الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

56 لاعباً ضمن دائرة «الانتقال الحر» في «الخليج العربي»

56 لاعباً ضمن دائرة «الانتقال الحر» في «الخليج العربي»
14 مارس 2018 21:48
منير رحومة (دبي) بعد غلق باب الانتقالات الشتوية، وبدء العد التنازلي لختام الموسم الكروي، تبرز في كل موسم ظاهرة مقلقة للأندية واللاعبين في الوقت نفسه، عندما تصل العلاقة التعاقدية بين الطرفين إلى مراحلها الأخيرة، دون الاتفاق على تجديد العقد أو حسم العلاقة التي تربط بينهما، ويبدأ اللاعب خلال هذه الفترة في الانشغال بمستقبله والبحث عن عروض جديدة، بما أن اللوائح المحلية والدولية تسمح له بحرية التفاوض مع أي فريق آخر، ويستغل هذا الأمر في الترويج لنفسه، خاصة إذا تلقى عروضاً من فرق أخرى، وكأنه يلوي ذراع النادي للرضوخ لمطالبه، وفرض شروطه. وفي المقابل تستغل بعض الأندية هذه الفترة للضغط على اللاعبين المعنيين بتجديد عقودهم إما بتقديم العروض التي تراها مناسبة، أو المماطلة في مناقشة التجديد، وفي بعض الحالات الأخرى التي لا ترغب فيها الأندية باستمرار هؤلاء اللاعبين في صفوفها بناء على أسباب فنية، فتكون العلاقة أشبه بالطلاق المؤجل، وتنتهي بالانفصال بعد انتهاء الموسم الكروي. وخلال المواسم الأخيرة، نشطت عملية الانتقال الحر في صفوف لاعبينا، وطالت أسماء مشهورة ولاعبين دوليين مثل أحمد خليل، الذي دخل مرحلة الانتقال الحر مع فريقه شباب الأهلي، ثم انتقل إلى الجزيرة، وأيضاً راشد علي حارس الوصل الذي مر بنفس الفترة، ثم اختار الانتقال إلى الوحدة، ومحمد يوسف حارس الشارقة الذي عاش تجربة الانتقال الحر وانتقل إلى النصر، بانتظار ارتفاع العدد خلال هذا الموسم، واتساع الدائرة لتشمل المزيد من نجوم اللعبة، ومشاهير الملاعب. ومن خلال رصدٍ لعدد اللاعبين الذين دخلوا مرحلة الانتقال الحر بدوري الخليج العربي، نجد أن 56 لاعباً معنيون بهذا الموضوع، حيث شملت الظاهرة أغلب الأندية لنجد في النصر 4 لاعبين أبرزهم فهد حديد، وفي دبا الفجيرة 7 لاعبين منهم الأجانب الأربعة ياسين البخيت وإدريس فتوحي ورودلفو ودياجو أكوستا، بالإضافة إلى 3 لاعبين مواطنين، وفي الوصل 3 لاعبين أبرزهم الحارس سلطان المنذري. وفي الظفرة يرتفع العدد إلى 4 لاعبين، من بينهم ثلاثة من الأجانب وهم عصام العدوة وإيجور سيرجيف وعادل هرماش، ثم اللاعب المواطن حمد الحمادي، كما نجد في الإمارات 8 لاعبين أبرزهم المهاجم الدولي أحمد مال الله، وفي نادي عجمان 7 لاعبين من بينهم الأجانب الأربعة كوني ومايجا وأيدلسون وحيدروف، إضافة إلى 3 مواطنين. أما في الشارقة فيوجد 5 لاعبين معنيين بمرحلة الانتقال الحر، منهم 3 أجانب و2 «مواطنين» هما يوسف سعيد وجمال معروف، وفي حتا أيضاً، نجد 4 لاعبين أبرزهم عيسى عبيد، وفي شباب الأهلي أيضاً تشمل القائمة 6 لاعبين أبرزهم ماجد ناصر، أما في العين فنجد لاعبين، من بينهما نجم الفريق عمر عبد الرحمن. وفي الوحدة يرتفع العدد إلى 6 لاعبين من بينهم الأجانب الثلاثة جوجاك وتيجالي وشانج ريم، إلى جانب ثلاثة مواطنين أبرزهم إسماعيل مطر. ويلتزم النادي الجديد الذي يقوم بالتفاوض مع اللاعب الحر، بإخطار ناديه القديم كتابياً قبل بدء عملية التفاوض أو التعاقد مع اللاعب الذي يرغب في الانتقال إليه، خلال ستة أشهر قبل انتهاء العقد. والواضح أن التجربة الاحترافية أنتجت العديد