الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«منطقة السوق».. روائع التراث بلمسات عصرية

«منطقة السوق».. روائع التراث بلمسات عصرية
31 مارس 2017 22:21
هناء الحمادي (أبوظبي) قد يشعر البعض بأن زيارة واحدة إلى «مهرجان أم الإمارات» قد تكون كافية، لكن مع تنوع الفعاليات الترفيهية والكثير من عروض الأداء المتجولة ومحطات الموسيٍقى الارتجالية والفعاليات الرئيسية، يفكر الزائر في تكرار زيارته للمهرجان، خاصة مع وجود «جناح أم الإمارات» الذي يركز هذا العام على دور المرأة الإماراتية في المجتمع، والتي شكلت عنصراً فاعلاً في مسيرة نهضته، ومصدر فخر في المحافل العالمية، كما يستعرض المهرجان، بالصوت والصورة، صفحات من التاريخ تسطر إنجازات وإسهامات أجيال متعاقبة من الإماراتيات الرائدات في تعزيز بناء دولة الاتحاد. ومن ضمن فعاليات المهرجان يعود «السوق» بحلة مختلفة وجديدة يجمع بين التراث الإماراتي ولمسات الحداثة المبتكرة، مستمداً تصاميمه من التاريخ العريق لأسواق الميناء القديم في أبوظبي، ويستعد لاستقبال زواره مقدماً تشكيلة واسعة من الأنشطة والعروض التقليدية المتميّزة الكفيلة بالتعرف إلى الخيارات المتعددة للجمهور. بمجرد الدخول عبر 5 بوابات تتعدد الفعاليات حيث يشعر الزائر بالفعل أمام «عالم جديد كل يوم»، يضم قائمة طويلة من العروض والفعاليات تحت مظلة واحدة، مع سهولة اقتناء العديد من المنتوجات التي يحتاج إليها المتسوق في منطقة «السوق»، وفق خيارات هائلة لاسيما لدى السائح الأجنبي الذي يحرص في البداية على اقتناء هدايا تذكارية خاصة بالإمارات لإهدائها إلى أحبائه حين العودة إلى موطنه، فإذا به يفاجأ بأنه أمام فرصة للحصول على نظائر لها، تعود إلى عدد كبير من المنتجات الفاخرة والطراز الأنيق، وكأنه حقق بزيارة واحدة بالفعل جولة في مختلف أنحاء الكرة الأرضية. وبمجرد الدخول للمهرجان والسير عبر الممرات وبعد زيارة مهرجان جناح الإمارات تلفت انتباه الزائر كلمة «SOUQ» التي توحي بتجربة تسوق فريدة مستوحاة من التراث التاريخي لدولة الإمارات بأسلوب يمنح الزوار فكرة واضحة عن التجربة الحضرية لإمارة أبوظبي، وتتخذ منطقة السوق موقعا مركزيا على أرض المهرجان، وتتميز بتنوع المتاجر التقليدية المحلية والتشكيلة الواسعة من العلامات التجارية العالمية. الزي التراثي من يقترب من آمنة محمد الرميثي صاحبة محل «الجدايل الأنيقة»، يسترجع بذاكرته الزمن الأوّل من حيث عرض تشكيلة متنوعة ومختلفة في الزي التراثي الإماراتي والتي تنوعت في الأشكال والزخارف من أقمشة بوتيلة والمقلم والبدل القديمة «السراويل» والعبايات ذات الطراز القديم، وتقول آمنة «خبرتي في خياطة الملابس التراثية تفوق سنوات طويلة تعلمت اتقانها والعمل بها في تطريزها أو «تخويرها» بالزري الفضي والذهبي، مع الأقمشة الملونة والمزركشة». وتضيف «تظل الجلابيات الإماراتية القديمة مطلب الكثير من رواد مهرجان أم الإمارات خاصة من السائحات الأجنبيات اللاتي يشترين الكثير من تلك الكنادير، مؤكدة أنها وجدت لنفسها خطا منفردا أصيلا يعيد الروح والحياة للثوب الإماراتي بكافة تفاصيله، بداية من أقمشته المختلفة مثل «بوطيرة»، ومرورا بقصات الثوب التراثية المختلفة، وصولا إلى نوع العمل اليدوي المشغول من فصوص وزري وخيوط ملونة، وقد حافظت على كل ذلك، وأضفت إليه أسلوبي في التصميم، من دون أن تغيير أصالته وهيبته». ورغم ذلك، تطعم الرميثي أزياءها بملامح حديثة لتتماشى مع متطلبات الزمن الحالي، وتقول: «أثوابي التراثية ذات لمسات عصرية للمرأة التي تحاكي بزيها التراثي أسلوب الحياة اليوم». وتؤكد أن للثوب الإماراتي تقاسيم وتفاصيل خاصة تضفي على المرأة أنوثة وبهجة. وحول مشاركتها في المهرجان توكد أن الإقبال كان كبيراً على منطقة السوق وما تضمه من العود والبخور والمجوهرات والملابس الأنيقة للصغار والكبار. حقائب أنيقة كما للشياكة والأناقة عنوان تظل «حقائب اليد» عنوان المرأة، هذا ما سعى إليه عيسى السبوسي الذي يشارك بمجموعة وتشكيلة جميلة من الحقائب ليسمي مجموعته بـ«ذرب» وهي الأناقة والكشخة واللباقة، وتعد مشاركته في المهرجان كتجربة مثالية ليتعرف الزوار إلى منتجاته من الحقائب الجلدية الإيطالية والتي تصنع في الإمارات. ويرى السبوسي أن منطقة السوق فتحت المجال للكثير من المشاركين لعرض منتجاتهم التي تجمع بين المفاهيم التقليدية وبين الحداثة لتعكس التراث الإماراتي بلمسة عصرية، وتصحب