الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيجيريا بين الفساد و«بوكو حرام»

23 فبراير 2015 22:09
طغى مشهد فوضوي لأفراد طاقم قطار نيجيري يصرخون أثناء كفاحهم كي يعيدوا الطاقة للقطار الذي يقطع البلاد من لاجوس إلى كانو، أي بين أكبر مدينتين في البلاد. وكان القطار قد انطلق من لاجوس في جنوب نيجيريا متأخراً أكثر من ثماني ساعات عن موعده. وتوقف مرات وانقطع التيار الكهربائي عن العربات المكيفة ا مما ترك الجميع يتصببون عرقاً مخلوطاً بالغبار نحو ثلث مدة الرحلة التي تستغرق 42 ساعة. وكانت الخدمة قد أعيدت في ديسمبر 2012، بعد أكثر من عقد من عدم الانتظام على امتداد الخط الذي يبلغ طوله 1126 كيلومتراً في أكثر دول أفريقيا سكاناً. ولطالما أشاد «الحزب الديمقراطي الشعبي»، الذي ينتمي إليه الرئيس «جودلك جوناثان» بإعادة الخدمة قبل الانتخابات التي ستجرى في البلاد الشهر المقبل. ويشيد الحزب الحاكم أيضاً بإنجازات أخرى، مثل بيع منشآت الطاقة إلى مستثمرين من القطاع الخاص وإصلاح دعم السماد. لكن الكثير من هذه الإصلاحات تعثر خطاه كما هو حال مع خط القطارات. والانتخابات نفسها تعثرت وأرجئت من موعدها المقرر في 14 فبراير إلى 28 مارس بعد أن حذر المستشار الأمني لجوناثان من أن الجيش لا يستطيع ضمان تصويت آمن لأن القوات المسلحة تعتزم شن حملة على جماعة «بوكو حرام» المتطرفة في شمال شرق البلاد. وسعى حزب «مؤتمر كل التقدميين» المعارض بزعامة محمد بخاري الحاكم العسكري السابق المسلم، وهو من الشمال إلى الاستفادة من الفساد الواضح ونواحي التقصير لدى جوناثان، وهو مسيحي من الجنوب الغني بالنفط. وعرض هبوط أسعار النفط 50 في المئة تقريبا العام الماضي تمويل الدولة المعتمد على عائدات النفط للخطر وجعل العملة المحلية تفقد 18 في المئة من قيمتها أمام الدولار في الشهور الستة الماضية. وانخفض مؤشر الأسهم في البورصة النيجيرية 27 في المئة هذا العام عند قياس القيمة بالدولار في ثاني أسوأ أداء في العالم بعد أوكرانيا. وتحث لافتات الحملة الانتخابية لـ«جوناثان» البالغ من العمر 57 عاماً الناخبين على التصويت من أجل الاستمرار والسير إلى الأمام تحت قيادة «الحزب الديمقراطي الشعبي»، الذي يحكم البلاد منذ عودة الحكم المدني للبلاد عام 1999. وتستخدم حملة «بخاري» رمز المقشة الخاص بالحزب المعارض كوعد بإزالة الفساد وعدم الأمن. وتعهد «بخاري» البالغ من العمر 72 عاماً بحسم الحرب ضد «بوكو حرام»، التي يصفها إيفون مهانجو الاقتصادي المختص بشؤون أفريقيا جنوب الصحراء في شركة «رينيسانس كابيتال» بأنها «وصمة في سجل جوناثان لم تُحسم وتفاقمت». وتعهد «جوناثان» في حملته الرئاسية لعام 2011 بتوفير الكهرباء للنيجيريين، الذين يعيش غالبيتهم الساحقة دون إمكانية الحصول المنتظم على الكهرباء. وبعد بيع محطات توليد الطاقة المملوكة للدولة للقطاع الخاص اضطرت الحكومة لتقديم صفقة إنقاذ قيمتها 1.3 مليار دولار في سبتمبر الماضي بينما مازال الطلب أكبر بكثير من المتوافر. وفي اتصال عبر الهاتف تساءل «مهانجو» من «رينيسانس كابيتال» من جوهانسبيرج «هل كان لهذا جدوى للشخص المتوسط فيما يتعلق بتعزيز إمداد الطاقة للشبكة وكلفة الكهرباء؟ لا.. ليس بعد». وتعطل مشروع قانون لصناعة النفط في البرلمان ست سنوات مما عرقل الاستثمارات في الغاز والنفط في أكبر دول أفريقيا إنتاجا للنفط الخام. ورغم أن الحزب الحاكم يتمتع بقوة وجوده في السلطة وسيطرته على دولايب الدولة، لكن تقريراً لبنك آر. سي. بي. صدر في الرابع من فبراير أشار إلى أن شعبية جوناثان إجمالاً ضعفت «بسبب اعتقاد كثيرين في عدم كفاية الاستجابة على التهديد، الذي تمثله بوكو حرام وعدم القدرة على معالجة الفساد واسع الانتشار». ويلعب السياسيون أثناء الانتخابات على وتر المشاعر الإقليمية والدينية في بلد به أكثر من 250 جماعة عرقية ومقسم بالتساوي تقريبا بين الجنوب الذي يغلب عليه المسيحيون والشمال الذي يغلب عليه المسلمون. وحكم بخاري البلاد بين عامي 1983 و1985 في انقلاب عسكري. ويروج أنصاره لفكرة أن مناورته السابقة في السلطة قبل إطاحته في انقلاب عسكري آخر أظهر عدم تهاونه مع الفساد وانعدام الأمن. والصراع محتدم بشدة، وتتساوى نسبة التأييد للحزبين لتبلغ نحو 42 في المئة لكل منهما بحسب استطلاع للرأي نُشرت نتائجه في يناير الماضي. كريس كاي - نيجيريا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©