أولمرت يعارض تسليم الأسد وثيقة مكتوبة ويريد مفاوضات من الصفر

أعلنت إسرائيل امس أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان يعتزم إرسال مستشاره للسياسة الخارجية أحمد داود اوجلو إلى تل أبيب الأسبوع المقبل لاطلاع رئيس الوزراء ايهود أولمرت على نتائج مباحثاته في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد، سعياً لإيجاد صيغة للتغلب على الصعوبات التي تواجه استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل وسوريا· ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية في حكومة اولمرت قولها إن رئيس الطاقم في ديوان رئيس الوزراء يورام توربوفيتش هو الذي سيدير المفاوضات الأولية مع الممثلين السوريين في حال التوصل إلى اتفاق على استئنافها· فيما ترددت أنباء في وسائل الإعلام عن اقتراح تركي ببدء المفاوضات في المرحلة الأولى على مستوى المديرين العامين لبعض الوزارات الحكومية، ثم عقد جولات أخرى على مستويات ارفع للتوصل إلى اتفاق سياسي بشأن هضبة الجولان المحتلة· وكان الأسد الذي التقى اردوجان السبت الماضي أعلن في تصريحات صحفية أن تركيا أبلغته استعداد إسرائيل للانسحاب من الجولان المحتل مقابل إبرام اتفاق سلام مع سوريا· لكن صحيفة ''معاريف'' قالت أمس إن أولمرت عرض على أردوجان الخطوط العريضة فقط التي يوافق في إطارها على إعادة تحريك عملية السلام وانه مستعد لعقد لقاء قمة تاريخي يجمعه مع الأسد إذا ما طلب الرئيس السوري ذلك من الوسيط التركي· واضافت أن أولمرت يرغب في البدء في المفاوضات من نقطة الصفر في حين تطالب سوريا باستئنافها من حيث توقفت عام 2000 في إطار ما يسمى بـ''وديعة رابين'' التي تعهد فيها رئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين بالانسحاب من الجولان· وقالت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' من جانبها إن اولمرت لا يعتزم الاستجابة لمطلب الاسد بتسليمه ''وثيقة مكتوبة'' يتعهد فيها باعادة الجولان الى سوريا كشرط لبدء المفاوضات· واضافت أن رابين نفسه ندم حتى يومه الاخير على ضعف الرأي الذي ابداه في اغسطس 1993 بناء على ضغوط وزير الخارجية الاميركية وارن كريستوفر، ذلك انه كان يفترض في مقابل ''الوديعة'' أن يوافق الاسد على طلب اسرائيلي بتجريد الجولان من السلاح وضمان ترتيبات امنية حيوية لاسرائيل· وأضافت أن الأسد لم يوفر المطلوب وتراجع عن دوره في الصفقة، وفي نهاية المطاف لم يتبق سوى التعهد الاسرائيلي بالتخلي عن الجولان، وقالت إن الرسائل التي نقلها اولمرت للاسد عبر الاتراك تطرقت الى مطلب الرئيس السوري الحصول على تعهد بالوديعة كشرط لاستئناف المحادثات· فيما كشفت صحيفة ''الصباح'' التركية ان الشروط التي حددتها إسرائيل مقابل انسحابها من الجولان والتي نقلها أردوجان الى الاسد تضمنت إنهاء سوريا لاتفاقها مع إيران وإغلاق مكاتب ''حماس'' و''حزب الله'' و''الجهاد الإسلامي'' وقطع جميع أنواع الدعم عنها وإبعاد خالد مشعل عن اراضيها· ورجحت ''يديعوت احرونوت'' انتظار الاسد تسلم الرئيس الاميركي المقبل مهام منصبه لادارة المفاوضات الاسرائيلية السورية بحيث تكون القناة التركية نضجت الى درجة عقد لقاء بين مسؤولين كبار من الجانبين· ونقل موقع اسرائيلي عن مسؤول رسمي وصفه بالرفيع قوله ''انه اذا وصلت دعوة من تركيا ــللقاء إسرائيلي سوري حاليا فان أولمرت سيستجيب وان كان مثل هذا اللقاء سيواجه العثرات إذا ما عقد قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش· وعارض رئيس كتلة حزب ''ليكود'' البرلمانية في الكنيست جدعون ساعر امس ما تردد من تقارير عن نية اولمرت الانسحاب من الجولان· وقال في تصريحات ''إن رئيس الوزراء يحاول القيام بحيلة إعلامية لإلهاء الرأي العام وإظهار نفسه بمظهر رجل السلام''· معتبرا أن انسحابا من الجولان سيزيد من قوة المحور المتطرف في المنطقة كما كان الأمر عليه في الانسحابات السابقة من لبنان وقطاع غزة مما سيمس بأمن إسرائيل ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار· تقرير ياباني نقلاً عن مسؤولي استخبارات في سيؤول: مقتل 10 خبراء كوريين شماليين في المفاعل السوري طوكيو، دمشق (وكالات) - نسبت هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية امس الى مسؤولي استخبارات في كوريا الجنوبية قولهم ان 10 خبراء كوريين شماليين ربما لقوا حتفهم خلال مشاركتهم في بناء مفاعل نووي مشتبه به في سوريا دمرته غارة اسرائيلية في السادس من سبتمبر الماضي· وقال التقرير الياباني الذي جاء عقب نشر الولايات المتحدة الاسبوع الماضي صورا فوتوغرافية زعمت انها لمحطة نووية سورية بنيت بمساعدة كوريا الشمالية قبل تدميرها، ''ان الكوريين الشماليين كانوا يشاركون في بناء مفاعل في اطار اتفاق سري بين بيونج يانج ودمشق''، واضاف ان بين القتلى المحتملين في المفاعل مسؤولين من وحدة مكتب الانتاج العسكري التابعة للحزب الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية والمسؤولة عن بيع وتصدير الاسلحة والتكنولوجيا العسكرية تحت اشراف الزعيم كيم جونغ ايل مباشرة· واوضح التقرير ان بين القتلى ايضا جنود سبق وان شاركوا في بناء المنشآت النووية الداخلية، واشار الى ان جثث الضحايا احرقت في سوريا وارسل رمادها الى كوريا الشمالية· وقال ان اثنين او ثلاثة من الكوريين الشماليين نجوا من الغارة الاسرائيلية، لكن لم يتضح ماذا حدث لهم بعد ذلك· الى ذلك، وصفت صحيفة ''البعث'' الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا الاتهامات الاميركية بانها مناورة شبيهة بالمناورات التي سبقت الحرب على العراق· وكتبت ''بالعودة الى صور واشنطن المزعومة والتي يؤكد اهل الخبرة استحالة ان يتم التأكيد من انها صور لمواقع سورية اصلا فكل ما فيها لا يتعدى كونه مبنى قيد الانشاء ويتناقض مع اي تصميمات مفترضة لموقع نووي''· واضافت ''ان مشهدا واحدا نتذكره ونحن نتابع تلك الصور المفبركة والاتهامات العارية عن الصحة وهو تلك الادعاءات التي ساقها وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول حول اسلحة الدمار الشامل العراقية وصور الشاحنات المزعومة التي اعترف باول لاحقا بعد خروجه من الادارة الاميركية بوقوعه تحت تضليل الاستخبارات وجناح المتشددين لتبرير الغزو واحتلاله''· وتابعت الصحيفة ''الاكاذيب الاميركية ليست جديدة ولم تشكل مفاجأة لاحد وتشكل استمرارا لسياسة التصعيد والضغوط التي تمارسها الادارة على سوريا منذ عدة سنوات''· ودانت ''حملة الافتراءات والاكاذيب والتلفيق التي تشكل استكمالا لحملة الضغوط الممارسة على سوريا منذ غزو العراق في،''2003 وقالت ''ان سوريا تجدد رفضها لهذه الاكاذيب وتؤكد من جديد انه ليس لديها ما تخفيه في علاقاتها الدولية وانشطتها الدفاعية المشروعة كما تؤكد انها تؤمن بالسلام وتعمل ما باستطاعتها لتحقيقه على عكس سياسات الادارة الاميركية الحالية والتي باتت شريكة في كل الحروب والازمات''·