الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضريح سليمان.. معركة مزيفة

23 فبراير 2015 22:08
ليلة السبت الماضي، عبرَ أكثر من 60 جندياً تركياً مدعومين بـ100 دبابة ومركبات عسكرية أخرى الحدود إلى سوريا في عملية تهدف إلى تأمين ضريح عثماني مقدس. المهمة كانت تتمثل في إنقاذ نحو 40 جندياً تركياً كانوا مكلفين حماية ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية عثمان الأول، من قوات تنظيم «داعش»؛ وخلالها قام الجيش بإزالة القطع الأثرية والرفاة ونقلها إلى موقع أكثر أمناً وأقرب إلى تركيا. ذلك أن الضريح كان محاصراً من قبل تنظيم «داعش» طيلة عام تقريباً. وتعتبر الحكومة التركية الموقع جزءاً من الأراضي التركية، وقد كان يتولى حمايته جنود أتراك. رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو قال في كلمة على التليفزيون: «لقد وجهنا تعليمات للقوات المسلحة التركية بحماية قيمنا الروحية وسلامة موظفي قواتنا المسلحة». ولكن خصوم «أوغلو» اغتنموا الفرصة للتنديد بالعملية باعتبارها مؤشراً على الضعف. وفي هذا الصدد كتب زعيم حزب «الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليتشدار «أوغلو» في تغريدة عبر تويتر: «لقد أظهرت الحكومة التي خضعت للإرهابيين، وباعت تراب الوطن أن مهمتها الأولى هي الهرب من التهديدات الأخرى التي سنواجهها غداً»، مضيفاً: «إن وصف تدمير مركز الشرطة، وسحب الجنود وترك الأرض باعتباره «نجاحاً» هو دليل على معركة مزيفة». خلال هذه العملية، قُتل جندي واحد في ما وصفته الحكومة بأنه «حادث»، ومن جانبها، أفادت قناة «فوكس نيوز» بأن القوات التركية لم تنخرط في أي اشتباك عسكري. هذا وبث التليفزيون التركي صوراً للجنود الأتراك، وهم ينصبون العلم التركي على موقع الضريح الجديد. وفي هذا الصدد، قال داوود أوغلو على التليفزيون: «قبل إنزال العلم التركي (في الضريح)، بدأ العلم التركي يرفرف في موقع آخر في سوريا». الضريح كان يقع على بعد 35 كيلومتراً عن الحدود التركية على ضفاف نهر الفرات؛ وللوصول إلى موقع الضريح قامت القوات التركية بالمرور عبر مدينة كوباني «عين العرب» المنكوبة. الحكومة التركية كانت قد تعرضت لانتقادات بسبب عدم تدخلها من أجل منع تنظيم «داعش» من محاصرة مدينة «كوباني»، التي تمكن المقاتلون الأكراد من طرد مقاتلي التنظيم منها بمساعدة من الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة. ويُعتبر موقع الضريح مهماً بالنسبة للأتراك، لأنه يُعتقد أن شاه غرق بالقرب من المنطقة في القرن الثالث عشر، قبل أن يواصل أتباعه المسير في اتجاه الشمال ويستقروا في تركيا الحالية. الموقع الذي يقع فيه الضريح كان قد أعيد إلى الأتراك من قبل الفرنسيين، الذين كانوا يحتلون الأراضي السورية في 1921 عقب توقيع اتفاقية بين البلدين. والموقع الأصلي للضريح كان يقع إلى الجنوب قليلاً قبل أن يتم نقله خلال السبعينيات خوفاً من الفيضانات بسبب مشروع سد سوري. بيد أن بعض المؤرخين يشككون في دقة مكانة الشاه في التاريخ التركي، ويزعمون أن قصة النسب ربما تكون أضيفت بعد الواقعة من أجل خلق هوية امبريالية للأتراك. رئيس الوزراء داوود أوغلو أعلن أن القوات التركية هدمت موقع الضريح القديم وأن ضريحاً جديداً سيتم بناؤه على بعد نحو 182 متراً من الحدود التركية في منطقة أشيما السورية. الحكومة السورية نددت بالتوغل التركي في سوريا، وقالت إن أنقرة تتحمل مسؤولية عدم انتظار الموافقة دمشق على تنفيذ العملية. وفي بيان صدر عنها، اعتبرت دمشق أن العدد المنخفض للإصابات التركية في الضريح (إنما يؤكد عمق العلاقات بين الحكومة التركية والتنظيم الإرهابي). هذا وقال وزير الخارجية التركي «مولود شاويش أوغلو» إن الحكومة التركية أخطرت السوريين بالعملية، وإنها تقوم بإخلاء الضريح مؤقتاً، وإن الجيش التركي «سيعود» إلى الموقع عندما يرى ذلك مناسباً. وأضاف قائلاً: «لم نحصل على إذن من أحد، وقد قمنا بذلك بمبادرة منا». ألكسندر لاكاس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©