السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يد الشرعية تطال صنعاء

يد الشرعية تطال صنعاء
31 مارس 2017 22:26
حسن أنور (أبوظبي) مع دخول ذكرى إطلاق عاصفة الحزم عامها الثالث، تتزايد الآمال في إنهاء معاناة اليمنيين من الحرب التي فرضها تمرد الحوثي وصالح على الشرعية. فقد أطلق خادم الحرمين الشريفين في 26 مارس 2015 عملية «عاصفة الحزم» ضد جماعة الحوثي في اليمن، استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لمساعدة الجيش اليمني الذي فشل وحده في محاربة ميليشيات الحوثيين، ولتأمين الحدود الجنوبية للمملكة من التمدد الإيراني. ومع إعلان بدء العملية العسكرية حددت السعودية عدة أهداف لأول تحرك عسكري إقليمي للمملكة، وهي حماية دول الجوار من الإرهاب الحوثي، وإعادة الشرعية لليمن، ووقف التمدد الإيراني، وتأمين الحدود الجنوبية للمملكة، وحاز التحرك السعودي دعماً دولياً وإقليمياً انتهى إلى تشكيل تحالف عربي يساند شرعية الحكم في اليمن بقيادة السعودية. وبدأت العملية بمشاركة 10 دول، من بينها، دول مجلس التعاون الست، في حين رحبت مصر والأردن والمغرب وباكستان والسودان بالمشاركة في العملية. ومن المؤكد أنه خلال هذه الفترة ظهرت العديد من المتغيرات المهمة على الأرض على صعيد تحقيق عاصفة الحزم، وما تبعها من إعلان التحول إلى إعادة الأمل، الكثير من الإيجابيات لعل أهمها، أن ملايين اليمنيين يعيشون آمنين بعيداً عن الحرب في المناطق التي تمكنت القوات اليمنية بدعم التحالف من استعادة السيطرة عليها من الانقلابيين. فقد نجحت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية مدعومة بالتحالف العربي، في تحرير مساحات واسعة من قبضة الانقلابيين، آخرها منطقة المخا وميناؤها، وكذلك تأمين العاصمة المؤقتة عدن ومضيق باب المندب المهم للملاحة البحرية، ومنطقة الشرق النفطية أيضا. كما ساهم التحالف العربي في تمكين الحكومة اليمنية من بناء جيش وطني وقوات أمنية بأكثر من 200 ألف مقاتل، وعودة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته الشرعية إلى الأراضي اليمنية، وتحول الانقلابيين عسكريا إلى وضعية الدفاع من الهجوم. وشهدت الأيام الأخيرة تطورات حاسمة على الصعيد العسكري، خاصة فيما يتعلق بالعاصمة صنعاء، وأيضا صعدة التي تعد المعقل الرئيس للحوثيين، حيث نجحت قوات الشرعية في السيطرة على معظم مناطق نهم الاستراتيجية على مشارف صنعاء، وباتت العاصمة والقصر الرئاسي فيها في مدى نيران مدفعية الشرعية. ولقد سقطت عشرات القذائف على القصر الرئاسي والمناطق المحيطة به خلال الأيام الماضية في تحول استراتيجي واضح لمسار العمليات، وفي الإطار نفسه حققت قوات الشرعية، وبدعم من التحالف العربي تقدماً مهماً في صعدة، وأيضاً باتت قوات الشرعية على أبواب الحديدة. وعلى الصعيد السياسي، شهد العامان الماضيان العديد من الجهود المحلية والخليجية والدولية التي تهدف إلى وضع نهاية لهذه الحرب المأساوية، وإنهاء الانقلاب على الشرعية، غير أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل نتيجة المناورات من جانب الانقلابيين وسعيهم إلى كسب الوقت، وإطالة أمد الحرب، تنفيذاً لأجندة داعمهم الرئيس في طهران، والتي تهدف إلى استغلال حلفائها في اليمن من أجل نشر مذهبها الطائفي، وتهديد أمن واستقرار جيرانها ومد يدها لتصل إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي ومدخل البحر الأحمر من الجنوب، وهو ما يمثل تهديداً خطيراً للملاحة العالمية. ومن المؤكد أن أي حلول سياسية لن تنجح في مع الانقلابيين إلا بعد أن تتمكن قوات الشرعية التي يدعمها التحالف العربي من تحرير ميناء الحديدة، واستكمال السيطرة على الساحل الغربي واستعادة مدينة صعدة معقل الانقلابيين، ودخول منطقة أرحب المطلة على مطار صنعاء الدولي، وهو ما يعني محاصرة الانقلابيين في العاصمة. وتشير التوقعات أن مثل هذه التطورات، إضافة إلى الغضب الشعبي العارم بين اليمنيين نتيجة الأوضاع الاقتصادية المأساوية، ستؤدي إلى تفجر الموقف بين الحوثي والمخلوع صالح، المشتعل بالفعل، وسيجبرهم ذلك على القبول بالحل السياسي، خاصة أن قرار نقل البنك المركزي اليمني إلى العاصمة المؤقتة عدن ساعد في تجفيف منابع الحوثيين، وعجزهم عن دفع رواتب موظفي الدولة، الأمر الذي ينذر بحالة عصيان مدني مرتقبة. ولعل هذا الإجراء وراء تكثيف الانقلابيين للضرائب، فضلاً عن عمليات البيع في السوق السوداء، وازدهار تجارة القات من أجل توفير التمويل اللازم للانقلابيين للحصول على الأسلحة، وإطالة أمد الحرب. بلطجة حوثية بسبب ممارسات الحوثيين المتعسفة ضد اليمنيين اندلعت معارك عنيفة بين الميليشيات وأعداد من المواطنين في منطقة صرف بمديرية بني حشيش (شرق العاصمة صنعاء)، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وجاءت هذه المعارك إثر محاولة الحوثيين، الاستيلاء على أراضي المواطنين بالقوة، في منطقة الكسارات بالقرب من كلية المجتمع. ونجح اليمنيون في المنطقة في إجبار الحوثيين على التراجع، بعد مقتل أحدهم وأسر اثنين آخرين. غير أن الحوثيين دفعوا بالعشرات من مسلحيهم إلى المنطقة، لتعود مواجهات من جديد، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والرشاشة وقذائف الآر بي جي. وكعادتهم لجأ الحوثيون إلى قصف الأحياء السكنية بالمنطقة، من موقع جبل الطويل المطل على المنطقة، انتقاماً من اليمنيين الذين يرفضون «البلطجة الحوثية». وفي الإطار نفسه واصلت جماعة الحوثي وأتباع صالح حملة مداهمات واعتقالات ضد أهالي قرية رماضة في مديرية العدين بمحافظة إب. فقد داهمت جماعة الحوثي عدداً من المنازل في قرية رماضة وقامت بتفتيشها دون مراعاة للقيم والأخلاق التي نشأ عليها المجتمع اليمني. وقام مسلحو الحوثي باحتجاز عدد من أهالي القرية بهدف ابتزاز أهاليهم وإجبارهم على دفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم. وتم احتجاز عدد من الأفراد كما قامت باحتلال منازل عديدة واتخذتها مراكز إقامة لعناصرها من المليشيات بعد تهجير النساء والأطفال وتهديدهم بالسلاح. وتجبر المليشيات التي تمركزت في المنطقة الأهالي على دفع نفقات يومية لهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©