الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اللبان» هدايا الملوك

«اللبان» هدايا الملوك
7 يونيو 2009 01:05
اللبان مادة نفيسة ذات رائحة زكية، عرفها الخليجيون كبخور محبب لمناسباتهم الدينية والعائلية الجميلة، وبخاصة في الامارات واليمن وسلطنة عمان، حيث يحظى بشهرة كبيرة نظراً لفوائده الكثيرة، فهو مستودع للأدوية الرخيصة الثمن، وينفرد بأهمية خاصة بسبب خواصه وفوائده الطبية ومحتوياته الصمغية، وروائح بخوره العطرية التي تنعش الروح وتهدئ الأعصاب، وتحسن المزاج في الحال. وأنت تتمشى بالقرب من متحف اللبان في متنزه «البليد الأثري» في ولاية صلالة بسلطنة عمان، لن تخطئ عيناك شجرة اللبان، تلك النبتة الساحرة التي كان يطلق عليها قديماً اسم «الشجرة المقدسة»، حيث ورد ذكرها في الانجيل، كما سميت «الشجرة الحزينة» لأنَّها تذرف الدموع إذا جرحت، ولهذا احتلت في الماضي أهمية بالغة تضاهي الذهب أو هدايا الملوك، ولن تقل دهشتك عندما تعرف الاسم الأسطوري الآخر الذي يطلق على أفضل أنواع اللبان، وهو «البخور الفضي»، حيث وصف المؤرخ الروماني «بليني» مادة اللبان بشكل شاعري قائلاً: «هي مادة بيضاء لامعة تتجمع في الفجر على شكل قطرات أو دموع، كأنها اللؤلؤ»، في اشارة للمادة الصمغية التي تنتج عن جرح الأشجار في مواقع معينة، وكان اللبان قديماً يستهلك بكميات كبيرة في اليونان، وقبل اكثر من ألفي عام كانت عمان تصدر حوالي 3 آلاف طن من البخور سنوياً، وكانت الصين ترسل الأواني الخزفية الصينية مقابل الحصول عليه، كما سعى الحكام القدماء كالاسكندر المقدوني وملك حضرموت للسيطرة على طرق تجارة اللبان. رائحة جميلة محببة تنمو أشجار اللبان في مجموعات صغيرة، وعادة ما يكون ارتفاعها حوالي ثلاثة أمتار، حيث تتفرع أغصانها فوق سطح الأرض مباشرة، أوراقها خضراء داكنة تشبه أوراق شجرة الزيتون، وتنبعث منها رائحة جميلة محببة كتلك التي تنبعث من بخور اللبان، وتزهر الشجرة بلون جميل يميل الى البياض وتصبح قادرة على العطاء بعد ثماني أو عشر سنوات من زراعتها، وورق وثمر اللبان يشبه ثمر الريحان، أزهاره بيضاء أو محمرة قليلاً، ويخرج على أغصان الشجرة صمغ أصفر يسيل من جروح تعمل في لحاء الشجرة، ويتجمد على شكل حبيبات صغيرة تعرف باللبان الذكر، وكلما كان النوع أصفر وأرق كان اللون أكثر شفافية. وقد أثبتت التحاليل الكيميائية لمادة اللبان، أنها تكون في بادئ الأمر بيضاء اللون، تميل إلى اللون الأصفر الخفيف، وبتحليلها كيميائياً اتضح أنها تتكون من مركبات عديدة كالمواد الراتنجية والمواد الصمغية و»أوليبين»، أما الرماد الناتج عن حرق اللبان فيحتوي على كربونات وكبريتات البوتاسيم، وكربونات الكالسيوم، واملاح الفوسفور، ويتم تصنيع حلوى المضغ «اللبان» أي العلك من مكونات ومواد مختلفة، من بينها مادة مطاطة لدنة صناعية، ومادة محسنة للقوام «كربونات كالسيوم»، ومواد أخرى مكملة، إضافة لمواد التحلية كالسكر
المصدر: صلالة-عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©