستفادت بنوك أبوظبي الوطنية من تسهيلات خاصة بقيمة 16 مليار درهم قدمتها حكومة أبوظبي خلال الربع الأول في إطار برنامج دعم السيولة، حيث أظهرت النتائج المالية الصادرة عن بنوك أبوظبي البالغ عددها خمسة بنوك وتتداول أسهمها في سوق أبوظبي للأوراق المالية أن حصيلة أرباحها للربع الأول من العام الجاري شهدت انخفاضاً طفيفاً بنسبة 5.64% مقارنة بأرباحها المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي. وفي سياق توقعات النمو، تواصل شركات النقل والدعم اللوجستي والطيران والاتصالات نهجها الصاعد، بعد قيادتها قوائم الربحية والنمو في الربع الأول من العام الجاري، بحسب المصري. إلى ذلك، تواجه شركات التأمين تحدياً كبيراً خلال الفترة المقبلة، حيث يرى الطه أن أدائها التشغيلي سيتأثر «دون أدنى شك» بتراجع الأقساط التأمينية على السيارات، في ظل تراجع وتيرة عمليات الشراء في أعقاب تشديد البنوك سياساتها الإقراضية خلال الفترة الماضية، إلى جانب تأثر عمليات التأمين على الأنشطة العقارية. واستدرك الطه «لكن الشيء الجيد الذي قد يعيد التوازن لأداء شركات التأمين يكمن في الارتفاع المسجل في أسواق المال المحلية ما ينعكس إيجاباً على أداء محافظها». ويتفق الدباس مع الطه في هذا السياق، مشيراً إلى أن شركات التأمين ستعوض بارتفاع الأسهم الكثير من العوامل السلبية التي ستنعكس على أدائها ليس على صعيد التشغيل فحسب، بل من خلال استثماراتها العقارية وانخفاض الفوائد الممنوحة على ودائعها المصرفية التي تعتبر مؤثرات سلبية أيضاً. وبالنسبة لقطاع الإسمنت، قال الدباس إن أرباحها معرضة للانخفاض في ظل تراجع نشاط الإنشاءات وتوقف أو تأجيل الكثير من المشاريع العقارية. إلا أن الطه يعتبر أن شركات الإسمنت المحلية قادرة على تجاوز هذه المرحلة في حال إيجادها منافذ بيع أخرى أو أسواق جديدة تستهدف تنويع محافظها التشغيلية، وعدم التركيز على الأسواق المحلية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©