الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وداد خليفة: الكتابة لا تُستَدعى.. الكتابة تختارنا

وداد خليفة: الكتابة لا تُستَدعى.. الكتابة تختارنا
9 مايو 2016 23:40
إيمان محمد (أبوظبي) تحفر رواية «زمن السيداف» عميقاً في ذاكرة المجتمع الإماراتي القديم، لترسم صورة دقيقة لطبيعة الحياة في دبي خلال ثلاثينيات إلى نهاية خمسينيات القرن الماضي، في واحدة من الأعمال الأدبية التي سيشار إلى أصالتها وقوتها في بناء سيرة جمعية متخيلة تستند إلى وقائع تاريخية، وتبث الحياة في شخصيات واقعية حملت تفاصيل ذلك الزمن القاسي. ليست براعة السرد فقط هي اللافتة في العمل بل كونها التجربة الكتابية الابداعية الأولى للمؤلفة وداد خليفة من دبي، فقد فاجأت خليفة الوسط الثقافي الإماراتي بإصدار روايتها الضخمة العام الماضي (711 صفحة)، بل إن سيرة المؤلفة نفسها تبدو لافتة أيضاً؛ إذ عملت في تدريس مادة التاريخ للمرحلة الإعدادية طوال 18 عاماً، ثم عملت كمساعدة مديرة مدرسة لـ 5 سنوات، وحينما حصلت على ترقية لمديرة مدرسة، فضلت التقاعد لتتفرغ للكتابة، وكانت المؤلفة قد وضعت كتاباً مشتركاً مع الدكتور راشد أبو زيد بعنوان «تاريخ الخليج العربي» عام 1998، وعن اتجاهها إلى الكتابة تقول خليفة لـ «الاتحاد»: «الكتابة لا تُستَدعى، الكتابة هي التي تختار وقتها، دون أن تمنحنا أسباباً محددة، لذلك أقول لا أملك سبباً محدداً». وهي ترى أنه لا يمكن تعلم كتابة الروايات فقد «تركت نفسي تعبر من مخزونها المعرفي عن تلك الفترة وما يرتبط به من مشاعر وانفعالات وآراء». تستدعي الرواية حقبة زمنية بعيدة لم توثق خفاياها بعد، وتنشغل بتفاصيل متناهية الدقة، مثل عمارة البيوت وشكل الأحياء السكنية، لا سيما أحياء دبي وبعض المناطق من العين، وتفاصيل الغوص والزراعة والتقاليد المتنوعة التي مارسها الناس عندها، وحتى تتمكن الكاتبة من نسج كل تلك التفاصيل، استندت إلى العديد من المصادر، منها الكتب والمجلات المختصة بتراث الإمارات، والمصدر الآخر كما تقول «ما تبقى من ذاكرة الأفراد الذين ما زالوا على قيد الحياة، وكذلك بعض الصور التي أخذت في تلك الفترة». توظف المؤلفة نبتة «السيداف» في عنوان الرواية برمزية رائعة، ويأتي ذكرها في الرواية مرة أو مرتين، تقول: «كان اختيار العنوان متعمداً، لما يحمل من دلالة ترمز لمعاناة أهل المنطقة في تلك الحقبة، فالمرادف لزمن السيداف هو زمن المعاناة، وزمن المجاعة التي اضطرت أهل الإمارات لخلط السيداف مع الطعام لسد رمقهم». تتمحور الرواية حول حياة الطفلة «موزانة» التي يتم اختطافها بدواعي الثأر، ومن خلال تتبع مراحل حياتها ترصد الكاتبة حالات الاستعباد التي انتشرت في زمن الانتداب البريطاني، وحول «موزانة» تظهر شخصيات محتشدة بالتاريخ وتحولات ازدهار الغوص على اللؤلؤ وانهياره، ومن ثم تفشي الفقر والمجاعة والأوبئة، وهجرة الأهالي إلى مناطق مجاورة بحثاً عن العمل، ومجازفة البعض في العمل بتهريب الذهب، وتظهر العديد من تلك البلدان حية في الرواية مثل بومباي وزنجبار والباطنة وغيرها، وعن ذلك تقول الكاتبة: «لم أسافر إلى أي من هذه البلدان، إلا أن الكلمة المدونة تبقيها حية، وقد استقيت صور تلك البلدان مما دوِّن عنها في مصادر متنوعة». أما عملها القادم، فتقول أن فكرته لم تتبلور بعد إلا أنها عازمة على إكمال مشوار الكتابة. بين الحقيقة والخيال رواية «زمن السيداف» تاريخية إلا أن الشخصيات من خيال الكاتبة، وهي تمثل نماذج كانت موجودة في المجتمع آنذاك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©