مبارك للأهلي لقب الدوري السابع.. التهنئة لفريق الفرسان بطل الخليج العربي. وكلما تنوع الأبطال تجلت الإثارة، وازدهرت الصناعة، وزاد الاستمتاع، وكنت قرأت دراسة إنجليزية عن اللون الأحمر، وجاء فيها أنه لون الأبطال، وهو لون يضفي على صاحبه القوة، واستندت الدراسة على لون ليفربول ومانشستر يونايتد. ( الصحافة الإنجليزية متحيزة قليلا للفريقين) ، إلا أن تناولي للدارسة الخاصة باللون الأحمر أثارت أيامها جماهير الزمالك ضدي فوصفتني بأني «نملة حمراء» ..وعندما أعجبت يوماً بأداء الزمالك في مباراة أمام بلدية المحلة وصفته بأنه إيه سي زمالك .. فرد جمهور الأهلي فورا بأني «نملة بيضاء» .. فأحببت النمل، واحترمت عمله وروح الفريق في خلاياه، بقدر ما أسفت لغياب الاستيعاب، وغياب الروح الرياضية في ملاعبنا..
تلك هي القضية، غياب الروح الرياضية في الملاعب المصرية، فلم يكن مدرب الأهلي مارتن يول يقصد توجيه أي إهانة للمنافس الزمالك حين قال : «مخدة الدوري تحت رأسي».. فالمعنى واضح، وهو أن فريقه كان متقدماً بفارق 11 هدفاً( قبل الهزيمة من وادي دجلة)، وهو مطمئن بإحراز اللقب. وقد رد عليه لاعبو الزمالك: «سنطاردك في نومك وسنجعل أحلامك كوابيس». .!
المدربون الأجانب يستخدمون كلمات بليغة أحيانا للتعبير عن أفكارهم، وهناك مثلا البرتغالي مورينيو، الصانع الأول لمانشيتات الصحف الإنجليزية، بما في تصريحاته من بلاغة، وإثارة، وجرأة، ووقاحة أيضاً، لكن مارتن يول لم يكن وقحاً، ومخدته التي تحدث عنها ذكرتني بتصريح لطيف لمانويل جوزيه مدرب الأهلي الأسبق، حين أراد أن ينتقد قرارات لاتحاد كرة القدم المصري، فقال: «قراراتكم مثل مركب يتهادى بشراعه في نهر النيل»!
أثار ذلك بعض الزملاء من محبي النهر الجميل، وزاد بعضهم بإدخال الوطن في الموضوع، فكيف يسخر جوزيه من النيل، وكيف يتعرض لمصر. . ؟!
الرجل تحدث عن اتحاد كرة القدم ببلاغة التعبير، فكان يقصد أن القرار بطيء للغاية، ولم يكن جوزيه متجنياً، لأن المركب الشراعي يتهادى مختالاً فوق سطح النهر، ولم أعرفه أبداً زورقاً سريعاً يخترق المياه، كما لو كان صاروخاً..
حين تغيب الروح الرياضية عن الجمهور أشعر بالأسف والأسى. وحين يغيب تذوق اللغة والتعبير، وتغيب تلك الروح عن الصحافة والإعلام أشعر بأن المصاب جلل ..!
عدد اليوم
