السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أطفال مخيم شاتيلا يقدمون عروضاً مسرحية في بيروت وبريطانيا

25 فبراير 2011 23:54
“كروك الملك وتبدل الطقس”، عنوان مسرحية قصيرة لكاتب بريطاني بدأ عرضها في بيروت، على أن تقدم لاحقاً في بريطانيا. ويتولى تمثيل أدوار المسرحية أطفال من مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، سكن المؤلف بيتر مورتيمر بينهم في المخيم وتولى تدريبهم. وقال مورتيمر إن قصة المسرحية تتمحور حول سقوط ملك طاغية يحكم شعباً فقيراً، ما يجعلها “مواكبة لموضوع الساعة في العالم العربي”. وأضاف مورتيمر أن “كروك الملك وتبدل الطقس”، التي تعرض على خشبة مسرح مونو في بيروت، “قصة خرافية، تتناول قصة ملك جشع ووحشي وغير متسامح، يعيش في قصر فخم، ولكن خارج جدران القصر، الناس فقراء. وعندما يتغير المناخ، ويحل الجليد ثم الثلج ثم الضباب، يصبح حكم الملك مهدداً، وهو يعتقد أنه بسلطته قادر على تغيير المناخ لكنه لا يستطيع ذلك”. وتقوم المسرحية على الحوار، لكن الحركة فيها لا تقل أهمية. ويشرح مورتيمر أن “المؤثرات تكمن في الإضاءة، والديكورات مقسمة إلى قسمين، داخل القصر وخارجه، وثمة تناقض بينهما”. ويضيف “كلما تغير الطقس يرسل الملك جنوده إلى الخارج لمعالجة الوضع، وعندها نرى العالم الخارجي”. ويشارك في المسرحية 12 ممثلاً، 6 منهم يتكلمون و6 يؤدون أدواراً صامتة، وهم جميعاً أطفال من مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. وتولى مورتيمر اختيار الممثلين في ديسمبر الماضي من بين 50 طفلاً تقدموا للاختبار. ويقول “بدأوا من الصفر، لم يكونوا يعرفون شيئاً عن المسرح، ولا التدريبات، ولا عن طريقة حفظ الحوار، حتى أنهم لم يشاهدوا أي مسرحية من قبل”. وتعود قصة اهتمام بيتر مورتيمر بمخيم شاتيلا إلى عام 2006. ويقول “كانت صديقة لي تعمل أستاذة قد زارت المخيم عبر منظمة غير حكومية في لبنان، وعملت لمدة أسبوع في مدرسة شاتيلا. وعندما عادت إلى بريطانيا أرتني صوراًً عن المكان. وككاتب، أثارني الموضوع وقررت أن أعيش هناك وأؤلف كتاباً، وكان هذا هدفي الأول، لكن بعد ذلك ككاتب مسرحي قررت أن أكتب مسرحية للأطفال”. وفي عام 2008، عاش الكاتب بالفعل لمدة شهرين في المخيم، وأصدر كتاباً عنوانه “مخيم شاتيلا”، وخلال وجوده هناك كتب مسرحية صغيرة للأطفال، وجسد أدوارها أطفال المخيم. وقال مورتيمر “إنهم يعرفون اللغة الإنجليزية قليلاً، لكنهم نجحوا في أداء أدوارهم بها. وتحمست للموضوع وجمعت المال وقدمناها مع الأطفال في بريطانيا في 2009 8 حفلات مسرحية. كان ذلك مدهشاً، ولاقت استحساناً وشجعني الجميع على المضي قدماً”. هذه السنة قرر مورتيمور أن يعيد الكرة وأن يقدم مسرحيته بنسختها الجديدة وبممثلين جدد، في بريطانيا، وفي بيروت. يقول “أردت أن تعرض مسرحيتي في بيروت، وتحديداً في شرق بيروت، حيث لا يعرف معظم الناس، ومعظمهم من المسيحيين، مخيم شاتيلا وأهله”. وأوضح مورتيور أن “القصة مقتبسة من إحدى مؤلفاته، لكن تصادف أننا نعرضها في هذه المرحلة، ما يجعلها مواكبة لموضوع الساعة في العالم العربي، ولما يحدث في عدد من دوله في الوقت الراهن. إنها مسرحية عن سقوط طاغية”. ويعيش مورتيمر وفريقه البريطاني الذي يتولى مساعدته في إدارة العمل في نزل بالمخيم. ويقول “تعرفة الليلة في النزل عشرة دولارات. فيه الأساسيات الحيوية. لدينا 3 أو 4 غرف. الحمام يعمل أحياناً، وثمة مطبخ صغير”. وأضاف “أردنا أن نعيش في المخيم وليس في فندق بالخارج لكي نشعر بكل ما يعيشه أهله. هكذا يقدرنا الأطفال أكثر لأننا نعيش بينهم”. ومن مشاريع مورتيمر استقدام كتاب ورسامين وموسيقيين، وطموحه تأسيس فرقة موسيقية للمخيم يكون اسمها “أوركسترا شاتيلا”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©