من الظواهر الجديدة على كرتنا، من بينها ما يسمى بمرحلة الانتقال الحر، والتي كانت في البداية تقتصر على عدد من اللاعبين متوسطي الإمكانات والمستويات، بينما تغير المشهد في الفترة الأخيرة، ليطول عدداً من نجوم اللعبة، لأسباب متعددة، اختلف أغلب المهتمين بالشأن الكروي، سواء كانوا مسؤولين بالأندية أو لاعبين حاليين أو قدامى أو متابعين، في تشخيصها. العامري: بعض الأندية «آخر من يعلم» بموعد انتهاء العقود! دبي (الاتحاد) أشار محمد علي العامري المدير التنفيذي لنادي الوصل، إلى أن بعض الأندية تفاجأت بقرب انتهاء عقود عدد من لاعبيها، وتكون آخر من يعلم بدخول بعض العناصر في مرحلة الستة أشهر الأخيرة، والتي تسمح لهم بالانتقال الحر، مما قد يكلفها خسارة خدمات لاعبيها. وأوضح أن الفريق الآخر الذي يعتبر الطرف الثالث الذي يدخل في العلاقة خلال المرحلة بإمكانه التفاوض وتقديم بعض الإغراءات للفوز بالصفقة. وأكد أن أغلب اللاعبين الذين يدخلون هذه المرحلة ليسوا من الصف الأول للاعبين المميزين، خاصة بالنسبة للذين يحصلون على أعلى راتب حسب سلم سقف الرواتب، لأنه لا يوجد سبب للمغادرة إلا إذا حصلت بعض الخروقات، بانتظار اللاعبين انتهاء مرحلة الانتقال الحر للفوز بعروض مغرية، وعلى الرغم من ذلك يجب ألا تغفل الأندية عن متابعة عقود لاعبيها. خليل غانم: الوكلاء يتعمدون تسريب المعلومات رأس الخيمة (الاتحاد) أكد خليل غانم، المحلل الفني، أن بعض الوكلاء يتعمدون تسريب المعلومات الخاصة بعقود اللاعبين، خصوصاً عندما يقتربون من الأشهر الستة التي تتيح لهم الدخول في مفاوضات مع الأندية الراغبة في التعاقد معهم أو لإجبار النادي على تسريع وتيرة المفاوضات الخاصة بتجديد العقد، موضحاً أن هناك أندية لا تلجأ للإعلان عن المفاوضات الخاصة بتجديد التعاقد لأنها ترغب في المحافظة على سريتها إلى حين التوصل إلى اتفاق. وأضاف: «لا مشكلة في أن يسعى أي لاعب دخل في فترة الأشهر الستة لكشف وضعه مع النادي أو الترويج لنفسه من خلال الوسائل المعروفة، في حين أن هناك بعض اللاعبين لا يقدمون على هذه الخطوة لاعتبارات عدة خاصة بثقلهم الفني في الفريق وعلمهم بأن تمديد عقودهم «مسألة وقت»، وفي كل الأحوال فإن الاتفاق المعلن أو السري بين النادي واللاعب، هو الذي يؤدي إلى حسم الأمور». عبد الله سالم: التركيز في مراحل المنافسة يؤجل القرار أبوظبي (الاتحاد) اعتبر عبد الله سالم عضو مجلس إدارة شركة الوحدة لكرة القدم، مساعد المدير التنفيذي للشركة، أن عدم تجديد عقود اللاعبين التي شارفت على الانتهاء من قبل بعض الأندية يعود لأسباب عديدة، تتحكم في تجديد العقد قبل انتهاء فترته، أو بعد نهايته أو عدم الرغبة في التجديد، مشيراً إلى أن العوامل الفنية من جهة والتوقيت والمبالغ المالية العالية تكون فيصلاً في العديد من العقود في دوري الخليج العربي. وقال عبد الله سالم: «بعض الفرق تركز خلال سير الموسم على المنافسة في البطولات، وترجئ مثل هذه الأمور لأن هدفها الأول يكون تركيز اللاعبين وجميع منظومة العمل على المنافسة، بينما تكون في أحيان أخرى عوامل أخرى سبباً في ذلك مثل الحالة الفنية للاعبين، والتي تخضع لتقرير المدير الفني الذي يحدد فيه استراتيجيته للموسم التالي، وهل يحتاج إلى اللاعب أم هناك البديل». حسن سهيل: التقييم الفني يحدد مواقف الأندية دبي (الاتحاد) أوضح الدكتور حسن سهيل