تظاهرات تطالب بمحاكمة مبارك ورحيل حكومة شفيق

تظاهر آلاف المصريين أمس في ميدان التحرير بالقاهرة وعدة محافظات منها الاسكندرية والسويس والغربية والبحيرة وشمال سيناء فيما اطلقوا عليها “جمعة الخلاص والتضامن” الخلاص من بقايا النظام السابق والتضامن مع الشعب الليبي. طالب المتظاهرون بمحاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ومصادرة جميع أمواله وأموال زوجته ونجليهما وزوجتيهما ورد تلك المبالغ الى خزينة الدولة باعتبارها أموال الشعب مرددين هتافات “الشعب يريد محاكمة الرئيس” ورفعوا لافتات مكتوب عليها “مبارك عايزين فلوسنا” و”الشعب يريد فلوس الرئيس”. كما طالبوا بمحاكمة رجال النظام السابق صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني السابق ورئيس مجلس الشورى المنحل وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق ومفيد شهاب وزير المجالس النيابية السابق وفتحي سرور رئيس البرلمان المنحل ومصادرة أموالهم ايضا لصالح الشعب. كما طالب المتظاهرون برحيل الفريق احمد شفيق رئيس حكومة تصريف الأعمال وممدوح مرعي وزير العدل واحمد ابوالغيط وزير الخارجية ومحمود وجدي وزير الداخلية وهتفوا “شفيق باطل” و”ابوالغيط باطل” و”مرعي باطل” و”وجدي باطل”. وشهد ميدان التحرير كرنفالات واحتفالات ضمت جميع الأعمار السنية حيث ظهرت مجموعة في الجانب الأيسر من الميدان بالقرب من مبنى الجامعة الاميركية ويتوسطهم شاب في العشرينيات يعزف على العود الأغاني الوطنية الشهيرة لعبدالحليم حافظ وشادية وخلفه الشباب ينشدونها. وعلى الجانب الآخر من الميدان وبالقرب من مسجد عمر مكرم ظهرت مجموعة اخرى يتوسطها رجل في الاربعينيات ينظم أبياتا من الشعر العامي المعبر عن ثورة شباب 25 يناير وخطف انتباه العديد من المتواجدين داخل الميدان وجعل بعض النساء تبكي من شدة تأثرهم بتلك الأبيات التي تناولت الثورة ومجدت شهدائها. بينما تولت مجموعات اخرى من الشباب تنظيف الميدان أولا بأول وحث المحتشدين على عدم إلقاء المخلفات على الأرض أو التزاحم أو التدافع في مشهد حضاري يعكس الصورة الجديدة للمواطن المصري. كما واصل المحتشدون بالميدان تكريمهم لشهداء الثورة حيث رفعوا صورهم في جوانب الميدان وتعهدوا بالقصاص من المسؤولين عن إراقة دمائهم الطاهرة. ولم تخل تلك الكرنفالات من الأطفال الذين حضروا الى الميدان برفقة أهاليهم بعد أن رسموا على وجوههم أعلام مصر وأخذوا في اللهو واللعب بحديقة الميدان رافعين أعلام مصر ومرددين “تحيا مصر”. ووسط تلك الأجواء الكرنفالية واصلت المأكولات الشعبية سيطرتها على الأجواء حيث ظهرت عربات الفول والفلافل والكشري والبطاطا والبليلة مزينة بأعلام مصر وصور الشهداء. وقال شهود عيان إن عشرات الألوف من النشطاء في شاركوا بتظاهرات في محافظات أخرى وقال شاهد في مدينة السويس شرقي القاهرة إن ألوفا من المحتجين تجمعوا بعد صلاة الجمعة أمام مديرية الأمن بالمدينة مرديين هتافات تقول “أحمد شفيق باطل” و”ممدوح مرعي باطل” و”أحمد أبو الغيط باطل”. وطالب المحتجون في السويس بإقالة مدير الأمن اللواء محمد عبدالهادي الذي يقولون إنه يتحمل المسؤولية عن مقتل 30 من المحتجين وإصابة مئات آخرين خلال مظاهرات المدينة التي سبقت تنحي مبارك. وقال الشاهد إن المحتجين رفعوا اللافتة المعلقة في مدخل مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وتحمل اسمه ورفعوا بدلا منها لافتة كتبت عليها عبارة “مقر قيادة ثورة 25 يناير”. وأضاف الشاهد أن محتجين قالوا إنهم سيعتصمون إلى أن يستجاب لمطلب تغيير مدير الأمن وسيفتحون مقر الحزب الوطني عنوة ويعتصمون فيه. وفي مدينة الإسكندرية الساحلية، قال شاهد إن نحو عشرة آلاف محتج هتفوا “محمود وجدي باطل” في إشارة إلى وزير الداخلية الذي عينه مبارك بعد بدء الاحتجاجات خلفا لحبيب العادلي الذي ألقي القبض عليه ويحاكم بتهم التربح وإهدار المال العام والتسبب في فراغ أمني بعد أيام من المواجهات بين الشرطة والنشطاء في الأيام الأولى من الاحتجاجات التي أسقطت مبارك. وأضاف الشاهد أن المحتجين رفعوا لافتات كتبت عليها عبارات “الشعب يريد محاكمة الرئيس” و”دماء الشهداء تصرخ حاكموا رموز الفساد”. وقال شاهد في مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة في دلتا النيل، إن ألوف المحتجين تجمعوا أمام مقر مباحث أمن الدولة المحترق في المدينة ورفعوا عليه لافتة عليها عبارة “متحف الظالمين” مطالبين بتحويل المبنى إلى متحف تعرض فيه أدوات قمع استخدمت ضد مواطنين ونشطاء على حد قولهم. وبث المحتجون مقطعا من شريط فيديو يظهر فيه مدير أمن البحيرة اللواء مجدي أبو قمر مطالبا ضباط شرطة بإهانة المواطنين الذين يمكن أن يحاولوا الإساءة إليهم. وطالب المحتجون بإقالة أبو قمر. وفي مدينة المحلة الكبرى التي تشتهر بصناعة الغزل والنسيج في محافظة الغربية رفع محتجون لافتات كتبت عليها عبارات منها “الشعب يريد تطهير البلاد (من مسؤولي الحزب الوطني)” و”لا لترقيع الحكومة”.