السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التجار يشكون التقليد.. و«السبحات» تتعرض لغزو آسيوي

التجار يشكون التقليد.. و«السبحات» تتعرض لغزو آسيوي
7 يونيو 2009 01:02
يعود تاريخ اهتمام القطريين بالحلي إلى جانب اللؤلؤ؛ إلى منتصف القرن العشرين، مع بدء حدوث الطفرة الاجتماعية الناتجة عن تصدير النفط وجني الأرباح الكثيرة. فيما يعود تاريخ إنشاء أقدم المحال لممارسة هذه التجارة إلى منتصف الخمسينيات الماضية والذي تبعه إنشاء المزيد منها بعد النجاح الذي تحقق في هذا المجال. فبدأ المواطنون في الإقبال عليها واقتناء أنفس أحجار الكهرمان وخواتم العقيق والفيروز، وإضافة القطع الفنية المرصعة بالياقوت والمرجان والزمرد ليشكل لمسات مهمة في التصاميم الداخلية لبيوتهم. سبحة الكهرمان يؤكد العديد من أصحاب محال بيع الأحجار الكريمة في الأسواق الشعبية القطرية من خلال ممارستهم الطويلة لهذا النمط من التجارة «أن نسبة كبيرة من الشباب القطري تهتم باقتناء أنواع مختلفة من سبحات الكهرمان الثمينة والذي يصل ثمن الواحدة منها في بعض الحالات إلى عدة آلاف، إضافة إلى ذلك هناك هواية اقتناء الأحجار الكريمة بهدف جمعها للزينة أو شرائها كهدايا في المناسبات، والغريب في الأمر أن الفتيات أيضا يشاركنهم في هذا الاهتمام للحصول على سبحات الكهرمان الرقيقة والتي تتناسب مع أنوثتهن إضافة إلى إقبالهن وخاصة في الفترة الأخيرة على طلب تفصيل القلائد والحلي المختلفة التي تحتوي على مادة الكهرمان». تجارة رائجة يشير التاجر محمد خليلي الذي ورث تجارة الأحجار الكريمة عن أبيه وجده إلى أن هذه التجارة «مربحة بشكل كبير وبنفس الوقت متعبة وتحتاج إلى وقت للاشتغال على المصوغات والسبحات وابتكار أشكال جديدة تجد رواجا عند الزبائن ويشترونها». ويضيف قائلا: «عسى أن تبقى هذه التجارة رائجة لدى المواطنين والمقيمين والسياح الذين يترددون على الأسواق الشعبية، لأنها مهنة رصينة وجميلة وممتعة، تعتمد على الفن في الأداء والصناعة، وما إن يعتاد عليها التاجر حتى يعشقها ويصبح بينه وبينها حالة من العشق والانسجام، فتجد الحرفي يلزم مشغله يصلح ويصنع الجديد بأشكال مختلفة حسب طلبات الزبائن التي تتنوع حسب رغباتهم، ومنهم من يشتري الأحجار الكريمة من أجل تصميم الحلي أو السبحات أو بعض المقتنيات المنزلية كالمزهريات التي ترصع بالأحجار، وهذا العمل صعب جدا، ونلاقي صعوبة في توفير هذه الأحجار في بعض الأحيان لأنها مكلفة ماديا». غزو الأسواق تتوفر في معظم المتاجر مجموعات من الحلي المقلدة التي تجلب من الأسواق الآسيوية بحسب الخليلي الذي يقول: «تنغص علينا تلك المنتجات تجارتنا، نظرا لرخص ثمنها وكونها غير أصلية ومغشوشة، لكن بنفس شكل الحلي النفيسة المصنوعة من الأحجار الكريمة، ويتباهى البعض بها، كما لو أنها أصلية من النوع الغالي، ويزينون أنفسهم وبيوتهم وسياراتهم ومكاتبهم بها، ولا أحد يكشف أنها مجلوبة من دول شرق آسيا وأنها مقلدة وليست حقيقية إلا أصحاب الخبرة ومحبو اقتناء الأحجار الثمينة». وعلى الرغم من كل هذا ظلت «السبحة» أو ما يسمى بالعامية القطرية «المسباح» تحتل مكانة مميزة لدى الرجال، إذ يقول يقول يعقوب دخيل- حرفي سبحات: «إن الكثيرين يستخدمون المسباح كمظهر للزينة وكعادة اجتماعية، والسبحة عبارة عن مجموعة من القطع الخرزية الحُبيبية المتشابهة الشكل وذات عدد معين مع وجود حبة أو اثنتين مغايرة الشكل تفصل حبات السبحة المنتظمة في خيط أو سلك أو سلسلة إلى ثلاثة أقسام مع وجود قطعة ثالثة تسمى «المنارة» وهي مكان العقدة التي تجمع طرفي السبحة». ويضيف مشيرا إلى صناعة السبحات من الجواهر : «ثمة سبحات نادرة تصنع من الأحجار الكريمة كالياقوت أو الزمرد، وكذلك الألماس، وتكاد الأعداد المنتجة منها تعد على أصابع اليد. ويوجد عدد قليل ونادر من السبحات التي صنعت من الألماس نظرا إلى أن تكاليفها تصل إلى أرقام خيالية كما يصعب التسبيح بها. وعلى الرغم من ذلك فإن الماس دخل في صناعتها بنوعيه «الأصلي والتقليد» عن طريق تطعيم فواصل ومنارات المسباح بالذهب والبلاتين أو الفضة مما يجعله يشع بأنواره المعكوسة في يد المسبّح كما تهتم النساء بالمسابيح المصنوعة من العقيق واللؤلؤ والأحجار الكريمة». السعر والعمر تفضل النساء القطريات السبحات المصنوعة من المرجان والفيروز والكهرمان، وتتراوح أسعار السبحة بين 5 -8 آلاف ريال قطري، ويشترين خواتم العقيق والفيروز وإضافة القطع الفنية المرصعة بالياقوت والمرجان والزمرد ليشكل لمسات مهمة في التصاميم الداخلية لبيوتهن. ويرتفع سعر الكهرمان كلما كان أكثر قدما، ويجلب من روسيا ولتوانيا وألمانيا وبولندا وأوكرانيا، ويتفاوت سعره بحسب عمره، وكذلك لونه وحرفية صناعته. وفيما يتعلق بالاستخدامات المختلفة لمادة (الكهرم) يقول محمد خليلي: «استخدم الكهرمان والأحجار الكريمة في صناعة السبحات بألوان مختلفة، وكذلك صنعت منها القلائد والأقراط، ومن الكهرم صنعت أشكال برؤى فنية متعددة وأضيفت إليها مواد ثمينة كالعاج والذهب والفضة والأحجار الكريمة، كما أن العقيق يجلب من اليمن بشكل خاص، والفضة تجلب من السوق العالمي والذهب أيضا، وكل هذه الأحجار والمعادن تشكل المصوغات والحلي الخليجية الجميلة.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©