عضو مجلس إدارة شركة الكرة بنادي النصر، ومشرف الفريق الأول، أن مسألة تجديد عقود اللاعبين الذين دخلوا مرحلة الانتقال الحر، تتوقف على أسباب فنية بالدرجة الأولى، لأن أي فريق مقتنع بلاعبه ويثق في إمكاناته الفنية وقدرته على إفادة زملائه في المستقبل، فإنه بالتأكيد سيسعى جاهداً إلى التمسك بلاعبه وتمديد العقد قبل الدخول في آخر ستة أشهر، والمقابل المادي يأتي في مرحلة ثانية، وذلك بعد التأكد من القيمة الفنية له، على أن يكون بعد ذلك الخوض في قيمة الصفقة، ومدى ملاءمتها لميزانية النادي المرصودة لهذه الصفقات، ومعرفة مدى مطابقة الجوانب المادية للجدوى الفنية. وشدد حسن على أن التقييم الفني يمكن أن ينهي مسيرة أي لاعب، حتى ولو كان عقده مستمراً، وذلك بالسعي إلى بحث انتقاله أو تسويقه، مشيراً إلى أن تجربة نادي النصر في التعاقدات مطابقة لسقف الرواتب. زبير بية: مرحلة حساسة تؤثر في عطاء اللاعب دبي (الاتحاد) يرى زبير بية اللاعب التونسي السابق والذي خاض تجارب احترافية ناجحة أبرزها في الدوري الألماني، أن دخول اللاعب في مرحلة الانتقال الحر واقتراب عقده من الانتهاء مع ناديه، يعد مرحلة حساسة في العلاقة بين الطرفين، ويمكن أن يؤثر سلباً في عطائه داخل الملعب للعديد من الاعتبارات أبرزها التفكير في مستقبله، وحرصه على تفادي الإصابات أو الاحتكاكات القوية، حتى ينجح في الظفر بعقد آخر. وأضاف أن الوضع أيضاً مشابه بالنسبة لموقف النادي، حيث يفضل الجهازان الفني والإداري، عدم التعويل بشكل كامل على اللاعب الذي لم يجدد عقده، لأنه لا ينتظر عطاء كبيراً منه، ويتم منح الفرصة للعناصر المرتبطة بعقود طويلة، لأنها تعتبر مستقبل الفريق في المواسم المقبلة. كما أكد بية أن الوضع في انتقالات اللاعبين بدورينا خلال هذه الفترة أصبح أكثر هدوءاً وتوازناً، بفضل مراجعة العديد من الأندية لسياساتها المالية في الإنفاق على الفريق الأول، مما ساهم في بروز مرحلة الانتقال الحر، والتي توفر خيارات مناسبة للعديد من الأندية الأخرى للتعاقد مع لاعبين جدد بصفقات معقولة ومتزنة. إسماعيل راشد: العقود الكبيرة تعيق الاحتفاظ بالنجوم دبي (الاتحاد) أكد إسماعيل راشد لاعب الوصل السابق أن ارتفاع قيمة العقود الموقعة مع اللاعبين وبالتحديد نجوم الفرق في الفترة الماضية، أصبح يعيق عملية التجديد والاحتفاظ بهم لسنوات مقبلة، في ظل السياسة الجديدة لأغلب الأندية بترشيد الإنفاق وتغيير السياسة المالية في إدارة شؤونها. وأضاف: العقود الكبيرة لم يعد لها مكان في كرتنا، وحتى إذا دخل اللاعب مرحلة آخر ستة أشهر في عقده فإن ذلك لن يشكل ضغطاً على الأندية، لأنها ستعمل وفقاً لإمكاناتها، حتى إذا تطلب الأمر الاستغناء عن أحد نجومها مثلما حدث مع شباب الأهلي دبي واللاعب أحمد خليل في الموسم الماضي. وأكد أن الأندية تبحث عن مصلحتها، وتسعى إلى الاحتفاظ باللاعبين الذين يشكلون إضافة فنية وفي نفس الوقت يدعمون توجهها المستقبلي وفقاً للإمكانيات المتاحة. وشدد إسماعيل راشد على أن الكرة في زمن الاحتراف أصبحت عرضاً وطلباً، ومن حق اللاعب أن يبحث بدوره عن العقد الأفضل بالنسبة له، مثلما يبحث النادي عن اللاعب الأنسب له وفقاً للميزانية المتاحة للتعاقدات، معتبراً أن مرحلة الانتقال الحر ظاهرة صحية وعادية في كرة القدم مثلما يحدث في أوروبا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©