الزوار بين تصاميمها التي تجسد عبق الماضي وألق الحاضر، موضحاً: خلال المهرجان تم عرض مجموعتي المنوعة من الحقائب والتي تحمل إحداها اسم «دانه» التي تمتاز بألوان جذابة ومناسبة لموسم الشتاء، وحقيبة «شما» التي أهديت إحداها لوالدتي التي لولاها لما وصلت إليه الآن من تميز ونجاح، واستطعت بفضل تميزي الحصول على جائزة المنصة المثالية في مهرجان «أم الخير» في البطين، مبينا أن المشاركة في مهرجان أم الإمارات فرصة جميلة لعرض منتجاته التي تحمل عنوان الجمال والأناقة في آن واحد، وتخاطب ذوق المرأة الإماراتية التي تعشق الجمال والتألق. «أمي ثريا» أما ثريا، فقدمت الجميل من المشغولات التراثية القديمة بطراز جديد لتشارك في مهرجان أم الإمارات باسم «أمي ثريا»، وهو مشروع يختص بالتراث الإماراتي، وتقول ثريا «تعد هذه المشاركة الأولى في مهرجان أم الإمارات التي فتح المجال للكثير من التاجرات لتقديم المنتجات التقليدية التي نفتخر بها وهي فرصة لإبراز كل ما تبدعه أناملي من أعمال تراثية. وتضيف: خصصت «نسبة من أرباح المشروع وقفا سنويا لصالح سداد ديون المحتاجين»، ويتضمن مشروعي تصميم وصناعة منتجات تراثية بأسلوب مبتكر يجمع الجديد بالقديم في تصاميم جميلة. وعن أهم تلك المشغولات توضح «تم تقديم أكياس البقشة بطريقة تراثية، أما خريطة «حق الليلة» فتحمل تصاميم تراثية مبتكرة للصغار باسم «يدوه عوشة» وهي عادة تخصص لمناسبة حق الليلة في النصف من شعبان ويزداد الطلب عليها في هذه المناسبة، بالإضافة إلى أغطية دلات القهوة والشاي التي تختلف باللون والأقمشة المتداخلة في صناعتها، وكذلك أكياس صوغة، ومذكرة بحار، ولفات الطبق. ورشة تصميم المجوهرات تتضمن الأنشطة الإضافية في منطقة السوق، ورشة عمل حول فنون تصميم المجوهرات تحت إشراف صاغة إماراتيين متخصصين في المشغولات الفضية، وتتناول أساليب صياغة المجوهرات والحلي الفضية، ويمكن لزوار المهرجان أخذ أعمالهم المبتكرة معهم بعد الاستمتاع بجمال الإبداعات الفنية والمنتجات التقليدية التي تقدمها المتاجر المشاركة والعديد من المفاهيم الأصيلة الأخرى المتاحة في مختلف أرجاء المنطقة. لوحات «جاك لي» للباحثين عن فن الرسم في منطقة السوق، هناك لوحات رُسمت بدقة وإتقان وجمال باستخدام الألوان الزيتية بأحجام كبيرة، وذلك بمحل «جاك لي»، الذي درس وتخرج من معهد بريستجيوس لوكسون للفن الجميل، والذي يعتبر من أحد المعاهد الفنية المرموقة في الصين، وتتنوع اللوحات الفنية الزيتية بين رسم الصور الفحمية وصور البورترية ونسخ الروائع، ويقول جاك إنه فاز بالكثير من الجوائز، كما قام بالدراسة في ورشة الفن بالمجمع الثقافي في أبوظبي ومعرض «غاف» للفنون. ويقول عن مشاركته ضمن مهرجان أم الإمارات، إنها الأولى لكن وجد المهرجان ناجحاً بكل ما يحتويه من فعاليات وأنشطة منوعة تخاطب المرأة الإماراتية التي وجدت الدعم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، موضحاً أن الإقبال من الجمهور يزداد يوماً بعد يوم للتعرف إلى أهم الأنشطة وزيارة منطقة السوق بشكل خاص. روائح زكية تستقبل زوار المهرجان بالعود والعطور والبخور، التي تفوح من محلها «أمير الذوق للعطور»، حيث تميزت بصناعة فاطمة خلفان الهاملي بأنواع مختلفة من الروائح الزكية، التي تشارك بها في مهرجان أم الإمارات، حيث مزجت عدة أصناف من بخور الطيب والمسك وحطب العود في خلطة رائعة، ففي الوقت الذي كانت فيه المرأة تحضر حاجتها من البخور، أصبح هناك اليوم من تخصص في تجميعه وتحضيره من خلطات عديدة تحمل كل واحدة منها اسما خاصا تعرف به، كما أدخلت أساليب ومواد جديدة لم تكن موجودة من قبل، وهي ذات جودة عالية وبعضها باهظ الثمن. وتقول الهاملي «تبقى الروائح الزكية مثل البخور والعطور من المنتجات التي يزداد الإقبال عليها من زوار المهرجان، فالجميع يعشق الرائحة المميزة والتي تعتبر من المستلزمات الأساسية في مناسبات الأفراح كالأعراس والأعياد والمناسبات الأخرى، كما تحرص النساء على حرق بخور العود وليكون مظهراً من مظاهر الترحيب بالضيوف. هدايا تذكارية يتميز مهرجان أم الإمارات بتنوع المعروضات والمشغولات، ويعد فرصة ليتعرف الجمهور على الأشغال اليدوية التي تستخدم فيها الأقمشة التراثية لإعدادها. كما يشهد إقبالًا كبيراً من السائحات الأجنبيات اللاتي يعجبن بهذه من تلك المشغولات التراثية ويقبلن على شرائها كهدايا تذكارية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©