الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فرحة بتباشير الرطب والمزارعون يتوقعون موسماً جيداً بسبب هطول الأمطار

فرحة بتباشير الرطب والمزارعون يتوقعون موسماً جيداً بسبب هطول الأمطار
7 يونيو 2009 02:38
يعيش الإماراتيون هذه الأيام فرحة تباشير موسم الرطب، الذي يحتل مكانة خاصة في نفوس أبناء الدولة وأقرانهم في الجزيرة العربية. ويبدأ نضج الرطب عادة في النصف الثاني من شهر مايو، مع تفاوت بسيط بين دول مجلس التعاون حيث تتقدم عمان بالتباشير. ويمارس المزارع الإماراتي طقوساً خاصة قبيل نضج الرطب، حيث يظل يراقب عذوق النخل المحملة بالخيرات ليقطف أول حبة رطب قد أينعت، ليعلن في المنطقة أو البلدة التي هو فيها أن موسم الرطب قد دخل. ويتسابق المزارعون لإعلان هذا النبأ، وكل منهم يتفاخر بأن مزرعته هي السباقة في إعلان البشرى. وتحظى حبة الرطب الأولى بوضع خاص، حيث تقدم إلى أعز الناس وأقربهم إلى نفس المزارع، دلالة على المكانة المرموقة التي يحتلها الشخص المقدمة إليه، سواء كان من الأسرة أو من خارجها. وقال سعيد بن محمد بن سيف الكندي، وهو مزارع في منطقة الفرفار بالإمارات الشمالية، إن قدوم تباشير الرطب يعتبر كقدوم المولود الجديد، لما للرطب من مكانة خاصة في ذاكرة أبناء الإمارات، موضحاً أن النخلة لها تاريخ ضارب في أعماق وجذور أهالي المنطقة منذ القدم، وتحظى باهتمام ورعاية دائمين. وتختلف جودة النخيل من منطقة لأخرى، بحسب اهتمام ورعاية أصحاب المزارع، فالنخلة التي تحظى بالاهتمام والرعاية من تنظيف وخلابة وري يكون محصولها جيداً في نهاية الموسم، أما النخلة التي يتم إهمالها ويغيب صاحبها عن الإشراف والمتابعة فيكون مردودها هزيلاً للغاية. واستذكر الكندي اهتمام القيادة الرشيدة بالنخلة المباركة، منذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» الذي أعطى لها الاهتمام والرعاية وجعل الإمارات في مقدمة الدول العربية التي تتباهى في زراعة هذه الشجرة. وعن تقييمه لمحصول العام الحالي، قال سعيد الكندي إن الثمار تبشر بخير هذا العام، بسبب غزارة الأمطار التي سقطت على المنطقة، وساهمت في زيادة المحصول، مسجلاً عتباً على وزارة البيئة والمياه بسبب ما سماه «غياب دعمها» لهذا القطاع الحيوي، مما يتسبب في التأثير السلبي على الإنتاج وزيادة المحصول بشكل عام. وشرح الكندي أن النغال عادة ما يأتي في مقدمة تباشير الرطب، يليه قش النغال ثم أنوان، ثم تتوالى باقي أنواع الرطب، وتحمل كل نخلة ما بين 9 - 12 عذقاً، وكل عذق يحمل من 40 - 60 شمروخا «عنقود»، وكل عنقود يحمل ما بين 6 - 9 حبات رطب. ولفت الكندي إلى غياب بعض أصحاب المزارع عن متابعة شؤون مزارعهم، واعتمادهم بشكل كلي على العمالة الآسيوية، وهو وضع محزن أثر على المحصول، ويقارن تلك المزارع بمزرعته، فهي «عامرة بالخيرات»، والسبب، كما قال «توفيق من الله، ثم إشرافه الدائم على كل صغيرة وكبيرة في المزرعة»، فهو يقضي جل يومه في متابعة شؤون النخل. وعن كيفية التسويق، قال الكندي إن تباشير الرطب تكون في البداية كمية محدودة جداً، توزع على الأهل والجيران، ومع زيادة الكمية يتم بيعها في الأسواق بسعر يصل في البداية إلى 100 درهم للكيلوجرام، ثم ينخفض تدريجياً ليصل إلى 5 دراهم. أما أهم مظاهر الاحتفال بقدوم الرطب، فهو ذلك المظهر الذي ترى فيه فنجان القهوة والدلة ملازمين لصحون الرطب التي تقدم للضيوف، حيث يعتبر موسم القيظ والذي يمتد لأربعة أشهر هو الموسم الوحيد الذي لا يغيب فيه صحن الرطب، بل إن كثيراً من الناس يفضل الرطب والقهوة على الفواكه لأنهما يعدان رمزاً للكرم وخير ممثل لتراث المنطقة. واستذكرت زينة المعمري الماضي، بقولها: «كان الأولون يذيعون النبأ لتعم الفرحة في ربوع المنطقة، وينطلق أصحاب المزارع باتجاه نخيلهم ليقطفوا ما نضج منه، ويوزعونه على الجيران والأسرة، وكل صاحب مزرعة يتفاخر بما لديه من أجود أنواع الرطب». وأطلق الأولون في منطقة الخليج العربي مسميات معروفة للرطب، في مقدمتها النغال والصلاني والخاطرة والمزيني وقش الرباب والقرطاسي وسويدي ومخلدي وقش جعفر وخد الفرس، وهناك الرطب الذي يتأخر في النضج ويسمى «الآخر» مثل اللولو والخلاص والخنيزي والخصاب وقش بن زامل.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©