الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حريق في باريس

14 مارس 2018 21:58
في النهاية لا نيمار بكل الملايين التي صرفت على شرطه الجزائي لانتزاعه عنوة من برشلونة في ميركاتو صيفي قلب تاريخ الصفقات نفع، ولا مبابي المعجزة الصغيرة التي جرى اختطافها من إمارة موناكو ليكون قوساً يضاف لأقواس النصر الموروثة نفع، ولا إيمري الذي ساعد إشبيلية ذات وقت لتصبح عملة متداولة في سوق الألقاب بالقارة العجوز، وجيء به ليصمم لباريس برجاً يطل بشموخ على أوروبا نفع. لا أحد من هؤلاء ساعد باريس سان جيرمان على الوصول لقمة هرم الأبطال، فقد كانت أمسية الثلاثاء قبل الماضي شاهدة على احتراق الحلم الأوروبي بحديقة الأمل، إذ كان صعباً على أمراء الحديقة أن ينتزعوا التاج من فوق رؤوس ملوك مدريديين يعرفون بأي سلاح يدافعون عن هيبتهم في ساحة الأبطال، حتى لو كان الموسم الحالي في الليجا ضرباً من الأوجاع. وبرغم أن ما جرى تصميمه في الصيف الأخير من صفقات شغلت العالم، قد أعطى الانطباع على أن باريس في طريقها لتصبح نيزكاً مضيئاً في سماء الأبطال، فإن ما حدث عند الاصطدام بالملكي في الدور ثمن النهائي، يقول بمطلق الأمانة إن اكتساب شخصية البطل في قارة الإلهام والإبداع، وبحضور قامات كروية راسخة في تقاليد التتويج، لا يتأتى فقط بجلب من يظن البعض أنهم نجوم بمقدورهم كتابة الأساطير. قرأت واستمعت لكثير من المرثيات ومن قصائد الذم في أعقاب محرقة باريس، ومع تقديري الكبير لدرجة البلاغة والكفاية التي كانت عليها بعض التحليلات، فإنني ما وجدت أبلغ ولا أشفى للغليل مما قاله أسطورة الكرة الإيطالية أريجو ساكي الذي قاد الميلان للفوز بلقبين لدوري الأبطال، معقباً على تأهل الريال وإقصاء باريس سان جيرمان، فقد قال: «ريال مدريد فاز على منافس ضعيف، باريس سان جيرمان ليس سوى مجموعة من اللاعبين، الأفكار لا تشترى، أعتقد أن أشياء كثيرة تنقص هذا الفريق الباريسي. كنت أنتظر فريقاً باريسياً يضع السكين بين شفتيه، فوجدت ريالاً يلعب بسيجارة في فمه. أعتقد أن ما ينقص باريس سان جيرمان هو أن يكون المؤسسة». قد يتمكن أي فريق في غفلة من الكبار، أن يقتنص له لقباً قارياً، كما فعل ذات سنة بورتو البرتغالي، أو حتى إنتر ميلان الإيطالي مع الداهية مورينيو، ولكن ما يكون في العادة استثناء، لا يجوز معاملته كقاعدة، والقاعدة تقول إن باريس سان جيرمان عليه أن يلازم قاعة الانتظار لسنوات صابراً ومرابطاً، قبل أن يقبل في صف النبغاء الذين يدمنون المنافسة على الألقاب من كل الأحجام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©